أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم
المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكمأهلاً بكـــم أخواتى الغاليات فى مسابقة اليـــــــــالمسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكمــــــوم

المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم أولاً جزاكم الله خيراً وبارك فى اعماركم واعمالكم على مجهودكم اللهم تقبل وارضى

المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم
سؤال اليوم

ما معنى قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ﴾ ؟
موضوع فى غاية الاهمية ياريت تجاوبوا كلكم عليه لانه يعتبر من العقيدة الأساسية لنا كلنا
استفيدي وفيدينا يكون لكِ صدقة جارية عند الله ,
والاجابة اما هنا او فى قسم العقيدة وتذكروا الرابط هنا


جعل الله عملكم فى ميزان حسناتكم
المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم





المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم
المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

المسابقة اليومية سؤال واحد فقط  تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا  الآن جعله الله في ميزان حسناتكم



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

ذه المعية .
السؤال:
جاء في تفسير أبي حيان في قوله تعالىوهو معكم) :وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات ، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجرى مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها ، وقال بعض العلماء: فيمن يمتنع من تأويل ما لا يمكن حمله على ظاهره ، وقد تأول هذه الآية ، وتأول الحجر الأسود يمين الله في الأرض، لو اتسع عقله لتأول غير هذا مما هو في معناه. فهل يمكن حمل النزول الإلهي على ظاهره مع استواء الله عز وجل على العرش ؟ وما الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يؤول هذه المعية ؟


الجواب :
الحمد لله
أولا :
أبو حيان ، هو : محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، أثير الدين الأندلسي النحوي (توفي 745ه) .
قال الإمام الحافظ الذهبي ، رحمه الله :
" محمد بن يوسف بن علي بن حيان ، العلامة الأوحد ، أثير الدين أبو حيان ، الأندلسي الجياني الغرناطي ، المقرئ النحوي .
ولد سنة أربع وخمسين [ يعني : وستمائة ] ، وكتب العلم سنة سبعين ، وهلم جرا ...
أخذ بغرناطة عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الحافظ ، والمقرئ أبي جعفر أحمد بن علي ابن الطباع الرعيني وغيرهما ، وقرأ القراءات بالإسكندرية ..
وأخذ علم الحديث عن شيخنا الدمياطي وغيره ، وسمع من عبد العزيز بن الصيقل وغازي الحلاوي وطبقتهما .
ومع براعته الكاملة في العربية : له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات ، وله مصنفات في القراءات والنحو ، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم ، تخرج به عدة أئمة .. " .
انتهى من "معرفة القراء الكبار" للذهبي (2/724) .
وينظر أيضا : "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" للشوكاني (2/291) .

وأبو حيان ، وإن كان مقامه في العلم ، وتفننه فيه ما ذكرنا ، إلا أنه كان في أبواب الكلام على طريقة الأشعرية ، ولا سيما في مسائل الأسماء والصفات ، كما غلبت العادة بذلك على كثير من أهل زمانه .
وقد تتبع الشيخ عبد الرحمن المغراوي حفظه الله ، نصوص أبي حيان في مسائل الأسماء والصفات ، ونقل كلامه عليها ، بما يدل بوضوح على نزعته الأشعرية في تقرير مسائل هذا الباب .
ينظر للفائدة: "المفسرون بين التأويل والإثبات" عبد الرحمن المغراوي (3/1087) وما بعدها.
ثانيا :
يطلق بعض العلماء أن ظاهر نصوص الصفات – أو بعضها – غير مراد ، وبعضهم يدعي الإجماع على ذلك ، ثم يستند إلى ذلك الإجماع في نفي الصفات وتأويلها .

وهذه الكلمة (ظاهرها غير مراد) : فيها إجمال ، فتحتاج إلى التفصيل والبيان حتى يتبين المراد منها .
فيقال لقائل ذلك : ماذا تعني بـ (ظاهرها) ؟ هل تعني أن ظاهر قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) أن ذاته سبحانه وتعالى موجودة مع الخلق في كل مكان ، ويحيط بها المكان كما يحيط بالخلق ؟
فإن قصدت هذا المعنى ، فنحن نوافقك قطعا : أن هذا المعنى غير مراد بهذه الآية ، ولا بغيرها ، وهو ـ أيضا ـ باطل في نفسه !!
ولكننا نخالفك فنقول : إن هذا ليس هو ظاهر النص ، ولا تدل الآية الكريمة بظاهرها على هذا المعنى الفاسد الذي تطرق إلى ذهنك ، فإن القرآن نزل باللغة العربية ، واللغة العربية لا تدل على ذلك كما سيأتي .

أما إن قصدت أن الآية تثبت بظاهرها معية لله تعالى لخلقه ، خاصةً بالله ، لا تشبه معية المخلوقين بعضهم مع بعض ، وهو سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه ، عالٍ على خلقه ، غير مختلط بهم . ومن لوازم هذه المعية : أن يكون الله مطلعا عليهم ، عالما بهم ، سميعا بصيرا إن قصدت هذا المعنى فنحن نؤمن به ، ونقول : إن هذا هو ظاهر الآية الكريمة ، ولم ينعقد إجماع على خلاف هذا المعنى ، بل إجماع أهل السنة على إثباته ، والإيمان به .

ولا شك أن الغلط في فهم دلالات النصوص ، ولوازم هذه الدلالات ، أو اعتقاد ما ليس لازما ، لازما ؛ كان من أكبر الدوافع إلى التأويل الباطل الذي صرف النصوص الشرعية عن دلالتها الظاهرة ، بمقتضى اللغة ؛ حيث ظنوا أن ما تدل عليه النصوص بظاهرها لا يليق بالله تعالى ، فوجدوا أنفسهم مضطرين إلى التأويل ، مع أن ظاهرها ، الذي هو ظاهرها على الحقيقة : لا محذور فيه ، ولا يلزم عنه محذور ولا نقص في حق الله جل جلاله ، وتعالى أن يخاطب عباده بغير ما يدل على كماله ، وجماله ، وجلاله ، سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وَقَدْ نَقَلَ طَائِفَةٌ من المتأخرين أَنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ أَنَّ الظَّاهِرَ غَيْرُ مُرَادٍ ...
وَالظَّاهِر لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ؛ فَالظَّاهِرُ الَّذِي لَا يَلِيقُ إلَّا بِالْمَخْلُوقِ غَيْرُ مُرَادٍ ، وَأَمَّا الظَّاهِرُ اللَّائِقُ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ فَهُوَ مُرَادٌ" .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/207) ، وانظر (ص 43 وما بعدها) من المجلد نفسه ففيها بيان ذلك بالتفصيل .

ثالثا :
قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) الحديد/ 4 ، وقوله : (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) المجادلة/ 7 .
نقل ابن عبد البر رحمه الله إجماع الصحابة والتابعين على أنهم قالوا في معناها : (هو على العرش ، وعلمه في كل مكان) . " التمهيد " (7/138) ، انظر : " مجموع الفتاوى " (3/236) ، (5/495) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) معناه عند أهل السنة والجماعة : أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 218) .
وانظر : " تفسير ابن كثير" (4/ 615) ، "تفسير السعدي" (ص 838) .

وهذا ليس تأويلا للآية ، بما يطلق عليه التأويل عند المتأخرين ، من أنه صرف اللفظ عن ظاهره ، لدليل اقتضى ذلك ؛ بل هو بيان لمعناها الذي دلت عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"فَافْتَتَحَ الْكَلَامَ بِالْعِلْمِ وَخَتَمَهُ بِالْعِلْمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مَعَهُمْ بِعِلْمِهِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (11/249) .
وقال أيضا :
" لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ: وَهُوَ مَعَكُمْ أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ، فَإِنَّ هَذَا لَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ ، وَهُوَ خِلَافُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ ، وَخِلَافُ مَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَلْقَ ؛ بَلْ الْقَمَرُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مِنْ أَصْغَرِ مَخْلُوقَاتِهِ : هُوَ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ ؛ وَهُوَ مَعَ الْمُسَافِرِ وَغَيْرِ الْمُسَافِرِ أَيْنَمَا كَانَ .
وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ ، رَقِيبٌ عَلَى خَلْقِهِ ، مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ ، مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي رُبُوبِيَّتِهِ.
وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ - مِنْ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَأَنَّهُ مَعَنَا - حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْرِيفٍ وَلَكِنْ يُصَانُ عَنْ الظُّنُونِ الكاذبة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 142) .

ويعني بالظنون الكاذبة ؛ أن يظن أحد أن ظاهر النص يدل على تمثيل صفات الله بالخلق ، أو أن ظاهرها يثبت نقصا لله تعالى ... ونحو ذلك .
وهذه الظنون الكاذبة الخاطئة هي التي وقع بسببها من وقع في التأويل .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا ريب أن السلف فسروا معية الله تعالى لخلقه في الآيتين بالعلم، وحكى بعض أهل العلم إجماع السلف عليه، وهم بذلك لم يؤولوها تأويل أهل التعطيل، ولم يصرفوا الكلام عن ظاهره، وذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن الله تعالى ذكرها [يعني : المعية] في سورة المجادلة بين عِلْمين ، فقال في أول الآية: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) ، وقال في آخرها: (إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ؛ فدل ذلك على أن المراد أنه يعلمهم ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم.
الثاني: أن الله تعالى ذكرها في سورة الحديد مقرونة باستوائه على عرشه الذي هو أعلى المخلوقات، فقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) إلى قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) ؛ فدل على أن المراد معية الإحاطة بهم ، علما وبصرا، لا أنه معهم بذاته في كل مكان، وإلا لكان أول الآية وآخرها متناقضا.
الثالث: أن العلم من لوازم المعية، ولازم اللفظ من معناه ، فإن دلالة اللفظ على معناه من وجوه ثلاثة: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام ، ولهذا يمكن أن نقول: هو سبحانه معنا بالعلم، والسمع، والبصر، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني ربوبيته ، كما قال تعالى لموسى وهارون: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ، وقال هنا في سورة الحديد: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .
فإذا كان العلم من لوازم المعية : صح أن نفسرها به ، وبغيره من اللوازم التي لا تنافي ما ثبت لله تعالى من صفات الكمال، ولا يعد ذلك خروجا بالكلام عن ظاهره" .
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (1/ 247-250) .
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضا :
" المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط، بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال: سقاني لبنا معه ماء. ويقال: صليت مع الجماعة. ويقال: فلان معه زوجته.
ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث اقتضت المصاحبة ، وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل .
وإذا تبين أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم ، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان؛ لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم .
وعلى هذا يكون معنا، وهو على العرش فوق السماوات ، لأنه محيط بنا علما، وقدرة ، وسلطانا، وسمعا، وبصرا، وتدبيرا، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته .
فإذا فسرها مفسر بالعلم : لم يخرج بها عن مقتضاها، ولم يكن متأولا ، إلا عند من يفهم من المعية المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال ؛ وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال" انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (1/ 118) .
وبهذا يتبين أن السلف لم يتأولوا الآية على خلاف ظاهرها ، وأن عبد الله بن عباس حين فسرها بقوله : (هو على العرش وعلمه معهم ) لم يكن ذلك تأويلا ، بما يفهمه المتأخرون من لفظ التأويل .
وينظر : " مجموع الفتاوى " (5/495) .
وبهذا - أيضا - يتبين : أنه لا حجة للمؤولة في هذه الآية ، وتفسير السلف لها ، على مذهبهم في الصفات ، ولا على لزوم تعطيل شيء من دلالات النصوص على هذا الباب .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (224764) ، ورقم : (192564).

رابعا :
استواء الله تعالى على عرشه فوق سمواته ، لا ينافي نزوله سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير ، لأن الله تعالى أثبت الصفتين معا ، فلا يمكن أن يكون بينهما منافاة ، وصفات الله تعالى لا تماثل صفات المخلوقين .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" لا تعارض بين نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة مع اختلاف الأقطار، وبين استوائه عز وجل على العرش؛ لأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، ففي الإمكان أن ينزل كما يشاء ، نزولا يليق بجلاله ، في ثلث الليل الأخير بالنسبة إلى كل قطر، ولا ينافي ذلك علوه واستواءه على العرش؛ لأننا في ذلك لا نعلم كيفية النزول ولا كيفية الاستواء، بل ذلك مختص به سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه يستحيل في حقه أن ينزل في مكان ويوجد بمكان آخر في تلك اللحظة كما هو معلوم، إلا الله عز وجل فهو على كل شيء قدير، ولا يقاس ولا يمثل بهم؛ لقوله عز وجل: (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ) ، وقوله سبحانه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، ومما ذكرناه يتضح لك أنه لا تعارض بين نزوله واستوائه ، وأن اختلاف الأقطار لا يؤثر في ذلك " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 186) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" نزول الرب جل وعلا لا يشابه نزول المخلوقين، بل هو نزول يليق بالله سبحانه وتعالى، لا يعلم كيفيته إلا هو جل وعلا، ولا يلزم منه خلو العرش، هو فوق العرش سبحانه وتعالى، فوق جميع الخلق، وينزل نزولا يليق بجلاله، لا ينافي فوقيته وعلوه سبحانه وتعالى، فهو نزول يليق به جل وعلا، وهو الذي يعلم بكيفيته سبحانه وتعالى، فعلينا أن نؤمن بذلك، ونصدق بذلك، ونقول: لا يعلم كيفية هذا إلا هو سبحانه وتعالى " .
انتهى من"فتاوى نور على الدرب" (10/ 131) .
وينظر جواب السؤال رقم : (140434)، ورقم: (34810) .
وينظر أيضا للفائدة : جواب السؤال: (239962 ) .


والله أعلم .

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

الاجابه ياغاليه جعله الله بميزان حسناتك يارب

الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات.


إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#4

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

. لسؤال: ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟
الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات.

إظهار التوقيع
توقيع : زهره محمد
#5

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

السلام عليكم اختي الغالية . جعله في ميزان حسناتك ومبارك عليك الشهر الكريم
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإنسان قبل أن يولد يكون في ماء الرّجل ثم يعيش في رحم المرأة ثم يخرج منه، هل يتصوّر عاقل أنّ هناك إله في هذا الماء، وأنّ هناك إله يدخل ويعيش في رحم المرأة ثم يخرج من السبيل مع المولود !
ولو أن أسداً أكل إنساساً، فهل يظن ظان أن هناك إله سيدخل في أمعاء الأسد مع هذا الإنسان.
كلمة “مع” لا تدل على المجاورة المكانيّة دائماً، أو المرافقة. مثال: الشخص قد يتكلم في الهاتف مع صاحبه الذي في دولة أخرى، فيقول له: “أنا معك”، وهذا مفهوم بالسليقة أن معنى المعيّة هنا أنّ كلامي معك، أو ذهني معك.
مثال آخر: المسلم الذي ف أقصى المغرب يقول: “أنا مع مسلمي بورما”، ولا يوجد من يقول له: “بل أنت في مكان آخر”، لأن المعنى مفهوم؛ أنّ المعية هنا معيّة المناصرة.
فقول الله عز وجل: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ لا المعيّة المكانيّة، وإنّما لو قرأنا السياق لعرفنا أنّه يتكلّم عن معيّة العلم، فقد قال: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
ثانياً:
عمر بن الخطّار رضي الله عنه كان يقيم في المدينة في فترة توليه أمر المسلمين، فمّن كان ولي الأمر في دمشق؟ بالطبع هو عمر نفسه، فهو ولي الأمر في المدينة المنورة وفي دمشق، فهل هذا يعني أنّه موجود مكانيّاً في هذين المكانين؟ لا.
فالله عزّ وجل عندما يقول: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ فهو المعبود في السماء والمعبود في الأرض، هذا الكلام لا يعني مطلقاً أنّه موجود في السماء والأرض، بل هو الإله المعبود فيهما.
وشكرا


إظهار التوقيع
توقيع : į̐z̮̤̅̈ɑ͠вєł Ğį̐r̶̲̥̅̊ł
#6

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#7

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

لسؤال: ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟
الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات. [/b][/QUOTE]

#8

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياه الروح 5
ذه المعية .
السؤال:
جاء في تفسير أبي حيان في قوله تعالىوهو معكم) :وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات ، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجرى مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها ، وقال بعض العلماء: فيمن يمتنع من تأويل ما لا يمكن حمله على ظاهره ، وقد تأول هذه الآية ، وتأول الحجر الأسود يمين الله في الأرض، لو اتسع عقله لتأول غير هذا مما هو في معناه. فهل يمكن حمل النزول الإلهي على ظاهره مع استواء الله عز وجل على العرش ؟ وما الذي جعل ابن عباس رضي الله عنهما يؤول هذه المعية ؟


الجواب :
الحمد لله
أولا :
أبو حيان ، هو : محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، أثير الدين الأندلسي النحوي (توفي 745ه) .
قال الإمام الحافظ الذهبي ، رحمه الله :
" محمد بن يوسف بن علي بن حيان ، العلامة الأوحد ، أثير الدين أبو حيان ، الأندلسي الجياني الغرناطي ، المقرئ النحوي .
ولد سنة أربع وخمسين [ يعني : وستمائة ] ، وكتب العلم سنة سبعين ، وهلم جرا ...
أخذ بغرناطة عن أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الحافظ ، والمقرئ أبي جعفر أحمد بن علي ابن الطباع الرعيني وغيرهما ، وقرأ القراءات بالإسكندرية ..
وأخذ علم الحديث عن شيخنا الدمياطي وغيره ، وسمع من عبد العزيز بن الصيقل وغازي الحلاوي وطبقتهما .
ومع براعته الكاملة في العربية : له يد طولى في الفقه والآثار والقراءات ، وله مصنفات في القراءات والنحو ، وهو مفخرة أهل مصر في وقتنا في العلم ، تخرج به عدة أئمة .. " .
انتهى من "معرفة القراء الكبار" للذهبي (2/724) .
وينظر أيضا : "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" للشوكاني (2/291) .

وأبو حيان ، وإن كان مقامه في العلم ، وتفننه فيه ما ذكرنا ، إلا أنه كان في أبواب الكلام على طريقة الأشعرية ، ولا سيما في مسائل الأسماء والصفات ، كما غلبت العادة بذلك على كثير من أهل زمانه .
وقد تتبع الشيخ عبد الرحمن المغراوي حفظه الله ، نصوص أبي حيان في مسائل الأسماء والصفات ، ونقل كلامه عليها ، بما يدل بوضوح على نزعته الأشعرية في تقرير مسائل هذا الباب .
ينظر للفائدة: "المفسرون بين التأويل والإثبات" عبد الرحمن المغراوي (3/1087) وما بعدها.
ثانيا :
يطلق بعض العلماء أن ظاهر نصوص الصفات – أو بعضها – غير مراد ، وبعضهم يدعي الإجماع على ذلك ، ثم يستند إلى ذلك الإجماع في نفي الصفات وتأويلها .

وهذه الكلمة (ظاهرها غير مراد) : فيها إجمال ، فتحتاج إلى التفصيل والبيان حتى يتبين المراد منها .
فيقال لقائل ذلك : ماذا تعني بـ (ظاهرها) ؟ هل تعني أن ظاهر قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) أن ذاته سبحانه وتعالى موجودة مع الخلق في كل مكان ، ويحيط بها المكان كما يحيط بالخلق ؟
فإن قصدت هذا المعنى ، فنحن نوافقك قطعا : أن هذا المعنى غير مراد بهذه الآية ، ولا بغيرها ، وهو ـ أيضا ـ باطل في نفسه !!
ولكننا نخالفك فنقول : إن هذا ليس هو ظاهر النص ، ولا تدل الآية الكريمة بظاهرها على هذا المعنى الفاسد الذي تطرق إلى ذهنك ، فإن القرآن نزل باللغة العربية ، واللغة العربية لا تدل على ذلك كما سيأتي .

أما إن قصدت أن الآية تثبت بظاهرها معية لله تعالى لخلقه ، خاصةً بالله ، لا تشبه معية المخلوقين بعضهم مع بعض ، وهو سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه ، عالٍ على خلقه ، غير مختلط بهم . ومن لوازم هذه المعية : أن يكون الله مطلعا عليهم ، عالما بهم ، سميعا بصيرا إن قصدت هذا المعنى فنحن نؤمن به ، ونقول : إن هذا هو ظاهر الآية الكريمة ، ولم ينعقد إجماع على خلاف هذا المعنى ، بل إجماع أهل السنة على إثباته ، والإيمان به .

ولا شك أن الغلط في فهم دلالات النصوص ، ولوازم هذه الدلالات ، أو اعتقاد ما ليس لازما ، لازما ؛ كان من أكبر الدوافع إلى التأويل الباطل الذي صرف النصوص الشرعية عن دلالتها الظاهرة ، بمقتضى اللغة ؛ حيث ظنوا أن ما تدل عليه النصوص بظاهرها لا يليق بالله تعالى ، فوجدوا أنفسهم مضطرين إلى التأويل ، مع أن ظاهرها ، الذي هو ظاهرها على الحقيقة : لا محذور فيه ، ولا يلزم عنه محذور ولا نقص في حق الله جل جلاله ، وتعالى أن يخاطب عباده بغير ما يدل على كماله ، وجماله ، وجلاله ، سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وَقَدْ نَقَلَ طَائِفَةٌ من المتأخرين أَنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ أَنَّ الظَّاهِرَ غَيْرُ مُرَادٍ ...
وَالظَّاهِر لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ؛ فَالظَّاهِرُ الَّذِي لَا يَلِيقُ إلَّا بِالْمَخْلُوقِ غَيْرُ مُرَادٍ ، وَأَمَّا الظَّاهِرُ اللَّائِقُ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ فَهُوَ مُرَادٌ" .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/207) ، وانظر (ص 43 وما بعدها) من المجلد نفسه ففيها بيان ذلك بالتفصيل .

ثالثا :
قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) الحديد/ 4 ، وقوله : (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) المجادلة/ 7 .
نقل ابن عبد البر رحمه الله إجماع الصحابة والتابعين على أنهم قالوا في معناها : (هو على العرش ، وعلمه في كل مكان) . " التمهيد " (7/138) ، انظر : " مجموع الفتاوى " (3/236) ، (5/495) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) معناه عند أهل السنة والجماعة : أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 218) .
وانظر : " تفسير ابن كثير" (4/ 615) ، "تفسير السعدي" (ص 838) .

وهذا ليس تأويلا للآية ، بما يطلق عليه التأويل عند المتأخرين ، من أنه صرف اللفظ عن ظاهره ، لدليل اقتضى ذلك ؛ بل هو بيان لمعناها الذي دلت عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"فَافْتَتَحَ الْكَلَامَ بِالْعِلْمِ وَخَتَمَهُ بِالْعِلْمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مَعَهُمْ بِعِلْمِهِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (11/249) .
وقال أيضا :
" لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ: وَهُوَ مَعَكُمْ أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ، فَإِنَّ هَذَا لَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ ، وَهُوَ خِلَافُ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ ، وَخِلَافُ مَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَلْقَ ؛ بَلْ الْقَمَرُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مِنْ أَصْغَرِ مَخْلُوقَاتِهِ : هُوَ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ ؛ وَهُوَ مَعَ الْمُسَافِرِ وَغَيْرِ الْمُسَافِرِ أَيْنَمَا كَانَ .
وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ ، رَقِيبٌ عَلَى خَلْقِهِ ، مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ ، مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَعَانِي رُبُوبِيَّتِهِ.
وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ - مِنْ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَأَنَّهُ مَعَنَا - حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْرِيفٍ وَلَكِنْ يُصَانُ عَنْ الظُّنُونِ الكاذبة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 142) .

ويعني بالظنون الكاذبة ؛ أن يظن أحد أن ظاهر النص يدل على تمثيل صفات الله بالخلق ، أو أن ظاهرها يثبت نقصا لله تعالى ... ونحو ذلك .
وهذه الظنون الكاذبة الخاطئة هي التي وقع بسببها من وقع في التأويل .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا ريب أن السلف فسروا معية الله تعالى لخلقه في الآيتين بالعلم، وحكى بعض أهل العلم إجماع السلف عليه، وهم بذلك لم يؤولوها تأويل أهل التعطيل، ولم يصرفوا الكلام عن ظاهره، وذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن الله تعالى ذكرها [يعني : المعية] في سورة المجادلة بين عِلْمين ، فقال في أول الآية: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) ، وقال في آخرها: (إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ؛ فدل ذلك على أن المراد أنه يعلمهم ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم.
الثاني: أن الله تعالى ذكرها في سورة الحديد مقرونة باستوائه على عرشه الذي هو أعلى المخلوقات، فقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) إلى قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) ؛ فدل على أن المراد معية الإحاطة بهم ، علما وبصرا، لا أنه معهم بذاته في كل مكان، وإلا لكان أول الآية وآخرها متناقضا.
الثالث: أن العلم من لوازم المعية، ولازم اللفظ من معناه ، فإن دلالة اللفظ على معناه من وجوه ثلاثة: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام ، ولهذا يمكن أن نقول: هو سبحانه معنا بالعلم، والسمع، والبصر، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني ربوبيته ، كما قال تعالى لموسى وهارون: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ، وقال هنا في سورة الحديد: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .
فإذا كان العلم من لوازم المعية : صح أن نفسرها به ، وبغيره من اللوازم التي لا تنافي ما ثبت لله تعالى من صفات الكمال، ولا يعد ذلك خروجا بالكلام عن ظاهره" .
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (1/ 247-250) .
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضا :
" المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط، بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال: سقاني لبنا معه ماء. ويقال: صليت مع الجماعة. ويقال: فلان معه زوجته.
ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث اقتضت المصاحبة ، وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل .
وإذا تبين أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم ، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان؛ لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم .
وعلى هذا يكون معنا، وهو على العرش فوق السماوات ، لأنه محيط بنا علما، وقدرة ، وسلطانا، وسمعا، وبصرا، وتدبيرا، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته .
فإذا فسرها مفسر بالعلم : لم يخرج بها عن مقتضاها، ولم يكن متأولا ، إلا عند من يفهم من المعية المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال ؛ وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال" انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (1/ 118) .
وبهذا يتبين أن السلف لم يتأولوا الآية على خلاف ظاهرها ، وأن عبد الله بن عباس حين فسرها بقوله : (هو على العرش وعلمه معهم ) لم يكن ذلك تأويلا ، بما يفهمه المتأخرون من لفظ التأويل .
وينظر : " مجموع الفتاوى " (5/495) .
وبهذا - أيضا - يتبين : أنه لا حجة للمؤولة في هذه الآية ، وتفسير السلف لها ، على مذهبهم في الصفات ، ولا على لزوم تعطيل شيء من دلالات النصوص على هذا الباب .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (224764) ، ورقم : (192564).

رابعا :
استواء الله تعالى على عرشه فوق سمواته ، لا ينافي نزوله سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير ، لأن الله تعالى أثبت الصفتين معا ، فلا يمكن أن يكون بينهما منافاة ، وصفات الله تعالى لا تماثل صفات المخلوقين .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" لا تعارض بين نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة مع اختلاف الأقطار، وبين استوائه عز وجل على العرش؛ لأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، ففي الإمكان أن ينزل كما يشاء ، نزولا يليق بجلاله ، في ثلث الليل الأخير بالنسبة إلى كل قطر، ولا ينافي ذلك علوه واستواءه على العرش؛ لأننا في ذلك لا نعلم كيفية النزول ولا كيفية الاستواء، بل ذلك مختص به سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه يستحيل في حقه أن ينزل في مكان ويوجد بمكان آخر في تلك اللحظة كما هو معلوم، إلا الله عز وجل فهو على كل شيء قدير، ولا يقاس ولا يمثل بهم؛ لقوله عز وجل: (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ) ، وقوله سبحانه : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، ومما ذكرناه يتضح لك أنه لا تعارض بين نزوله واستوائه ، وأن اختلاف الأقطار لا يؤثر في ذلك " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 186) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" نزول الرب جل وعلا لا يشابه نزول المخلوقين، بل هو نزول يليق بالله سبحانه وتعالى، لا يعلم كيفيته إلا هو جل وعلا، ولا يلزم منه خلو العرش، هو فوق العرش سبحانه وتعالى، فوق جميع الخلق، وينزل نزولا يليق بجلاله، لا ينافي فوقيته وعلوه سبحانه وتعالى، فهو نزول يليق به جل وعلا، وهو الذي يعلم بكيفيته سبحانه وتعالى، فعلينا أن نؤمن بذلك، ونصدق بذلك، ونقول: لا يعلم كيفية هذا إلا هو سبحانه وتعالى " .
انتهى من"فتاوى نور على الدرب" (10/ 131) .
وينظر جواب السؤال رقم : (140434)، ورقم: (34810) .
وينظر أيضا للفائدة : جواب السؤال: (239962 ) .


والله أعلم .
بارك الله فيكِ وفتح عليكِ بكل خير

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#9

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنا حبيبة ماما
الاجابه ياغاليه جعله الله بميزان حسناتك يارب

الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات.

ماشاء الله موفقه الله يبارك فى عمرك وعملك ويفتح عليكِ بما يرضيه

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#10

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره محمد
. لسؤال: ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟
الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات.
ماشاء الله ربنا ينور طريقك ويعلمك مالا تعلمى ويرضى عليكِ ويكتب لكِ الفردوس

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#11

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة į̐z̮̤̅̈ɑ͠вєł ğį̐r̶̲̥̅̊ł
السلام عليكم اختي الغالية . جعله في ميزان حسناتك ومبارك عليك الشهر الكريم
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإنسان قبل أن يولد يكون في ماء الرّجل ثم يعيش في رحم المرأة ثم يخرج منه، هل يتصوّر عاقل أنّ هناك إله في هذا الماء، وأنّ هناك إله يدخل ويعيش في رحم المرأة ثم يخرج من السبيل مع المولود !
ولو أن أسداً أكل إنساساً، فهل يظن ظان أن هناك إله سيدخل في أمعاء الأسد مع هذا الإنسان.
كلمة “مع” لا تدل على المجاورة المكانيّة دائماً، أو المرافقة. مثال: الشخص قد يتكلم في الهاتف مع صاحبه الذي في دولة أخرى، فيقول له: “أنا معك”، وهذا مفهوم بالسليقة أن معنى المعيّة هنا أنّ كلامي معك، أو ذهني معك.
مثال آخر: المسلم الذي ف أقصى المغرب يقول: “أنا مع مسلمي بورما”، ولا يوجد من يقول له: “بل أنت في مكان آخر”، لأن المعنى مفهوم؛ أنّ المعية هنا معيّة المناصرة.
فقول الله عز وجل: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ لا المعيّة المكانيّة، وإنّما لو قرأنا السياق لعرفنا أنّه يتكلّم عن معيّة العلم، فقد قال: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
ثانياً:
عمر بن الخطّار رضي الله عنه كان يقيم في المدينة في فترة توليه أمر المسلمين، فمّن كان ولي الأمر في دمشق؟ بالطبع هو عمر نفسه، فهو ولي الأمر في المدينة المنورة وفي دمشق، فهل هذا يعني أنّه موجود مكانيّاً في هذين المكانين؟ لا.
فالله عزّ وجل عندما يقول: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ فهو المعبود في السماء والمعبود في الأرض، هذا الكلام لا يعني مطلقاً أنّه موجود في السماء والأرض، بل هو الإله المعبود فيهما.
وشكرا

ماشاء الله احسنتِ احسن الله اليكِ وبارك فيكِ
منتظرين مشاركاتك الطيبة اللهم وفقكِ ونجحكِ فى الدنيا والآخرة

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#12

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مالك وميرنا

نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.
ماشاء الله موفقه ربنا يملأقلبك بالإيمان ويبارك فى عمرك وعملك ياغالية

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#13

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المطبخ الشامل
لسؤال: ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟
الإجابة: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات. [/b]
[/quote]
ماشاء الله موفقه ربنا يصلح حالك وبالك ويرضى عليكِ ويسعدك

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#14

افتراضي رد: المسابقة اليومية سؤال واحد فقط تساعدكِ على البحث والإطلاع اشتركوا معنا الآن جعله الله في ميزان حسناتكم

شكراا



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
نكت 2025 جديده ومضحكه جدا اجمل مجموعه نكت بالصور ! ملآك ولكن.. فرفشة عدلات
كل واحد يدور اسمه..... بس بدوووون زعل فلسطين فرفشة عدلات
نكت مضحكة قبس من أمل فرفشة عدلات
اجمل 100 نكتة للموبايل قصيرة,اجمل نكت للجوال جديدة,نكت تموت ضحك للجوال ريموووو رسائل وتوبيكات
اكبر موسوعة نكت ايمان المقصبي فرفشة عدلات


الساعة الآن 02:33 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل