كيف بمقدور الأم العاملة التوفيق بين عملها وواجباتها التربوية؟
الأم العاملة تعرف مسبقا بأن ساعات نهارها تحتاج لكثير من تنظيم كي تنجح بالمجالين وإلا سيصبح عملها أهم من بيتها وتربية أطفالها أو بالعكس
لكي لا تقع بحالة ضياع فيصبح تنظيم ساعات نهارها هو من أولوياتها. لوجودها في العمل لساعات محدودة ولوجودها في بيتها لساعات محدودة أيضا هذا عامل مساعد لها لتنظيم أوقاتها.
تقسيم وقتها بين المجالين يلزمها كثير من الدقة والتنظيم خاصة إذا كانت من النوع الذي يحب النجاح والتوفيق بين المجالين.
أكثر ما يهم الأم العاملة هو التوفيق بين واجباتها نحو أسرتها ونموذجها العاطفي المؤثر على تطور شخصية أطفالها.
هي تعرف بأنها مثلهم الأعلى بسلوكها التلقائي، بتخطيطها التربوي، بألفاظها وبجميع ما تقوم به من ممارسات يومية طبيعية. الأطفال يتأثرون بها كثيرا ويقلدون تصرفاتها بحرفية عالية لأن التربية هي اكتساب عن طريق النموذج العاطفي الأول وهما الأب والأم.
لذا فتعاون الأب ومشاركته لها بالتخطيط والتنظيم والمساعدة يعمل على توازن النموذج العاطفي الإيجابي. هذا عدا عن دوره بمساندتها ودعمها المعنوي الراقي.
أكثر ما يساعد الأم العاملة هو مشاركة الأبناء والزوج في الخدمات البيتية اليومية وتعاونهم المبرمج.
من المهم أن توزع الأم أنواع وظائف بيتية – نقل النفايات إلى حاوية الحي، تنظيف غبار، طوي غسيل، ترتيب مائدة الطعام قبل الوجبة وبعدها ألخ...- كل حسب مرحلته العمرية وقدرة جسمه.
يتحمل كل عضو في الأسرة المهام الملقاة على عاتقه بجدية وإخلاص.
هذا عدا عن طلب مساعدة أسبوعية من عاملة تنظيف مهنية كي يخفف عنها عبء حمل الواجبات التنظيفية. عاملة التنظيف هي أيضا تعمل على تطوير أفراد عائلتها وتعليمهم.
لا لتوقع الكمال من الأم العاملة ونعم لتقديم المعونة لها ولدعمها لتمكينها النجاح بالمجالين.
المجتمع من غير الأم العاملة يبقى ناقصا ولا يمكن له أن يتطور طبيعيا إلا بخروجها للعمل وتحقيق ذاتها المهنية.
المرأة مخلوق عامل بامتياز. كل مجتمع صحي مؤمن بقدراتها المتميزة يحتاج لمشاركتها في تطوير جميع مجالاته الخاصة والعامة..