أما بعد،،
الصحابة عجيبون أخواتى سبحان الله ! فكل صحابي يتميز بشيء معين .. يا ترى أنت أيضاً إنسانة متميزة أم ليس لكِ بصمة مميزة بين الآخرين ؟؟
المهم .. كان يتميز الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه بشىء هام جداً جداً فقد كان مجاب الدعوة ،
إذا رفع يديه إلى السماء ... انتهى الأمر، ((( سلاح فتاك )))
فقد دعى له النبى صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:
"اللهم استجب لسعد إذا دعاك"
فأصبح سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة.
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان سعد واليًا على الكوفة، فظلمه أهل الكوفة واشتكوا عليه عند عمر، فبعث عمر من يسأل عنه أهل الكوفة، فأثنى أهل الكوفة عليه خيرًا، إلا رجلاً واحداً إفترى على سعد
فقام فقال: إن سعدًا لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، ولا يخرج في السرية. (أي لا يخرج مع الجيش)
سبحان الله كذب ثلاثة اتهامات
فلما سمعه سعد بن أبي وقاص تضايق فقام (( مستخدماً سلاحه ))
اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة
فأطل عمره، وأدم فقره، وعرضه للفتن.
لاحظي أختى (( ثلاثة افتراءات بثلاثة دعوات ))
فارتفعت دعوات سعد إلى السماء
فطال عمر هذا الرجل سبحان الله ، فصار شيخًا كبيرًا حتى وقع شعر حاجبيه إلى عينيه من طول عمره، ومع هذا يتعرض للفتيات في الطرق والأسواق فيغمز هذه، ويلحق هذه، فإذا نهاه أحدٌ قال:
دعوني أنا شيخٌ كبيرٌ مفتون، أصابتني دعوة سعد.
أختي الحبيبة قد تمر عليك لحظة تُظلمي فيها من إنسان ،
قد يكون مديرك في العمل،
قد تكون جارتك،
أو تاجر تتعاملين معه
أو أحد المدرسين،
أو حتى إحدى صحباتك،
لا يهم من المهم أنه قد يقع عليكِ ظلمٌ من إنسان،
فماذا سنفعل إذا ظُلمنا ؟
إذا ظلمك أي أحد فستصبحين أنت الآن عند الله مظلومة ، فإذا كنت بالفعل كذلك فأنت الآن عزيزة.
نعم أختى وحبيبتى قد ملكتي رقبة الظالم تفعلين فيها ما تشائين
من أحد اختيارات ثلاثة، بإمكانك أن تختاري منها ما تريدين ؛
إما أن تختاري أن تُطبق عليه العقوبة الأولى،
أو أن تختاري الاختيار الثاني بتطبيق العقوبة الثانية،
أو أن تختاري الاختيار الثالث،
الأمر متروك لكِ وحدكِ .
فبعد أن ظلموكي أصبحت أنت الآن السيدة، والظالم الذي ينتظر تنفيذ الحكم،
ليس فقط بالآخرة بل حتى في الدنيا.
الاختيار الأول
أن تدعو عليه، نعم هذا من حقك، أنا لا أود أن تدعو عليه ولكنه حقك في النهاية، ولا يستطيع أحدٌ أن ينازعك فيه، إذا أردت أن تدعو عليه يمكنك ذلك.
ولا تُصدقي الذين يقولون لك حراام عليك أن تدعو عليه لا لا أبدًا ؛ هذا الحق أعطاك إياه النبي فكيف يمنعك أحدٌ منه؟
حتى لو كان المظلوم غير مسلم فإنه يملك هذا الحق ؛ أن يدعو على من ظلمه.
يقول النبي:
" دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافرًا، وإن كان فاجرًا، فإنما فجوره على نفسه "
أختي الحبيبة إياكِ أن يدعو عليك أحد إياكِ ،
والله أخواتى الأمر أعظم مما نتصور، لهذا حذر النبي من ذلك تحذيرًا شديدًا فقال:
" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ليس بينها وبين الله حجاب، تُحمل على الغمام، ويقول الله لها وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين "
لا إله إلا الله
ولهذا كان السابقون يخافون أن يدعو عليهم أحد يخافون خوفاً شديداً
قال يزيد بن حاتم:
ما هِبتُ شيئًا قط هيبتي من رجلٍ ظلمته وأنا أعلم ألا ناصر له إلا الله، فيقول حسبي الله عليك، الله بيني وبينك. يخافون..
قــصة
يقول أحدهم: رأيت رجلاً في السوق مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي: من رآني فلا يظلمن أحدًا، من رآني فلا يظلمن أحدًا.
تقدمت إليه وقلت له: يا أخي ما قصتك؟
فقال: يا أخي قصتي عجيبة؛ وذلك لأني رأيت يومًا صيادًا، وكان اصطاد لتوه سمكة كبيرة تتحرك فأعجبتني فجأت إليه فقلت أعطني هذه السمكة، فقال لا أعطيك إياها، أنا أبيعها وآخذ بثمنها قوتًا لأولادي،
يقول
فضربته وأخذتها منه قهرًا وذهبت بها،
فبينما أنا أمشي بها وأحملها معي، عضتني السمكة على ابهامي عضةً قوية قبل أن تموت السمكة، فلما جئت بها إلى البيت ألقيت السمكة من يدي، وآلمني ابهامي ألمًا شديدًا حتى أنني لم أنم من شدة الوجع والألم، وتورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم
فقال:
يجب أن أقطع ابهامك وإلا تُقطع يدك، فقُطِعَت ابهامي، ثم امتد الألم إلى يدي فلم أهدأ من شدة الألم، فقيل لي اقطع كفك، فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني ألمًا شديدًا، ولم استطع القرار، وجعلت استغيث من شدة الألم، فقيل لي اقطعها من المرفق، الله المستعان.
يقول فقطعتها، فتفاجأت أن الألم وصل إلى العضل أشد من الألم الأول، فقيل اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله، يقول فقطعتها
فقال لي بعض الناس:
ما سبب أَلَمِك؟
فذكرت له القصة- قصة السمكة - فقال لي:
لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قُطعت أعضاؤك عضوًا عضوًا،
فاذهب إليه الآن واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى قلبك فتموت.
قال: فلم أزل أبحث عن الصياد صاحب السمكة في البلد كلها، حتى وجدته، فلما وجدته سقطت عند رجليه أُقبلها وأبكي، أُقبلها وأبكي.
وقلت له: يا سيدي سألتك بالله أن تعفو عني.
فقال لي: ومن أنت؟
قلت له: أنا الذي أخذت السمكة غصبًا.
وذكرت له ما جرى لي، وأريته يدي المقطوعة، فبكى حين رآها
وقال له:
يا أخي أنت في حلم مظلمتي، وقد رق قلبي لمَّا رأيت ما أصابك.
فقلت:
يا سيدي بالله عليك هل كنت دعوت عليَّ لمَّا أخذتُ منك السمكة؟
قال: نعم لقد دعوت عليك؛
لقد قلت اللهم إن هذا تقوى على ضعفي، اللهم فأرني قدرتك فيه.
لا إله إلا الله
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرًا فالظلمُ عقبـاه إلى النـدمِ
تنامُ عينك والمظلوم مستيقظٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
لا تستهيني أختى بدعوة مظلوم، لا تقولي هؤلاء لا يستحقون مَن يهتم بهم،
هؤلاء خدم،
هؤلاء موظفون سيئون،
هؤلاء طلبة كُسالى.
انتبهي؛ هذه دعوة مظلوم ولو كان ظُلمًا يسيرًا، لا تستخفين بدعاءه.
ذات مرة دخل رجل عند الوزير، فلسبب ما لطمه الوزير
فقال الرجل: تضربني؟! تضربني؟! والله لأرمينك بسهام الليل.
سهام الليل مصطلح مشهور سابقًا؛ يُطلق على الدعوة التي يدعوها المظلوم على الظالم في آخر الليل، لأن الثلث الأخير من الليل وقت إستجابة للدعاء، حيث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول هل من داعٍ فأستجيب له.
فقال الرجل: والله لأرمينك بسهام الليل.
فقال له الوزير: اذهب أنت وسهامك.
- سبحان الله يستهزئ -
فكان هذا الرجل يقوم الليل ويُصلي ويبكي، يُصلي ويبكي ويقول
ياارب لطمني، ياارب لطمني،
وربه يعلم أنه لطمه ولكنه يشتكي
يقول
ياارب لطمني.