أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الإنتصار على الهوى

بسم الله الرحمن الرحيم
السَّلاَمُ عليڪَــــــــــــــــــــم وَرَحْمَــۃُ اللّـہ وَبَرَڪَـــــــــــــــــــاتُـہ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … أما بعد :

الإنتصار على الهوى
لما عرف الصالحون قدر الحياة أماتوا فيها الهوى فعاشوا، انتهبوا بأكف الجد ما قد نثرته أيدي البطالين، ثم تخيلوا القيامة فاحتقروا الأعمال فماتت قلوبهم بالمخافة، فاشتاقت إليهم الجوامد، فالجذع يحن إلى الرسول، والجنة تشتاق إلى " علي ".
كم شخص أشخصه الشوق إلى الحج، يكاد مودع المواثيق قبل تقبيله يقبله، فلما قضى الناسك المناسك، ثم رجع، بقي سهم الشوق إليه في قلب منى، خواطرهم تراقب حدود الشرع، وقلوبهم وقف على محبة الخالق.
وَقَفَ الهَوى بي حَيثُ أَنتَ فَلَيس لي ... مُتَقَدّمٌ عَنهُ وَلا مُتَأَخّرُ

(1/13)


--------------------------------------------------------------------------------

أنفوا من مزاحمة الخلق في أسواق الهوى، وقوي شوقهم فلم يحتملوا حصر الدنيا، فخرجوا إلى فضاء العز في صحراء التقوى، وضربوا مخيم المجد في ساحة الهدى، وتخيروا شواطىء أنهار الصدق، فشرعوا فيها مشارع البكاء، وانفردوا بقلقهم فساعدهم ريم الفلا، وترنمت بلابل بلبالهم في ظلام الدجى، فلو رأيت حزينهم يتقلب على جمر الغضا.
فيا محصورا عنهم في حبس الجهل والمنى، إن خرجت من سجنك لترويح شجنك من غم البلاء، عرج بذلك الوادي. تلمح القوم الوجود ففهموا المقصود، فجمعوا الرحل قبل الرحيل، وشمروا في سواء السبيل، فالناس يخوضون في وحل الإكتساب، وهم في ظل القناعة، ومرض الهوى يستغيثون في مارستان البلاء، وهم في قصور السلامة، وكسالى البطالة على فراش التواني وهم في حلبات السباق (يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبور) يجرون خيل العزائم في ميادين المبادرة، ويضربون الدنيا بصولجان الأنفة، فما مضت إلا ايام حتى عبروا القنطرة، وقد سلموا من المكس. غناهم في قلوبهم (سيماهُم في وُجوهِهِم) ما ضرهم ما عزهم، أعقبهم ما سرهم، هان عليهم طول الطريق لعلمهم بشرف المقصد، وحلت لهم مرارات البلاء لتعجيل السلامة، فيابشراهم يوم (هَذا يُومُكُم) .
شَقينا في الهَوى زَمناً فَلَما ... تَلاقينا كَأَنّا ما شَقَينا
سَخِطنا عِندَما جَنَتِ اللَيالي ... فَما زالَت بِنا حَتى رَضينا





سِعدنا بِالوِصالِ وَكَم سُقينا ... بِكاساتِ النَعيمِ وَكَم شُقينا
فَمَن لَم يَحيَ بَعدَ المَوتِ يَوماً ... فَإِنّا بَعدَ مَيتَتِنا حَيِينا

من كتاب اللطائف لابن الجوزي



#2

افتراضي رد: الإنتصار على الهوى

بارك الله فيكي
#3

افتراضي رد: الإنتصار على الهوى

بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: الإنتصار على الهوى

بارك الله فيكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
احذرى السقوط فى الهوى دون قصد التائهة المنتدي الاسلامي العام
لابد من التعري وخلع اللباس !! رووية ورهوف الحملات الدعوية
بحث عن شهر رمضان المبارك ريموووو منتدى عدلات التعليمي
كلام الهوى ام القمرات المنتدي الادبي
لابد من التعري رووية ورهوف المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 02:18 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل