"جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"، هكذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبوهريرة في حديثه عن التراحم بين الخلق حتى بين الحيوانات.
صادف المصوران إيفان شيلر وليزا هولزوارت خلال رحلتهم في البرية بشمال بوتسوانا قطيع كبير من قردة البابون، لكنهم سرعان ما لاحظوا أن مجموعة من الأسود واللبؤات تتربص قطيع القردة في محاولة للاصطياد فريسة. الأسود تزأر من جهة والقردة يصرخون من جهة…
كانت فوضى عارمة!
بشكل مدهش، استطاع المصوران التقاط صور لبؤة تقتل قردة لكن ما فعلته بابنها الصغير كان مثيرا للدهشة!
تم التقاط هذه الصور خلال هذه فوضى بين القطيعين، حيث هاجمت إحدى اللبؤات قردة وهي تحمل صغيرها القرد الرضيع…
للأسف لم تكن القردة محظوظة، حيث كانت عضة اللبؤة قاتلة وقامت بكسر نخاعها الشوكي.
بشكل مثير للدهشة، نجى القرد الصغير الذي لم يتجاوز عمره الشهر، ثم حاول الفرار من اللبؤة، لكنه للأسف كان ضعيفا ولم يساعده جسمه الصغير من تسلق الشجرة بسرعة. سارعت اللبؤة اتجاه هذا القرد الصغير، لكن ما فعلته كان مثيرا للدهشة!
في تصرف غريب وبدل أن تقتل اللبؤة القرد الصغير، بدأت في اللعب معه!
كانت حائرة ولطيفة مع القرد في الوقت نفسه.
في رد غريب، قام القرد الصغير بمعانقة صدر اللبؤة واللعب معها!
فجأة ظهر أحد الأسود ربما محاولا افتراس القرد، فقامت اللبؤة بطرده على الفور. هل كانت تحمي القرد الصغير؟
خلال هذا الوقت كله، كان القرد الأب ينتظر ويراقب من أعلى الشجرة كل ما يجري منتظرا الفرصة المناسبة للتدخل من أجل إنقاذ ابنه الصغير.
أخيرا فعلها، قام الاب بالتصرف والتدخل بشكل سريع لإنقاذ ابنه في الوقت الذي كانت فيه اللبؤة منشغلة بطرد الأسد!
كانت هذه الحادثة مؤثرة على كثير من المستويات من لطف وحنان اللبؤة بالقرد الصغير إلى شجاعة القرد الأب الذي أنقذ ابنه، أو ربما شجاعة المصوران اللذان قاما بتصوير كل هذا!