ادت هذه الاسباب الى قيام منظمات سرية بين مجموعة من الطلاب المثقفين العثمانيين الذين درسوا في الجامعات الاوروبية وتاثروا بحضارتها وطالبوا الى نقل وتقليد اوروبا فيما قامت به من اعمال في جميع المجالات السياسية والاقتصادية ةالثقافية والعلمية ولما عادوا الى بلادهم بداوا يعملون على تحقيق هذه الاهداف , انتشرت في مختلف المدن التركية دعيت ( تركيا الفتاه ) هدفهم مقاومة الاستبداد الحميدي واجباره على اعادة العمل بالدستور ( لمدحت باشا ) وقد برز من بين اعضاء ( تركيا الفتاة ) جمعية اطلق عليها اسم ( الاتحاد والترقي ) سنة 1889 فقام السلطان عبد الحميد بملاحقتهم حتى هربوا واجتمعوا في مدينة سانويك في اليونان , حيث كانت هذه المدينة يسكنها غالبية اليهود فقاموا بتقديم الدعم لهم ومساعدتهم من الناحية المادية والعسكرية .
وفي سنة 1907 م استطاعوا السيطرة على احد الفيالق العثمانيين في اليونان , وفي سنة 1908 م قاموا بثورة على السلطان عبد الحميد بما تعرف ب ثورة تركيا الفتاة , اعلن الجيش العثماني الثالث العصيان في سالونيك مطالبهم باعادة العمل بدستور مدحت باشا , استجاب السلطان عبد الحميد فاعلن اعادة العمل بالدستور , والغي الرقابة واطلق سراح جميع المسجونين السياسيين . الا انه سنة 1909 م قام بالغاء الدستور , فعزله اعضاء المجلس الاعيان والمبعوثان , وتم تنصب اخيه محمد رشاد الذي لقب ب محمد الخامس .
اما عبد الحميد فقد نفي مع بعض حريمه وحاشية صغيرة الى سالونيك , ثم اعيد الى اسطنبول حيث وضع تحت الاقامه الجبريه الى ان توفي سنة 1918 م.
اثارها :
(1) البلغار اعلنوا الاستقلال .
(2) النمسا ضمت البوسنة والهرسك .
(3) اليونان ضمت كريت رسميا .
(4) ايطاليا احتلت ليبيا سنة 1911م .
(5) سنة 1912 م ثورة الالبان واستقلوا عن الدولة العثمانية .
(6) حرب البلقان الاولى سنة 1912 م .
(7) حرب البلقان الثانية سنة 1913 م .
الشرق الاوسط ابان الحرب العالمية الاولى
اسباب انضمام الدولة العثمانية الى جانب المانيا في الحرب العالميه الاولى
اندلعت الحرب العالميه الاولى سنة 1914 , حيث كانت الدولة العثمانيه في هذه الفتره في يد ثلاثة من زعماء الاتحاد والترقي وهم :-جمال باشا , طلعت باشا , انور باشا , حيث كان هؤلاء الثلاثة يميلون الى المانيا بالاضافه الى تاثرهم بالحضارخه الالمانيه.
لقد لاحظنا ان الدولة العثمانيه خلال الفتره التي سبقت حكم عبد الحميد كانت في تقارب مستمر مع دول الغرب فرنسا وبريطانيا , حيث ان هاتين الدولتين قد دافغتا عن الدولة العثمانية ضد التوسع الروسي , اذ ان روسيا كانت تحاول اقتطاع بعض الاراضي من الدولة العثمانية ساعية بهذه الطريقه الى الوصول الى المياه الدافئه . وذلك من اجل تجارتها وقد حاولت بريطانيا وفرنسا الاصلاح داخل الدولة العثمانيه اذ ان هذه الدولة قد شجعت التنظيمات التي حدثت في الدولة العثمانية في فترة حكم عبد الحميد وعبد العزيز ولكن حين ايقنت هذه الدول ان الاصلاح داخل الدولة العثمانيه بات مستحيل اذ ان الدولة العثمانيه اصبحت ضعيفه . بادرت هذه الدول الى اقتطاع بعض الاراضي من الدولة العثمانية . فقامت بريطانيا باحتلال مصر في سنة 1882 وذلك بحجة انها تريد اعادة النظام الى هذا القطر كما وقامت باحتلال قبرص وقيام فرنسا ايضا باحتلال الجزائر سنة 1830 وتونس سنة 1881 . قد ادى الى شعور الدولة العثمانية ان هذه الدولة بدات في السعي نحو اقتطاع الاراضي منها لذالك قامت الدولة العثمانيه في عهد عبد الحميد في تغيير سياستها التي كانت قائمة من قبل حيث قررت التقرب من المانيا والابتعاد عن دول الغرب فرنسا وبريطانيا . اما اسباب التحالف مع المانيا خلال الحرب العالميه الاولى فيمكن اجمالها فيما يلي:
1- سعي الدولة العثمانية في استعادة الاقاليم التي كانت قد خسرتها مثل
استعادة مصر التي قامت بريطانيا باحتلالها سنة 1882 واستعادة قناة
السويس المهمة جدا واستعادة قبرص ايضا التي احتلتها بريطانيا كما ارادت
استعادة الجزائر وتونس من فرنسا , لذالك قررت الدولة العثمانية التحالف
مع المانيا لانها في هذه الفترة اصبحت دولة قوية بعد وحدتها واعتقد حكام
تركيا الجدد ان المانيا سوف تنتصر بالحرب ولكن تجري الرياح بما
لاتشتهي السفن .
2- التقارب في نوع نظام الحكم بين هاتين الدولتين اذ ان الدولة العثمانية هي
الدولة ذات نظام دكتاتوري وهي امبراطورية ,وكذالك المانيا .
3- مساعي المانيا لمساعدة الدولة العثمانية في كافة المجالات وبالاخص
السياسة والاقتصاد وبالاضافه الى قيام الدولة العثمانية بفتح موانئها امام
المانيا وهكذا نرى ان التحالف بين المانيا وبين الدولة العثمانية قد ادى في
نهاية الامر الى ربط مصير الدولة العثمانية بمصير المانيا وجعل نتيجة
الحرب العالميه الاولى واحدة على البلدين وقد ادى هذا التحالف الى تحالف
بين فرنسا وبريطانيا وروسيا حيث قامت هذه الدول بعقد عدة اتفاقيات من
اجل تقسيم املاك الدولة العثمانية وتقسيم هذه المناطق بينها . مثل اتفاقية
سايكس بيكو والقسطنتينية ولندن .
اهم ردود الفعل الانجليزية على موقف الدولة العثمانية في الحرب العالمية:
1- فتح جبهات قتال في الشرق الاوسط مثل جبهة فلسطين وجبهة العراق
1914-1917 .
2- اعلان الحماية على مصر 1914 .
3- مفاوضات مكماهون حسين 1915.
4- اتفاقيات واهمها اتفاقية سايكس –بيكو 1916.
الابعاد لموقف الدولة العثمانية في الحرب العالمية:
· انهيار الدولةالعثمانية في نهاية الحرب العالميه الاولى سنة 1918 .
· وفرض عقوبات اقليمية وعسكريه واقتصادية على تركيا وذلك حسب
معاهدة سفير 1920 بين الحلفاء وتركيا المهزومه ثم رفض هذه المعاهدة
من قبل الوطنيين الاتراك بزعامة اتاتورك وتعديل هذه الاتفاقية في
اتفاقبة لوزان بعد الحرب الاستقلال التركية .
اسباب تعلق بريطانيا باستعمار الشرق الاوسط:
1- الثروة البترولية : اصبح الشرق الاوسط اهم مناطق البترول في العالم , ففيه اكثر من نصف احتياطي العالم من النفط . وكان ينتج 25% من النفط العالم بعد الحرب العالمية الاولى, من العراق وايران . بما ان النفط ثروة تجارية هائلة فهو من المعادن الحيوية ذات القيمة التجارية والعسكرية .
2- الاهمية الاستراتيجية : كانت الطرق التجارية البحرية في منطقة الشرق الاوسط حتى نهاية الحرب العالمية الاولى اهم طرق المواصلات واسرعها واكثرها في العالم , وقناة السويس هي اقصر الطرق البحرية التي توصل اوروبا بالشرق الاقصى واستراليا قلب الاستعمار البريطاني .وكانت بريطانيا ترغب في احكام السيطرة على القناة تجاريا وعسكريا , واستدعى الامر السيطرة على مصر وفلسطين معا , وكذالك على شواطئ البحر الاحمر حتى ال
محيط الهندي , كما ان السيطرة على امارات الخليج والعراق تعني التحكم في النفط الثروة المعدنية الهائلة المنتظرة .
3- محاولة بريطانيا ايقاف الزحف الروسي الى الشرق الاوسط : لان روسيا هي الدولة المجاورة للدولة العثمانية ( منطقة الشرق الاوسط ) , وحاولت روسيا التغلغل في تركيا والوصول الى المياه الدافئة عن طريق ضم شبه جزيرة القرم.
4- ضعف العرب وتأخرهم: استغلت بريطانيا جهل العرب وعملت على نهب خيراتبلادهم . وكان تعليقها بالعالم العربي ايضا مرتبط بتعلقها بالهند , وارتبطت مصالح بريطانيا الاستعمارية في الشرق الاوسط والمصالح الاستعمارية في الهند والشرق الاقصى , فحاولت بريطانيا استعمال القوة ضد حركاتهم القومية ودعمت الصهيونية في فلسطين , واشغال العرب بعدوهم الجديد ( اليهود) وابعادهم عن التفكير بالاستعمار البريطاني لبلادهم.
جبهات القتال وانهيار الامبراطورية العثمانية
ادار الالمان العمليات العسكرية التركية , ونجح التعاون الالماني التركي في بداية الحرب , وكان خير تعبير له فشل الحلفاء في حملة غاليبول في احتلال المضائق . اما الجبهة الثانية فتحها الروس , في القفقاز ونجحوا في احتلال فارس وباطوم , ولكنها انتهت بالفشل بسبب الثورة فسمحت للاتراك قبيل الحرب بتحقيق نجاح في القفقاز , ولكن جاء متاخر , ولم يدم سوى مدة قصيرة .
اما الجهة الثالثة في العراق , وكان الانجليز قد احتلوا مدينة البصرة في بداية الحرب , ثم تقدمت قواتهم شمالا , الا انها منيت في نهاية عام 1915 م بهزيمة كبيرة على مقربة من كوت العمارة حيث اسرت القوات التركية جيشا بريطانيا بكامله , ولكن البريطانيين حشدوا قوات كبيرة بقيادة الجنرال مود , واحتلوا بغداد في اذار 1917م , وتقدموا شمالا في اتجاه الموصل ولم يتمكنوا من احتلالها حتى توقيع الهدنة في نهاية عام 1918م.وكانت اهم جبهة الجبهة المصرية , اذ حاول الاتراك احتلال مصر . ووصلت قواتهم في شباط 1915م منطقة القناة , ولكنهم فشلوا في احتلالها واضطروا الى الانسحاب الى شبه جزيرة سيناء . ثم عاود الاتراك هجومهم في اتجاه القناة لشغل القوات البريطانية في الدفاع عن القناة , ولكن الحشود البريطانية في منطقة القناة بقيادة الجنرال اللنبي هي التي نجحت في هزيمة الجبش التركي .
وقد ساندت قوات اللنبي القوات العربية بقيادة فيصل بن الشريف حسين , تلك القوات التي استطاعت بعد ان اعلن العرب الثورة احتلال مكة , والقطاع الساحلي من الحجاز بسرعة , اما المدينة المنورة فقد حاصرها فيصل الا ان الجيش التركي فيها استطاع الصمود , وقد نجحت القوات العربية في عزل القوات التركية في شبه الجزيرة العربية عن القوات الالمانية – التركية في سوريا وفلسطين . وفي تموز 1917 نجح فيصل بمساعدة مستشاره الانجليزي الضابط لورنس من احتلال العقبة . وهكذا شكلت قوات فيصل الجناح الشرقي لقوات اللنبي التي تقدمت في فلسطين والتي استطاعت احتلال القدس في كانون اول سنة 1917 م , ثم ساندتها قوات فرنسية على طول المنطقة السلحلية محتلة صور وصيدا وبيروت وطرابلس . وفي تشرين اول عام 1918 م التقت القوات العربية مع قوات اللنبي في دمشق , ولم يستطع الاتراك الصمود الا على مقربة من حلب . ولكن الامبراطورية العثمانية لم تستطع الاستمرار في القتال واضطرت لتوقيع للتوقيع على الهدنة في 30/10/1918 في مدينة مودرس بجزيرة ليمنوس . وهكذا انهارت الامبراطورية العثمانية التي حكمت الشرق الادنى كله فترة طويلة جدا . وعلى انقاضها نشات الدولة التركية الحديثة والدول العربية الحالية في الشرق الاوسط .