تلخيص تاريخ العرب الحديث والمعاصر

أن فرنسا قد ربطتها بالدولة العثمانية علاقات ودية منذ أن قام السلطان العثماني بإعطاء الرعايا الفرنسيين امتيازات داخل الدولة العثمانية، و من بينها الإعفاء من الضرائب و منح الحكومة الفرنسية بعض الحقوق في الأماكن المقدسة في فلسطين، الأمر الذي انعكس سلبا على روسيا، فسعت للحصول على امتيازات مماثلة للامتيازات التي حصل عليها الرعايا الفرنسيين ، لكن موقف فرنسا تجاه النزاع الروسي العثماني اختلف عن الموقف البريطاني بسبب اختلاف المصالح الفرنسية، فقد كان الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث ، يعتبر بلده طرفا رئيسيا في هذا النزاع، كونه يتطلع إلى كسب تأييد الحزب الكاثوليكي في فرنسا وبذا يستهدف من دخوله السيطرة على الأماكن المقدسة، و يسعى لتحقيق بعض الانتصارات الخارجية من أجل إخراج فرنسا من عزلتها بعد مؤتمر فيينا عام 1815، و تمزيق التسوية التي أفقدتها حدودها الطبيعية()، كما كانت فرنسا تهدف من تدخلها إلى جانب الدولة العثمانية، حرمان روسيا من نفوذها في البلقان، بعد هزيمتها أمام الدولة العثمانية، و منع مرابطة السفن الحربية الروسية في البحر الأسود، و عودة ولايتي الأفلاق و البغدان للسيطرة العثمانية.
لكن المنافسة الدولية و الأطماع الاستعمارية أدت إلى تذبذب السياسة الفرنسية إزاء الدولة العثمانية فوقفت بجانبها في بعض المواقف، ووقف ضدها في مواقف أخرى، فعندما استؤنف القتال بين فرنسا و الدول الأوروبية سنة 1803 أغرى نابليون بالانضمام إليه، و إعلان الحرب على أعدائه عام 1806، ثم تخلى عنها، كما أن فرنسا ساندت الثورة اليونانية (1821_1830) ضد الدولة العثمانية، كما ساندت محمد علي في حركته الانفصالية عن الدولة العثمانية (1830_1840)، فضلا عن أنها تحالفت مع الدولة العثمانية في حرب القرم ضد روسيا، في نفس الوقت الذي كانت تتطلع للاستيلاء على المغرب العربي الخاضع للعثمانيين، فدبرت مؤامرة الجزائر 1830.
وهكذا أجبرت المصالح الدول الأوربية على الاصطفاف في هذه الحرب كل في المكان الذي يرى أنه يحقق مصالحه، بدا الحلفاء هجومهم على شبه جزيرة القرم، و حدثت معركة سيواستوبول بعد أن انضمت بريطانيا و فرنسا إلى جانب الدولة العثمانية، و ذلك في 6 شباط (فبراير) 1854، بهدف القضاء على قوة روسيا في البحر الأسود، بعد أن جلت روسيا عن ولايتي الدانوب نتيجة لضغوط النمسا و تهديداتها، و على الرغم من احتلال النمسا للولايتين، فان بريطانيا و فرنسا نقلتا الحرب إلى شبه جزيرة القرم، باتجاه ميناء سيواستوبول، القاعدة البحرية الروسية في شبه الجزيرة؛ فقام الحلفاء بحصار الميناء مدة عام كامل لاقوا خلاله مصاعب كبيرة، بسبب برودة الجو فضلا عن تفشي وباء الكوليرا بين الحلفاء خلال المراحل الأولى للحرب، و كلف احتلال سيواستوبول أكثر من خمسة وعشرين ألف قتيل من جميع الأطراف، و من بينهم قادة كبار من الطرفين ، و بعد سلسلة من المعارك بين الطرفين سقط ميناء سيواستوبول في 9 أيلول 1855، و انهزم الروس، و لكن كفة روسيا في جبهة القفقاس رجحت بعد أن استولوا على مدينة قارص، و بذلك تم وضع نهاية للحرب.
بعد سقوط ميناء سيواستوبول بمدة قصيرة، توفي القيصر الروسي نيقولا الأول، و خلفه في الحكم الاسكندر الثاني ، الذي عرف بتركيزه الاهتمام على أمور روسيا الداخلية، و لما شعر بان متابعة الحرب أصبح أمرا صعبا، في ظل الأزمة المالية التي تعانيها روسيا، و خسائر الأسطول الروسي، فضلا عن الهزائم التي حلت بجيشه في الحرب، فجنح إلى السلم، و أمام شعور النمساويين بان نهاية الحرب باتت وشيكة، أرسلت النمسا أوائل عام 1856 إنذارا إلى روسيا، فأجابت روسيا بالقبول، ولم تعد هناك ضرورة لاستمرار الحرب ، وتم الاتفاق بين النمسا و بريطانيا و فرنسا بعد مداولات مستفيضة على شروط الصلح التي كانت قد قدمتها النمسا إلى روسيا، منذ كانون أول 1855 بصورة إنذار للانضمام إلى الحلفاء في حالة رفضها ، و على أثر الموافقة الروسية تم عقد مؤتمر الصلح في باريس في 30 آذار 1856.
أن تمكن الفرنسيين و الإنكليز من تحقيق هدفهم في تحطيم الأسطول الروسي، كان من أهم الأسباب التي أدت إلى عقد الصلح، لأنه يكون في مقدور روسيا القيام في حوض البحر المتوسط، و تم تثبيت السيطرة البحرية الكاملة للحلفاء في البحر الأسود، فاكتفى الحلفاء بهذا النصر ورفضوا التقدم وراء سيواستوبول، كما أن السبب الآخر هو اختلاف وجهات النظر الفرنسية عن البريطانية من حيث استمرار الحرب، لأن نابليون الثالث أصرّ على وقف هذه الحرب، الأمر الذي أرغم حلفائه على وقفها، مع أنهم كانوا يريدون الاستمرار فيها بغية إذلال روسيا تماما، و من ثم يتم القضاء على دورها في السياسة الأوروبية، في وقت أصبح بوسع الرأي العام الأوروبي متابعة سير العمليات الحربية خطوة خطوة بفضل المراسلين العسكريين و الصور الفوتوغرافية، و التي بدأت بالظهور في الصحف.
تضمنت معاهدة باريس عدة نقاط هامة، أهمها حرية الملاحة في نهر الدانوب، و تشكيل لجنة دولية للإشراف على ذلك، و الاعتراف بالسيادة العثمانية على المضايق، و إعلان حياد البحر الأسود، على أن كل من ولايتي الأفلاق و البغدان باستقلال ذاتي ضمن الدولة العثمانية، وأن يحترم استقلال الدولة العثمانية، وعدم التدخل في شؤونها مقابل أن تتعهد بتحسين أحوال الرعايا المسيحيين في البلقان، كما تضمنت اعتراف السلطان بالمساواة التامة بين رعاياه على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، أي أنه لا يحق لأي دولة أجنبية التدخل في شؤون رعايا السلطان. و من البنود الأخرى التي تضمنتها المعاهدة قبول مبدأ التحكيم في حالة وقوع خلاف بين الدولة العثمانية وغيرها من الدول، و حرية الملاحة في نهر الطونة، وإعادة سيواستوبول إلى روسيا، مقابل أن تكون قارص للدولة العثمانية، ومن ثم تسترجع ولايتي الدانوب وضعهما (الاستقلال الذاتي) تحت سيادة السلطان العثماني، بشرط بقائهما تحت الضمانة المشتركة للدول الكبرى التي وعدت بعدم التدخل في شؤونها في المستقبل، فضلا عن محافظة صربيا على استقلالها الذاتي تحت سيادة السلطان، ووفق الضمان المشترك من جانب الدول، و احتفظ العثمانيون بحق وضع حاميات في الأراضي الصربية، كما وعدت الدول بالتوسط لحل أي خلاف عثماني صربي.
فيما كانت المفاوضات جارية من اجل عقد الصلح بين روسيا و الدولة العثمانية، كان السلطان العثماني عبد الحميد يعد وثيقة جديدة للإصلاح عرفت باسم "خط همايون"، صدر هذا الخط قبل أسبوع من عقد مؤتمر باريس 1856، أي في يوم 18 شباط 1856، و اتخذت الدولة العثمانية وفقا لمضمون هذا الخط خطوات إصلاحية إيجابية لخير رعاياها، فأقر السلطان كافة المبادئ التي وردت في خط شريف كولخانة 1839، والتي يتعلق أكثرها بحقوق الطوائف غير الإسلامية و مصالحها، إذ تضمن الخط بصفة خاصة بالتأكيد على مبدأ المساواة القانونية و المدنية لكافة رعايا الدولة و حقوقهم في خدمتها.
لقد كان الخط الهمايوني أدق بكثير و أكثر تفصيلا من خط شريف كولخانة 1839، فهو يضمن للطوائف غير المسلمة احترام حصانتها التقليدية و حرية العبادة، و ممارسة شعائرها الدينية و بناء معابدها بشروط يتوافر فيها التسامح. كما أكد الخط الهمايوني على المساواة في المعاملة بين جميع الطوائف ومنع استعمال الألفاظ التي تحط من قيمة غير المسلمين، و تأمين الحرية الدينية لأهل كل المذاهب، و إفساح المجال أمام كافة رعايا السلطان للمساهمة في خدمة الدولة و ذلك عن طريق تعيينهم في الوظائف واستفادتهم من خدمات الدولة التعليمية، بالإضافة إلى إنشاء محاكم مختلفة للفصل في القضايا المدنية و الجنائية، وأما الدعاوى الخاصة بالأحوال الشخصية و الإرث فتحال إلى المحاكم الشرعية بالنسبة للمسلمين، و إلى المحاكم الطائفية بالنسب لغير المسلمين ، والمساواة بين جميع رعايا الدولة في الحقوق و الواجبات، لا سيما في مجال الخدمة العسكرية، فأصبح الجميع يخضعون لقانون التجنيد العسكري، و تم إعادة تنظيم الهياكل الإدارية، كما أصبح جميع رعايا الإمبراطورية متساوين فيما يتعلق بالضرائب، و القضاء، و كذلك الالتحاق بمدارس واحدة.
و على الرغم من أن الخط الهمايوني جاء نتيجة للضغط الخارجي، على عكس خط شريف كولخانة، فقد تشابه الخطان في كثير من النقاط، فكلاهما صدر بمرسوم سلطاني جاد اللهجة، وتكررت في الخط الهمايوني الضمانات التي أعلنت في عام 1839، و أن كانت هناك بعض الاختلافات، فخط 1856 م كان أكثر دقة في تحديد التغييرات الواجب إجراؤها، و لم يظهر فيه انقسام الشخصية الذي اتضح في الخط السابق، كما أن صيغته كانت أكثر عصرية، و أكثر اقتباسا عن الغرب بصورة لم تعهد من قبل في الوثائق العثمانية، و ذلك لأنه لم يستشهد بآية قرآنية واحدة أو بقوانين الإمبراطورية القديمة وأمجادها، وكان ذلك أمرا خطيرا من الناحية النفسية، و أن لم يكن المرسوم برمته يتطلع إلى الأمام أكثر مما يستوحي الماضي، و لقد أكد المرسوم من جديد على تطبيق الخدمة العسكرية على المسلمين وغير المسلمين، كما نص على المحافظة على الحقوق والامتيازات التي تمتع بها رؤساء الملل الإسلامية، و تمتع كل ملل الإمبراطورية بمواطنة عثمانية عامة، ووعد السلطان بإيجاد نظام ضريبي أكثر عدالة، كما وعد بتبويب القانون الجنائي والتجاري، وإصلاح نظام السجون، وإنشاء محاكم مختلطة في القضايا الخاصة بالمسلمين وغير المسلمين.
وهكذا أكد الخط الهمايوني بشكل خاص على المساواة المدنية والاجتماعية لجميع رعايا الدولة، واعترف بمساواتهم في خدمة الحكومة، ولكن مبدأ المساواة لم يطبق تماما؛ فقد ظلت الخدمة العسكرية محصورة بالمسلمين وحدهم، كما ظلت الوظائف الإدارية والقضائية شبه محصورة بالمسلمين، وظلت الدول الأوروبية تدّعي حماية الطوائف المسيحية، ففرنسا تدّعي حماية الكاثوليك، وروسيا تعتبر نفسها حامية للأرثوذكس، وبريطانيا تعد نفسها حامية البروتستانت. وكان من أهم أهداف خط شريف كولخانة استثارة عطف الدول الكبرى على الدولة العثمانية، وكذلك استهداف الخط مساندة الأوروبيين للدولة ضد روسيا التي ما لبثت أن وافقت على شروط النمسا والتي بني عليها صلح باريس عام 1856 الموقع عليه من قبل الدول الكبرى، و مملكة بيدمونت و الدولة العثمانية.
وفي النهاية يتبين أن العامل الديني لم يكن عاملا أساسيا في نشوب حرب القرم و إنما كان ذريعة اتخذتها روسيا لإعلان الحرب ضد الدولة العثمانية، من اجل تحقيق أطماعها داخل أقاليم هذه الدولة، فقامت بعرض مشروع تقسيم أملاك الدولة العثمانية على فرنسا وبريطانيا، لكن هاتين الدولتين رفضتا المشروع الروسي، ليس من منطلق مساندة الدولة العثمانية والمحافظة على أملاكها، إنما كان مبنيا على رغبة بريطانية و فرنسية في الإبقاء على الدولة العثمانية ضعيفة، حتى يتسنى لهما السيطرة على الأقاليم الخاضعة لها في مراحل قادمة.

ان مؤتمر باريس لم يحسم المساله الشرقية , وظلت روسيا تثير الشعوب البلقانية للتخلص من نير الحكم العثماني اول حركه كبيرة بعد مؤتمر باريس هي الثوره البوسنه والهرسك (يوغوسلافيا اليوم ) سنة 1875 , بسبب سوء الجابية . وطالب الثوار بجلاء الاتراك والاستقلال التام واشتد حماس الشعوب البلقانية لتايد الثوار فامتدت الثوره لتمثل صربيا والجبل الاسود وبلغاريا واصبحت كلها تطالب بالاستقلال .
طالت الثوره وعجز العثمانيون عن اخمادها , وخشيت النمسا من انتداد الحركة القوميه الى بلادها المتعددة القوميات عندها قدمت النمسا مذكرة تؤيدها الدول الاوروبيه العظمى في مطلع عام 1876 تطالب بها السلطان بادخال اصلاحات لارضاء الثوار , كصرف ما يجبي من البلاد على اصلاح مرافقها . قبلت الدوله العثمانيه الاقتراح , بينما رفضه الثوار . فبدات الدوله العثمانيه بارتكاب اعمال انتقاميه بشعه خاصه في بلغاريا حيث قامت مذابح فظيعه .
استغلت روسيا هذه الظروف واعلنت الحرب على الدوله العثمانيه وشريكاتها رومانيا . انتصرت القوات الروسية الرومانيه على الدوله العثمانيه وتقدمت سريعا فاخترقت الدانوب ووصلت حتى ادريانوبل واحتلتها في نهاية العام 1877. فاضطر السلطان عبد المجيد الثاني طلب الصلفح . فعقد صلح سان ستيفانو في كانون الثاني 1878 , وبمقتضاها لم يبق للسلطان الجزء الصغير من اوروبا حول العاصمه والبانيا وممر صغير للوصول إلى البانيا كما تنازل السلطان عن باطوام لروسيا ووافق على انشاء امارة بلغاريا واسعة تحت سلطته الاسمية.
مؤتمر برلين (1878) :
حصلت روسيا من صلح سان ستيفانو كل ما كانت تحلم بالحصول عليه في حرب القرم اي بطرد الدولة العثمانيه كليا من البالقان غير ان هذة المعاهدة اثارت معارضة شعوب البالقان وبعض الدول الكبرى , فقد عارضت صربيا واليونان اتساع رقعة بلغاريا على حسابهما اذا كانت تضم كثيرا من رعاياها على عارضت النمسا تعاظم نفوذ روسيا في البلقان وعارضت بريطانيا تهديد روسيا بعرض المشكلة على مؤتمر دولي يعقد في برلين . وقد ايد بسمارك مستشار ألمانيا موقف بريطانيا فلم ترى روسيا بدأ من قبول الاقتراح مع انها كانت تعرف سلفا بان عقد المؤتمر هو نجاح لسياسة ديزرائيلي رئيس حكومة بريطانيا وفشلها.

تعود جذور الحرب الاهليه اللبنانيه إلى نتائج حملة ابراهيم باشا على سوريا وذلك للاسباب التاليه.
1) ازدياد نفوذ الاقطاعيين الموارنه بسبب تعاونهم مع ابراهيم باشا وخاصه في جنوب لبنان بعد ان تزايد عدد الموارنه في الجنوب خاصه وان الدروز كانوا يشكلون الاغلبيه في المنطقه .
2) التنافس بين الاقطاعيين الموارنه ورجال الدين المراونه في السيطره على الفلاحين الموارنه.
3) احداث الاعتدائات المتبادله بين الدروز والموارنه التي بدات سنة 1842 على مدى محاولات الدروز استعادة نفوذهم بعد القضاء على النفوذ الشهابين.
4) فشل الدول العثمانيه في فرض سيطرتها على البلاد رغم محاولاتها تقسيم البلاد الى منطقتين الاولى في الشمال ويحكمها مسيحي والثانيه في الجنوب ويحكمها درزي لارضاء الاطراف المتنازعه.
5) اعمال العنف بين الدروز والموارنه سنة 1845 مما اتاح الفرصه لفرنسا وبريطانيا والدوله العثمانيه في التدخل بين الاطراف المتنازعه .
6) احداث 1858 بزعامة طانيوس شاهين التي بدات في شمال البلاد والتي شهدت تمردا من الفلاحين الموارنه ضد الاقطاعين الموارنه والتي عرفت بالثوره العاميه والتي انتشرت حتى وصلت الجنوب حيث ثار الفلاحون الموارنه ضد الاقطاعيين الدروز مما ادى الى انضمام الفلاحين الدروز الى الاقطاعين الدروز ضد الموارنه . ادى هذا الموضوع الى اندلاع حرب اهليه شملت كافة البلاد ووصلت احداثها حتى دمشق واتاحت الفرصه امام فرنسا وبريطانيا للتدخل حيث دعتم فرنسا الموارنه ودعمت بريطانيا الدروز وحاولت الدوله العثمانيه التدخل ووقف الحرب ولكن دون جدوى بدون موافقة الدول الاوروبيه.

ادى التدخل البريطاني الفرنسي من جه في الحرب الاهليه اللبنانيه ومحاولات ألدوله العثمانيه فرض سيطرتها على سوريا من جه اخرى الى اطفاق بين بريطانيا وفرنسا والدوله العثمانيه مع انزال قوات فرنسيه في بيروت سنة 1860 من اجل تهدئة الاوضاع من جهة واعادة تنظيم البلاد من ناحبة اخرى وقامت الدوله العثمانيه بارسال وزير خارجيتها فؤاد باشا وقد تم التوصل الى وضع نظام اداري جديد سنة 1861 ادى الى انسحاب القوات الفرنسيه في حزيران سنة 1861 وقد تعهدت الدول الاوروبيه بضمان النظام الذي عرف بميثاق لبنان الاساسي وقد تم تعديله سنة 1864 وينص الميثاق على مايلي:
1- الغاء القائمقاميه الشماليه والجنوبيه واقامة سلطه واحده تشرف على ادارة شؤون جبل لبنان بكامله.
2- يرأس السلطة متصرف مسيحي مسؤول امام السلطان ويساعده مجلس اداري مركزي يمثل كافة الطوائف
3- يدعى مجلس السلطه بالمتصرفيه وتكون مسؤوله امام السلطان بشكل مباشر ولا يوجد لمجلس المتصرفيه علاقه بدمشق .
4- ينص ميثاق لبنان الاساس على مساواة كافة سكان جبل لبنان امام القانون .

الشرق الاوسط ابان الحرب العالمية الاولى

اسباب انضمام الدولة العثمانية الى جانب المانيا في الحرب العالميه الاولى

جبهات القتال وانهيار الامبراطورية العثمانية

في سنة 1919 عقد وؤتمر الصلح في فرساي وتوجه الامير فيصل الى باريس ليمثل العرب في مؤتمر الصلح , واسمع كلمته هناك وقدم مذكرته طالبا استقلال العرب ومنحهم مملكة عربية مستقلة على الاقاليم العربية الاسيوية بالاضافة الىالعرب ومنحهم مملكة عربية مستقلة على الاقاليم العربية الاسيوية بالاضافة الى الاسكندرونة اما بالنسبة لفلسطين فقد وافق على جعلها دولية او ادارة خاصة . واعتمد الامير فيصل في طلبه هذا على :
أ) ان المملكة التي يطالب بها هي منطقة عربية تتكلم العربية حضارتها وتاريخها ولعتها عربية لهذا فمن حق العرب ان يحصلوا على حق تقرير المصير .
ب) ان العرب اشتركوا في الحرب الى جانب الحلفاء ومن حقهم ان ينالوا الاستقلال السياسي زمن الجواب على انجلترا ان تف بوعودها التي قطعتها على نفسها سنة 1915 وذلك في الرسائل التي بعثها مكماهون للشريف حسين .

رفض كليمانصو ( رئيس حكومة فرنسا ) ولويلد حورج رئيس حكومة انجلترا مبدا حق تقرير المصير للاقاليم العربية وهذا المبدا اقترحه ويلسون رئيس الولايات المتحدة ( احد المبادئ ال14 ) . جاء رفض فرنسا وانجلترا بسبب الاطماع الاستعمارية في الشرق الاوسط . ولسوء حظ الشعب العربي والشعوب الاخرى هزم الرئيس الامريكي في الانتخابات وعادت امريكا الى سياسة العزله والى مبدا مونرو ( اميركا للاميركيين واوروبا للاوروبيين ) , الامر الذي اعطى فرنسا ولنجلترا الفرصة لتحقيق مطانعها الاستعمارية الا انها خلقت وجها اخر للاستعمار واطلقت عليه الانتداب . لهذا اقر مؤتمر فرساي فكرة الانتداب بالنسبة لبعض الاقاليم العربية وقد اتفقت كل من فرنسا وبريطانيا على تقسيم الاقاليم حسب مناطق نفوذها ومصالحها . وبالفعل جاء مؤتمر سان ريمو سنة 1920 ليقسم الانتدابات حسب ما اقر في مؤتمر فرساي : فقد حصلت فرنسا على انتداب في سوريا ولبنان وحصلت انجلترا على انتداب في العراق وشرق الاردن وفلسطين واعترف بالشريف حسين ملكا على الحجاز فقط . هكذا رفضت مطالب العرب رفض مبدا حق تقرير المصير وهكذا حسم مصير الاقطار العربية .



سميت بهذا الاسم نسبة الى كينج الذي كان رئيسا لاحدى الجامعات المريكية وكراين الذي كان رجل اعمال امريكي .
وصلت هذه اللجنة الى الشرق الاوسط بعد اقتراح قدمه الرئيس ولسن في مؤتمر الصلح في فرساي الذي ينص على تشكيل لجنة تحقيق تتالف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا لتنظر في شان الاقاليم العربية وعارضت بريطانيا وفرنسا وايطاليا هذا الاقتراح ووصل الى الشرق الاوسط فقط كينغ وكراين كمندوب عن الولايات التحدة , وقدما تقريرا بعد محادثاتهما مع ممثلي السكان المحليين وكانت نتائج التقرير رفض الانتداب بمعنى انها كانت تتناقض مع التسوية التي قد توصلت اليها بريطانيا وفرنسا . ثم ان الرئيس الامريكي لم يضغط لقبول التحقيق المذكورة بسبب مرضه ثم فشله في الانتخابات وعودة امريكا الى سياسة الانعزال كان تقرير لجنة كينغ كراين حبرا على ورق حيث انفردت كل من فرنسا وانجلترا بتقسيم الشرق الاوسط بينهما وذلك حسب قرارات سان ريمو سنة 1920 .

على ضوء التذمر الذي سار تذمر الاقطار العربية من السياسة البريطانية نشبت ثورات في العراق ومصر وفلسطين قرر وزير المستعمرات البريطاني تشرشل عقد مؤتمر في القاهرة في اذار سنة 1921 وتم استدعاء ابناء الشريف حسين لحضور هذا المؤتمر وقد تم اتخاذ القرارات التاليه :
1) يعين فيصل ابن حسين ملكا على العراق ويتم استبدال الانتداب على العراق بمعاهدة تحالف بين بريطانيا وفيصل ملك العراق تحفظ من خلالها بريطانيا مصالحها .
2) يعين عبد الله ابن حسين امير على شرق الاردن مع توقيعه اتفاقية تحالف بين بريطانيا وشرق الاردن تحافظ من خلالها بريطانيا على مصالحها في المنطقة .

وقد تم تنفيذ هذه القرارات في 11/7 /1921 بعد ان اعلن عن فيصل ملكا على العراق وتخلت بريطانيا عن انتدابها على شرق الاردن واعلنتها امارة مستقله يراسها عبد الله وتحت حماية ومساعده بريطانيه وانحصر الانتداب البريطاني في فلسطين وبدات بريطانيا بتنفيذ سياستها من اجل تحقيق وعد بلفور .

تمهيد: مصير فلسطين بعد الحرب العالميه الاولى .

خضعت فلسطين وباقي الاقاليم العربية للحكم العثماني لمدة تزيد عن الاربعمائة عام ولم تحصل على استقلالها بعد سقوط الدولة العثمانية .
بل خضعت بغالبيتها الى حكم اجنبي اخر بعد الحرب رغم تعهد بريطانيا بذلك للشريف حسين من خلال مراسلاته مع السير هنري مكماهون ورغم مبادئ ويلسون التي تنص على منح الشعوب التي خضعت لحكم اجنبي حق تقرير المصير , فوقعت سوريا ولبنان تحت الاحتلال الفرنسي ووقعت فلسطين وشرقي الاردن والعراق ومصر تحت الاحتلال البريطاني والمغرب العربي تحت الحكم الفرنسي , اما ليبيا فوقعت تحت الاحتلال الايطالي .

خضعت فلسطين بعد دخول القوات البريطانية القدس في 9/12/1917 للحكم
العسكري البريطاني حتى يتم تقرير مصيرها في مؤتمر الصلح في باريس .
كانت النوايا البريطانيه المبيته لمصير فلسطين بعد الحرب واضحة وذلك من خلال اعلانها لوعد بلفور بتاريخ 2/11/1917 .ومن خلال عدم تنفيذ وعودها للشريف حسين , ورغم مطالبة فيصل ابن الشريف حسين بضمها للدولة العربية خلال مؤتمر فرساي . من ناحية اخرى عملت بريطانيا من خلال جهودها الدبلوماسية على الحصول على اعتراف دولي بوعود بلفور واعطت الفرصة لوايزمن الزعيم الصهيوني المطالبة بالايفاء بوعد بلفور في مؤتمر الصلح فرساي .
من ناحية اخرى وافقت الولايات المتحدة على مضمون وعد بلفور الا انها لم تسعى الى تنفيذه في مؤتمرالصلح في فرساي . حيث قام الرئيس الامريكي ويلسون بارسال لحنة تحقيق لفحص الاوضاع في سوريا الكبرى وعرفت هذه اللجنة باسم لجنة " كينغ – كراين " والتي نشرت تفاصيل توصياتها سنة 1924 والتي اوصت بانه لا يمكن تطبيق وعد بلفور لكون اليهود لا يتعدوا نسبة 10% من سكان فلسطين وان غالبية السكان يطالبون بوحدة مع سوريا.

عقد مؤتمر سان بتاريخ 25/4/1920 وذلك من اجل حسم القضايا العالقة في تقسيم املاك الدولة العثمانية وتحقيق مصالح بريطانيا وتعهداتها وتحقيق المصالح الفرنسية التي سعت الى فرض سيطرتها على الشام والتي قامت لاحقا باحتلال سوريا في تموز 1920 بعد هزيمة الجيوش العربية بزعامة فيصل في موقعهة ميسلون – يعتبر مؤتمر سان ريمو بداية تحقيق مطالب بريطانيا وفرنسا في البلاد العربية وقد سعت بريطانيا وفرنسا الى ضمان هذه المصالح من خلال حصولها على موافقة عصبة الامم التي وافقت سنة 1922 على منح بريطانيا وفرنسا صك النتداب على البلاد العربية وحل مشكلة النفط في الموصل وهكذا وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني .
ينص صك الانتداب ان بريطانيا ستسعى لتنفيذ وعد بلفور الذي تتعهد به الحكومة البريطانية بمساعدة الحركة الصهيونية على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين مع المحافظة على الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهوديهالموجودة في فلسطين , كذلك يعترف صك الانتداب بلصلة التارخيه لليهود في فلسطين وتكمن اهمية صك الانتداب بالتعهدات البريطانية للحركة الصهيونية التي شملها هذا الصك والتي تتلخص فيما يلي :
1. خلق الظروف الملائمة لاقامة وطن قومي يهودي في فبسطين .
2. تطوير مؤسسات حكم ذاتي .
3. حماية الحقوق المدنية والدينية لجميع السكان .
4. اعتراف الحكومة المنتدبة بالوكالة اليهودية والتعاون معها في ادارة شؤون البلاد .
5. تسهيل الهجرة اليهودية الى فلسطين .
6. حماية الاماكن المقدسة .

عارض العرب صك النتداب كما عارضوا وعد بلفور من قبل وذلك للاسباب الثانية :
1. لان صك النتداب شمل بداخله وعد بلفور .
2. تعهد بريطانيا بتنفيذ وعد بلفور من خلال حصولها على صك الانتداب في فلسطين .
3. لم يشمل صك الانتداب كلمة " العرب " رغم كونهم 92% منة سكان البلاد .
4. تجاهل صك الانتداب للحقوق والاماني القومية العربية واعتبرهم طوائف دينية اصحاب حقوق مدنية .
5. لم تتعهد حكومة الانتداب بمشاركة العرب بادارة شؤون البلاد .
6. تناقص نص صك الانتداب مع ميثاق عصبة الامم الذي ينص على ان مصير البلاد المنتدبة بحسم حسب رغبة سكانها , ولم يؤخذ راي العرب بهذا الامر وحتى لم تتم استشارتهم في اختيار الدولة النتدبة .
على ضوء ما تقدم نرى انه من الطبيعي ان يعارض العرب صك الانتداب وانه من الطبيعي ايضا ان تنشب مواجهات بين حكومة الانتداب والعرب من جهة وبين العرب واليهود من جهة اخرى .



تميزت العلاقات العربية اليهودية في ظل الانتداب البريطاني بمعارضة عربية للاستيطان اليهودي في فلسطين وذلك من خلال المواجهات التي حصلت بين المستوطنين اليهود والسكان العرب .
اما اهم الاحداث التي ميزت العلاقات اليهودية العربية في ظل الانتداب البريطاني فهي :
1. احداث 1920 : استغل العرب مناسب زيارة مقام النبي موسى قرب اريحا من اجل التعبير عن مطالبهم الوطنية , حيث يقوم المسلمون بالاحتفال في هذه المناسبة من خلال مسيرة من القدس الى مقام النبي موسى .
وكانت هذه المناسبة الشرارة الاولى لاعمال المعارضة العربية لصك الانتداب. وكانت نتيجة هذه الاعمال سقوط العديد من الضحايا الامر الذي دفع بالسلطات البريطانية الى تشكيل لجنة تحقيق عسكرية كانت اهم ما توصلت اليه :
أ. ان العرب عبروا عن خيبة املهم في تحقيق استقلالهم .
ب. ان وعد بلفور حسب راي العرب يتنكر لحق تقرير العرب لمصيرهم وخوفهم من اقامة وطن قومي يهودي .
ج. تاثر عرب فلسطين بالمد القومي خاصة بعد اعلان فيصل بن شريف حسين ملكا على سوريا .
من الجدير بالذكر ان احداث 1920 التي بدات في القدس انتشرت في نواحي مختلفة من فلسطين وخاصة في يافاوباقي المدن الفلسطينية .

2. احداث ايار 1924 : اندلعت صدامات بين العرب واليهود في مدينة يافا والقرى المجاورة لها اسفرت هذه الصدامات عن اصابات عديدة من الطرفين.
على ضوء هذه الاحداث قررت بريطانيا ارسال لجنة تحقيق برئاسة توماس
هيكرافت فكانت استنتاجات هذه اللجنة مشابهة لسابقتها واعتبرت ان اسباب الاحداث تقود لاحباط العرب وزيادة معارضتهم للصهيونية والهجرة اليهودية الى فلسطين وتزايد سيطرة اليهود على الاراضي بالاضافة لعوامل سياسية واقتصادية اخرى .

3. احداث اب 1929 ( ثورة البراق ) : يعتبر حائط البراق من اكثر المناطق المقدسة لدى المسلمين باعتبارها جزء من الحرم الشريف . ويعتبره اليهود اكثر المناطق قداسة كاخر جزء من هيكل سليمان لديهم ويسمى حائط المبكى .
على ضوء ما تقدم جائت احداث ثورة البراق سنة 1929 حيث تعاظمت المشاعر الدينية والوطنية بين العرب والمسلمين وتزايد معارضتهم بفكرة انشاء الوطن القومي اليهودي من جهة وممارسات اليهود لتغيير الوضع القائم في منطقة حائط البراق حيث قام اليهود في يوم الغفران سنة 1928 باحضار معدات دينية يهودية ووضعها في باحة حائط البراق وقد عارض العرب هذه الممارسة وقامت الشرطة البريطانية بابعاد ما احضروه اليهود وقام المجلس الاسلامي الاعلى بالاعلان بان اليهود يرغبون بالسيطرة على المسجد الاقصى تدريجيا اعلنت اللجنة القومية اليهودية بمعارضتها لاي اعتداء على الاماكن المقدسة للعرب والمسلمين .

الا ان الاختلاف على الحائط بقي قتئما بين القوميين العرب واليهود . على ضوء ذلك قام مجموعة من الشباب اليهود بالتظاهر ضد اعمال بناء قام بها المسلمون داخل الحرم في القدس بمحاذاة حائط البراق وقاموا برفع العلم الصهيوني وانشاد النشيد الوطني الصهيوني . على ضوء ذلك قامت مجموعة من الشباب العرب بمظاهرة مضادة وفي نفس المكان وقاموا باحراق الاوراق التي وضعها اليهود بين حجارة الحائط ادت هذه الممارسات الى نشوب اعمال عنف بدات في القدس وانتشرت في الخليل ويافا وصفد وباقي المدن الفلسطينية وكانت نتيجة هذه الاضطرابات وقوع خسائر كبيرة في صفوف الطرفين تمثلت بقتل 133 من اليهود وجرح 339 ومقتل 116 من العرب وجرح 132 شخص . كان رد فعل بريطانيا على هذه الاحداث كردها على ما سبقها من احداث فقامت بتعيين لجنة للتحقيق عرفت بلجنة شو التي كانت اهم استنتاجاتها : ( اهم قرارات لجنة شو ) .
1. اعلان بريطاني صريح عن سياسة بريطانيا المستقبلية في فلسطين وخاصة فيما يتعلق بحقوق السكان غير اليهود .
2. الاخذ بعين الاعتبار خوف العرب من تزايد الهجرة اليهودية وضرورة الحد منها .
3. تنظيم الاراضي قامت اللجنة بالتوصية بتنظيم هذه وعدم بيعها وكذلك مساعدة الفلاحين العرب .
4. ضرورة تطبيق الحكم الذاتي في فلسطين .
تكمن لجنة شو فيما تلاها من توصيات حيث قامت الحكومة البريطانية بناء على تقرير لجنة شو بتعيين محقق خاص لاعداد تقرير اكثر مفصل حول الاوضاع في فلسطين فيما يتعلق في مشاكل الارض والهجرة والاستيطان والتطوير .
وقد عيين لذلك السير هوب سومبسون فيما عرف بلجنة هوب سومبسون وكانت توصياته مشابه لتوصيات لجنة شو فيما يتعلق بوقف الهجرة اليهودية ومراعات حقوق العرب.

يتبـــــــــع