البزاقة البحرية
البزاقة البحرية (Sea Slug) أو ما تعرف كذلك بإسم الأرانب البحرية (Sea Hares)
هي مجموعة من الحلزونات (البزاقات) البحرية مجردة القواقع، وهي إحدى أكثر كائنات البحر جمالًا وتنوعًا (شكلًا ولونًا) ،فهي من الرخويات البحرية ،وتنتشر في كل بحار العالم تقريبًا بما في ذلك المناطق الإستوائية والمناطق القطبية.
وتتغذى البزاقة البحرية على الإسفنج ،والعوالق البحرية ،والمواد المتحللة وخاصة عند الصخور ،والشعاب المرجانية في أعماق البحر والتي منها شقائق النعمان البحرية ؛وبعض أنواع البزاقات البحرية يوجد في فمها صفين من الأسنان تعرف بإسم (Radula) حيث تساعدها على تقطيع الطعام للمساعدة في الهضم بالإضافة إلى العصارات الهاضمة ،والبعض الآخر من البزاقات البحرية يعتمد بالكلية على العصارات الهاضمة لهضم الطعام.
وهي تعتبر فريسة لمجموعة واسعة من المفترسات تشمل: (الأسماك ،والسلطعون (السرطان) ،وجراد البحر (الإستاكوزا)) ،وكذلك الإنسان الذي لا يكتفي باستخدامها كنوع من أنواع الطعام ولكن يستخدمها في الطب التقليدي في بعض الأماكن وخاصة في الشرق الأقصى.
وتوجد الآلاف من أنواع البزاقات البحرية ؛حيث تتراوح أطوالها من بضعة ملليمترات إلى أكثر من 30 سم. وبعض أنواع البزاقات البحرية تحمل على ظهرها مجسمات سامة تسمى (Cerata) وتعمل على حمايتها من مفترساتها وكذلك من لسعات شقائق النعمان ،وأيضًا تحمي البزاقة نفسها من المفترسات بالتفافها على نفسها.
ورغم هذا فإن شكلها المسطح ،وحجمها الصغير، وألوانها التي تنسجم مع البيئة ال
محيطة من الشعاب المرجانية ؛كل هذا يساعدها على حمايتها من المفترسين.
ومن بديع خلقه -جل وعلا- في هذا الكائن هو أنه يتنفس عن طريق خياشيم ريشية تشبه في شكلها شكل الزهور حيث تتواجد على مؤخرة ظهر هذا المخلوق العجيب ،وبعض الأنواع تخلو من وجود مثل هذه الخياشيم الريشية. كما يوجد على مقدمة ظهرها زوج من قرون الاستشعار التي تساعدها على اللمس ،والشم ،والتذوق ،ومطاردة الفرائس عن طريق تحليل المواد الكيميائية.
وتشبه البزاقة البحرية كثيرًا بعض الديدان المفلطحة الملونة ؛ إلا أنها تختلف عنها في أنها تملك خياشيم ريشية ،ومجسمات وقرون استشعار واضحة ،خلافاً للديدان المفلطحة والتي تتميز عن البزاقات أيضًا بكونها مسطحة من كلا الجانبين ،وكونها تتواجد في الماء المالح والعذب ،وهذا عكس البزاقة البحرية التي تعيش في الماء المالح فقط.
وتتميز البزاقة البحرية بأنها خنثى بصفة عامة ،أي تحتوي على الأجهزة التناسلية للذكر والأنثى على حد سواء، ولكن رغم هذا فإن التزاوج يجب أن يتم بين كل زوج منها حيث يتبادل الزوج الحيوانات المنوية ويحدث الإخصاب في كل فرد ويضع كل فرد بيضاً ،ولذا يوجد في كل بزاقة نظام معقد من الأنابيب -التي أوجدها الله فيها- ليعمل على منع الإخصاب الذاتي لنفس الفرد.
وتضع البزاقات بيضها في الماء على شكل شريط لزج هلامي يتكون من عدة آلاف من البيض ،والذي لا يلبث أن يفقس بعد فترة إلى يرقات صغيرة سرعان ما تخترق الغشاء اللزج مستعدة للانتشار في الماء ،مستكملة بذلك دورة حياة هذا الكائن العجيب ؛فسبحان من خلق فأبدع ،سبحان الله العظيم