قال الشافعي في قوله تعالى :
{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } المطففين / 15:
في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ .
وعلق ابن كثير فقال :
وهذا الذي قاله الإمام الشافعي في غاية الحسن ،
وهو استدلال بمفهوم هذه الآية ، كما دل عليه منطوق قوله تعالى :
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة / 22-23 .
في قوله تعالى عن موسى عليه السلام :
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } القصص / 24
إشارة إلى سبب عظيم من أسباب إجابة الدعاء ،
وهو إظهار الافتقار إلى الله عز وجل .
[ د . محمد الحمد ]
الشريعة جامعة بين القيام بحق الله تعالى كالصلاة والذكر ،
وبين القيام بمصالح النفس كالسعي في الرزق ؛
وذلك ظاهر من قوله تعالى
{ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض
وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } الجمعة / 10.
كان سحرة فرعون آية في اليقين الصحيح , والإخلاص العالي ,
عندما رفضوا الإغراء , وحقروا الإرهاب , وداسوا حب المال والجاه ,
وقالوا للملك الجبار : { فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } طه / 72
وشتان بين هؤلاء الذين يستهينون بالدنيا في سبيل الله ,
وبين الذين يسخرون الدين نفسه في التقرب من كبير , أو الاستحواذ على حقير .
[ محمد الغزالي ]
تأمل في خطاب شعيب لقومه :
{ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} هود / 88
فلهذه الأجوبة الثلاثة - على هذا النسق – شأن :
وهو التنبيه على أن العاقل يجب أن يراعي في كل ما يأتيه ويذره
أحد حقوق ثلاثة :
أهمها وأعلاها حق الله تعالى ،
وثانيها: حق النفس ،
وثالثها : حق الناس .
[ البيضاوي ]
قال تعالى -في وصف عباده المؤمنين-:
(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
كان التعليق بـ(إذا)؛ لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق
ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين؟!
[ابن باديس]
لنستعد!
(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)
يجتمع عليه كرب الموت وهول المطلع.
قال الضحاك:
«هو في أمر عظيم
الناس يجهزون بدنه
والملائكة يجهزون روحه».
{ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } آل عمران / 95 ،
{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } لقمان / 15 ،
{ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } الأنعام / 90
تأمل الرابط بينها ،
تجد أنه أمر باتباع السبيل والملة والهدى مع أن هؤلاء أئمة معصومون ؛
وذلك لتوجيه الأمة بأن لا تقتدي بالأفراد لذواتهم مهما علا شأنهم وارتفعت مكانتهم ,
وإنما تقتدي بهداهم ، فإن زل أحد عن المنهج بقيت هي على الطريق،
وهذا درس عظيم لو وعاه كثير من المسلمين لسلموا من التعصب الذي أضل الأمة .
[ أ . د . ناصر العمر ]