ماذا تعرف عن البلانكتون
- إذا ما ذهبت إلى بركة أو شاطيء .. فما هي أنواع
الكائنات الحية التي قد تراها في الماء ؟
اعتماداً على البيئة فقد تجد الأسماك , والضفادع , والسرطانات , و
الحشرات , والأعشاب البحرية , أو نباتات زنبق الماء , ولكن لا تدع عينيك تخدعك ..
فهناك عالماً خفياً في الماء مليئاً بالمخلوقات الصغيرة جداً والتي
لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .
فكل ضربة لك في الماء أثناء سباحتك تمر عبر مليارات المخلوقات
المجهرية التي تُسمى بـ العوالق أو البلانكتون plankton .
العالم الألماني " فيكتور هنسن " هو من أعطى هذا الكائن
المجهوي اسم البلانكتون , وكلمة بلانكتون في اليونانية
تعني " المنجرف " أو " المتجول " , ويبلغ طول هذا الكائن الحي
بضعة مايكرونات , فالعوالق كائنات صغيرة جداً لدرجة أنها لا تستطيع
السباحة في الماء بنفس الطريقة التي تتبعها الأسماك وغيرها , وهذا
هو السبب في أنها أصبحت تُعرف باسم العوالق حيث تحركها التيارات المائية .
ما هي أنواع البلانكتون " العوالق " ؟
- هناك نوعان رئيسيان من البلانكتون :
أولا : البلانكتون النباتي أو العوالق النباتية phytoplankton , والتي تضم أيضاً الطحالب .
ثانياً : البلانكتون الحيواني zooplankton .
العوالق النباتية مثلها مثل النباتات , فهي تمتص الطاقة من ضوء
الشمس لتقوم بتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الذائب في الماء إلى
سكريات من خلال عملية التمثيل الضوئي , وتلك السكريات تستخدمها
كغذاء من أجل نموها , ولأنها تعتمد على الشمس , فإن العوالق النباتية
يمكنها أن تعيش فقط في الأجزاء العليا من البحيرات أو المحيطات , حيث
في المياة الأعمق والأحلك ظلاماً , ليس هناك ما يكفي من الضوء
كي تنمو تلك المخلوقات وتعيش .
أما العوالق الحيوانية فهي صغيرة , أحادية الخلية , ولكن منها ما هو متعدد
الخلايا أيضاً , ويجب أن تأكل للتمكن من البقاء على قيد الحياة .
بعض الطحالب تقوم برعاية البلانكتون الحيواني من خطر
الإفتراس , ولكن وعندما يتم أكل بعض العوالق الحيوانية من قبل
الأسماك , فإن بقيتها تتغذى على ما بقى من العوالق التي تم
افتراسها , وهذا يعني انها تتغذى على الكائنات الحية الميتة .
كيف يبدو حجم وشكل البلانكتون ؟
- مثل كل أنواع الكائنات الحية على الأرض , فالبلانكتون يتميز
بأنواع وأشكال وأحجام مختلفة .
فالعوالق النباتية والحيوانية هي كائنات وحيدة الخلية و على الرغم
من ذلك فإنها قد تكون أكبر بعشر مرات إلى مئة مرة من حجم
خلية بكتيرية ولكنك ستحتاج أيضا إلى النظر إلى المجهر كي ترى تلك الكائنات .
بعض أنواع البلانكتون تكون كبيرة بما يكفي لمشاهدتها بالعين
المجردة , أكبرها لا يزيد عن بضعة مليمترات , وعلى الأرجح تكون
من نوع العوالق الحيوانية .
بعض أنواعها يُسمى " مجدافيات الأرجل " , وهو نوع من العوالق
الحيوانية التي تُعدّ من أكثر الكائنات الحية وفرة على وجه
الارض , حيث يفوق عددهم عدد كل حشرات العالم .
وهناك أيضاً انواع من البلانكتون العملاق , تُسمى العوالق الكبيرة
مثل الكريليات , وقنديل البحر , وهي كبيرة بما يكفي لرؤيتها
بدون مجهر , وهذه الحيوانات الكبيرة تسبح بنشاط في الماء , إلا
أن حركاتها أيضاً تُسيطر عليها التيارت ال
محيطية في الغالب .
أهمية العوالق البحرية في حفظ توازن الحياة على الأرض
- على الرغم من وجود بعض العوالق العملاقة إلا أن معظمها
مجهرية , ولكن بدون تلك الكائنات الصغيرة فإن عالمنا سيكون مختلفاً تماماً !
يمكن العثور على العوالق في أي جسم مائي تقريباً , وبما أن كوكبنا
يغطيه الماء بنسبة 71% فإن العوالق تعيش في كل جزء من
تلك المياه , حيث يمكن أن تعثر على آلاف العوالق قي قطرة ماء واحدة .
ومثل النباتات التي تراها حولك , فإن العوالق النباتية تقوم بإنتاج غاز
الأكسجين مثل النباتات , وذلك عندما تستخدم ضوء الشمس لتحويل
غاز ثاني أكسيد الكربون إلى سكريات وتنتج الأكسجين كناتج ثانوي
للعملية , لذا فنصف الأكسجين الموجود في غلافنا الجوي صُنع
بواسطة العوالق النباتية .. خذ نفساً عميقاً وفكّر في كيفية
أن 50% من الهواء الذي استنشقته للتو مصدره كائنات مجهرية !
وتشكل العوالق النباتية أيضاً أساس شبكات الغذاء المائية - بعبارة
أخرى , فإن الحياة في
المحيط تعتمد في النهاية على وجود
العوالق النباتية كالطحالب , ونظراً لأن الطحالب تُنتج السكريات
من التمثيل الضوئي فإنها توفر إمدادات غنية من الغذاء للعوالق
الحيوانية والمخلوقات الأخرى التي تتغذى عليها , حيث تؤكل تلك
العوالق الحيوانية بواسطة مخلوقات أكبر كالمحار والأسماك
وغيرها , ثم تؤكل الأسماك بواسطة أسماك أكبر أو حيتان , أو بواسطة
الطيور البحرية , وهلم جرا في جميع أنحاء الشبكة الغذائية
المتشابكة , فكل هذه الحيوانات تعتمد في نهاية المطاف على
وجود العوالق من أجل البقاء .