أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

قصة عليسة...مؤسسة قرطاج

عليسة...مؤسسة قرطاج



هي ابنة ملك صور وأخت بيقماليون و حنبعل و صدربعل، اشتهرت لارتباط اسمها بأسطورتي بناء كل من قرطاج وروما...

تقول الأسطورة الأولى، وهي الأشهر، إن عليسة قد غادرت موطنها الأصلي بلبنان بعد أن استولى أخوها بيقماليون على الحكم وقتل زوجها عاشرباص. وبعد رحلة بحرية مطولة، أرست السفن على ساحل افريقية/تونس حاليا، ونزلت الأميرة ففاوضت حاكم البلاد البربري لمنحها أرضا تبني عليها مدينتها، غير أن الملك أبى أن يمنحها أكثر من مساحة جلد ثور، فقبلت عليسة ذلك أمام دهشة مرافقيها.. إلا أن الأميرة كانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وتأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ: مدينة قرطاج...

فبمجرد أن انفض المجلس، أمرت عليسة بجلد الثور فقص أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى اليوم بهضبة "بيرصا" ومعناها بلغة السكان الأصليين "جلد الثور". وكانت تلك نقطة الانطلاق لبناء حضارة متطورة قائمة على الملاحة والتجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه...
وللاستفادة من تطور المدينة، طلب ملك البربر الزواج من عليسة، ولما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها، ولما كان من غير الممكن لها أن ترفض العرض خوفا من أن يجلب ذلك دمار المدينة، آثرت الانتحار. فأعدت محرقة ألقت بنفسها فيها محافظة بذلك في الوقت نفسه على عهدها لزوجها وعلى المدينة التي أسستها...

أما الأسطورة الثانية التي صاغها الشاعر الروماني فرجيل ضمن ملحمة "الإيناييد" ، فتقدم عليسة بصورة من تجمع بين قوة الملكة الحكيمة، ورقة المرأة العاشقة. وفيها ذكر لمغامرات "إيني" المحارب الطروادي الذي كلفته الآلهة بتأسيس مدينة عظيمة في إيطاليا. وبعد رحلة بحرية طويلة، أرست سفنه على سواحل إفريقية/تونس حاليا، فاستقبلته عليسة، وما أسرع أن جمع الحب بينهما، حتى أنه قرر الاستقرار بقرطاج، فأرسل إليه "جوبيتار" رب الأرباب من يذكره بالمهمة التي كلف بها.فلم يجد "إيني" بدا من الرحيل رغم حزن عليسة التي أعدت محرقة بتعلة إتلاف كل ما يذكرها بإيني، وألقت بنفسها فيها...
وأيا كانت الحقيقة، فالأكيد أن عليسة كانت امرأة استثنائية تمكنت من تأسيس مدينة قرطاج التي مازالت تحكي حتى اليوم عظمة هذه الأرض وقدرتها على إنجاب أعرق الحضارات وأعظمها...




-من مصدر اخر طريف-

تونس ـ محمد علي اليوسفي


قديماً حلّت أليسار ببلاد البربر اللوبيين وقاست أرض قرطاج بمقدار جلد ثور، كما تقول الأسطورة. وكان أن قصّت جلد الثور إلى سيور دقيقة وسّعتْ بها الأرض وتحايلت بأمثولتها على مضمون العقد. وكان أيضا أن ملوك البربر سكتوا على هذا النوع من "التأويل"، أي "الشطارة" بمفهوم اليوم.

تظل العلاقة ما بين مدينتي صور وقرطاج علاقة ملتبسة حتى اليوم. كما تظل علاقات البلدين التبادلية جامعة ما بين الرمز والواقع. ونحن نحب الرموز كثيراً ونعيش بالرموز والإشارات كثيراً. وفي كل الأحوال يظل الرابط الرمزي بين صور وقرطاج رمزاً مزدوجاً يجمع بين قوة التألق "ومن ثم تألق القوة في الماضي" وجرح الانكسار "الهزيمة أمام روما".

هذا الرمز الجريح نعود ونتذكره على أبواب قرطاج الحديثة، قرطاج اليوم التي قد لا تعني خارجياً سوى الفنون الصيفية إذ تختزل في الغناء الذي يتفوق فيه اللبنانيون. وبين الفترة والأخرى يكون هناك عرض مسرحي أو باليه راقص يذكرنا، بدوره، بأيام المجد القرطاجني الموغل في القدم.

"البربر" وليس البرابرة، كانوا منتشرين في هذه الربوع الإفريقية باسم "اللوبيين" وأحسنوا استقبال أليسار ملكة صور، التي لم تجد صعوبة في إقناع القادة المحليين باقتطاع مساحة من الأرض لا تتجاوز حجم جلد الثور، وقامت، من ثم، بتقطيع جلد الثور إلى سيور رقيقة جداً، فكانت تلك السيور كافية لتطويق أرض صغيرة، هي قرطاجة المستقبل الجديدة (قرط حدث) أو المدينة الجديدة.

لا ندري طبعاً كيف أقنعت أليسار زعماء البربر اللوبيين بالتطابق ما بين جلد الثور وقطعة الأرض، لكن المعروف أن الأسطورة تجمع ما بين لغة الإشارات والرموز وكذلك الشق البلاغي الحكمي في جانبه الشرقي، إذ يكفي حسن التخلص، والإقناع، وحضور البديهة والطرافة "والإفحام" حتى يحل الرمز محل الواقع وتؤسس الحكاية لمستقبلها الأسطوري وتبدأ أليسار بوضع المداميك الأولى لمدينة قرطاج.

ثمة جوانب اتصالية وانفصالية على مستوى الخطاب الرمزي تتنافر أحياناً وتتآلف أحياناً أخرى، فتخلق المصادفة المواتية والنجاح الأكيد، حتى على مستوى المصطلح والترجمة، تبقى أليسار هي أليسار هناك و"علّيسة" هنا، وأليسا عند الرومان: أليسا ديدون (أي الملكة التائهة).

ما بين الاضطهاد والتيه، انطلقت عليسة في تأسيسها لمدينة "قرط حدث" من باب الحيلة إلى بوابة المتوسط المشرف على المحيط الأطلسي. ففي العام 814 ق.م، أي 40 سنة قبل بداية الألعاب الأولمبية، و60 سنة قبل ظهور الإغريق في الشطر الغربي من المتوسط، وقبل التاريخ الرسمي لتأسيس روما، هاجر جماعة من سكان صور، بعد طردهم من وطنهم، تقودهم عليسة ديدون، ويرافقهم كبير الكهنة الفينيقيين في جزيرة قبرص، إلى جانب مجموعة من السبايا اللائي أُسرن على سواحل الجزيرة. وبعد سبع سنوات من الإبحار في لجججججججججججج المتوسط حطوا الرحال عندنا، أقصد عند اللوبيين، وكانت صور وقتها تشهد مرحلة الانحطاط والخضوع لملوك بابل، بينما حملت أليسار جراح شقيقها الجشع الذي قتل خالها وزوجها.
وبذلك تأسست قرطاج كبديل لصور المشرقية في المغرب، وسرعان ما افتتحت مستعمرات في صقلية وأسبانيا وأرسلت بحارتها إلى شمالي الأطلسي والسواحل الغربية لأفريقيا قبل خوض الحروب "البونيقية" الشرسة مع منافستها المتوسطية روما.

مرّت قرون وتهدمت قرطاج.
كان ذلك قديماً. أما اليوم فقد بقي لنا الرمز الاحتفالي في أبسط تجلياته الفنية: الأغنية الزائلة.
اليوم يأتي إلينا اللبنانيون (و"إلينا" هذه، تشمل بلاد اللوبيين كلها، كما كان يطلق على القارة الإفريقية سابقًا) تميزهم الهمة نفسها والشطارة نفسها، سواء في التجارة أم في الإثارة!

تونس اليوم ليست في حاجة إلى تجارتهم. لكنها تتذوق فنونهم. وقد يسيء إليهم البعض، فنعتذر بهذه الطريقة أو تلك، كما حصل للمطرب الكبير وديع الصافي، خلال الصائفة الماضية.

إنهم يأتون إلى قرطاج ـ قرطاجتهم التي في الذاكرة، وهم الذين شيّدوها بشطارتهم ضاحكين على أسلافنا البربر. فهل يضحكون علينا اليوم بأغانيهم الخفيفة وحضورهم "المهضوم"؟

وإذا كانت تلك بعض نواياهم، أنحتفظ بدورنا، نحن أحفاد البربر وورثة الخليط الكوني لاحقاً، ببعض دهاء يجعلنا قادرين على "نصب فخّ للحجلة بسبيبة(شعرة) حصان"، كما كان يقول جدّي؟
ما يجمع بيننا أكثر من ذلك. وربما لا يقتصر على ما يجمع بين العرب أو يفرّق؛ ما يجمع بيننا يمر أيضا عبر باريس. ويتجلى في الانفتاح النسبي، حتى ليبدو المسلم التونسي أقرب ما يكون إلى المسيحي اللبناني، انفتاحاً و"تقليداً" وأريحية في التعامل مع الآخر.

ثمة روح لبنانية وأخرى تونسية، صرَخَتَا، في مرحلة "المدّ القومي"، بوجود أمة لبنانية وأخرى تونسية. وثمة هذا الشعور بالتفوق المتدثر بغلالات أوروبية.
سوف نستقبلهم كفنانين أكثر من استعدادنا لاستقبالهم من أجل "لدغة" أخرى، ولاسيما في مجال التجارة الفينيقية؛ فقد يتسببون لنا في مشكلة جديدة مع "روما" الحديثة! وليس ما يوحي بأن بيننا، في المدى المنظور، هانيبال آخر، أو "حنّبعل" كما نقول نحن. شرطنا في مهرجاناتنا الصيفية، والشتوية أيضاً، أن تغنوا لنا وتتغنوا بنا. سوف نفرح بـ" ع السلامة يا تونس" (ماجدة الرومي) و"تونس الشقيقة" (فيروز)، بقافيتها "القافيّة"! أما بقية المطربين الصغار، أو الجدد، الذين ملأوا المهرجانات والشاشات، فقد أتخموا الجميع، ولم يتخموا مهرجان قرطاج وحده؛ حتى ذهب أحد الصحافيين إلى التساؤل: "أيكون مهرجان قرطاج هو المسؤول عن هبوط مستوى الفن، أم أن المطربين الجدد هم الذين بدأوا يعلنون انحداره؟"... لا ذاك ولا أولئك، طبعاً!

يأتون مستبشرين. وقد ينالهم منّا بعض النكد. لكننا نستقبلهم كي نتسلى، حذرين من صفقة جلد ثور آخر يقيسونه وفق نواياهم؛ وهي صفقة كثيراً ما تبدأ بكيل المديح لـ"ذوقنا" و"لطفنا" وما إلى ذلك.
وكنا في الأثناء قد اندهشنا، في الصيف أيضا، لتلك المحاولة التي تجرأت عليها مجموعة من النساء، من جنسيات عربية وأوروبية، لاستعادة "مسار الملكة أليسار"، وذلك بالإبحار من مرفأ بيروت، في اتجاه صور، ومنها إلى قرطاج، في خمس مراكب شراعية متنافسة لقطع مسافة 1450 ميلاً؛ ولكن لأسباب "متوسّطية" أوسع، هذه المرة, تشمل الرياضة وتشجيع السياحة و...السلام، الخ... لاسيما وأن الشركة المنظّمة تتخذ، من باريس أيضا، مقرًّا لها!








[IMG]https://www.**- /vb/images/cultvanetdou3a.gif[/IMG]







#2

افتراضي رد: الامومة و الطفولة

رد: الامومة و الطفولةرد: الامومة و الطفولة
#3

افتراضي رد: عليسة...مؤسسة قرطاج

يسلموووووووووو
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#4

افتراضي رد: عليسة...مؤسسة قرطاج

تسلمي على المعلومات القيمة
إظهار التوقيع
توقيع : ام الاء وبيان2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ما هو افضل وقت في اليوم لتضخيم العضلات؟ شمس لا تغيب الرجيم والرشاقة
أجمل ألوان طلاء الأظافر 2025 ، اختاآري لونكـ المفضل ~ نَقاء الرُّوح ميك اب ومكياج
قصة تأسيس مؤسسة كنترول فريال علاء مشاريع وافكار تجاريه
مؤسسة بترول ميل لبيع الزيوت و إضافاتها و مشتقات البترول عاشقة لك سوق عدلات النسائي العام


الساعة الآن 06:24 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل