لدى الطفل المقدرة على رؤية الأحلام منذ نعومة أظفاره؛
لتكون أحلامه في الأسابيع الأولى عبارة عن أحاسيس يسترجعها عن الفترة التي عاشها داخل الرحم,
ويبدأ بالرؤية والسمع تدريجياً بعد شهره الأول, ليسترجع هذه الأحاسيس الجديدة ليلاً عبر الصور.
وتأتي أحلام الطفل في عامه الأول لتتخذ معنى أعمق معبرة عن مشاعره ورغباته,
أما الكوابيس فتكثر بين سن الرابعة والسادسة إلى العاشرة تقريباً,
كما يغلب على كوابيس الأطفال الطابع العنيف أكثر بمرتين من أحلام البالغين.
وعلى الأهل أن يدركوا في هذه الحالة بأن كوابيس أطفالهم ليست حالة مرضية,
بقدر ما هي نتيجة قلق أو اضطراب نفسي, أو نقص في الحب والحنان, أو حتى نتيجة مشكلة معينة.
ويعتبر الكابوس أحد أعراض " الفوبيا " أي الخوف المرضي الذي يكشف عن طبيعته بشكل واضح في الحلم,
فقد تكون فوبيا من الظلمة أو الحيوانات أو غيرها,
لكن السبب الرئيسي لهذه الكوابيس هو الصراع النفسي الذي يعيشه الطفل بحد ذاته,
نتيجة الضوابط الاجتماعية والأسرية والمدرسية, بالإضافة إلى ازدواجية صورة الأهل المتكونة لديه.
فالأهل يشكلون مصدراً للحنان حيناً وللعقاب حيناً,
وهذه الازدواجية في التعامل تشعره بالقلق والتوتر,
مما يسبب له الخوف ويجعله أسير صراع يولد لديه ردة فعل عنيفة تجاه ذويه, سرعان ما تتفجر في الأحلام لكن عبر شخصيات خيالية.
ويتوجب على الأهل في هذه الحالة بالتحلي بالصبر لدى مواجهة مشكلة من هذا النوع,
وفتح حوار مع الطفل لأنه يحتاج في هذا الظرف إلى مساندة أبويه,
واحتضان وإصغاء من دون أحكام مسبقة.
كما يتحمل الأهل مسؤولية كبيرة في التغلب على هذه الكوابيس,
فعليهم تجنيب الطفل التأنيب غير المبرر,
والصراخ غير المجدي, واعتماد الحوار بدلاً من إصدار الأوامر لحل جميع المشكلات.
أما إذا تكررت الكوابيس بشكل كثيف, ورافقتها أعراض أخرى كالتبول اللاإرادي,
أو أدت إلى تقصير الطفل في المدرسة, أو إلى توتر في سلوكه اليومي وعلاقاته مع رفاقه, فلا بديل في هذه الحالة عن استشارة الطبيب الاختصاصي