رد: كيف تتعامل مع الاختلاجات و الصرع عند الاطفال ؟
اختلاطات الاختلاج الحروري:
التأذي الدماغي:
من النادر ان تترافق الاختلاجات الحرورية مع أذية دماغية وقد بينت الاختبارات التي أجريت في المشروع العالمي المشترك لفترة ما حول الولادة خذذ عدم وجود أي دليل لأي تعوق تال لحدوث الاختلاجات الحرورية. أما الاختلاجات الحرورية المديدة التي يمكن ان تؤدي إلى تأذي قشر الدماغ فهي تحدث عادة كنوبة أولى ضمن هذه الاختلاجات.
وقد بينت دراسة الـ ncpp ان خطورة حدوث نوبة اختلاج حروري طويلة بشكل لاحق هي %1.4 فقط فيما إذا كانت النوبة الحرورية الأولى ليست طويلة. وبالتالي فان خطورة حدوث تأذي دماغي بسبب تكرر الاختلاجات الحرورية هي خطورة قليلة.
الصرع:
يحدث الصرع بشكل تالٍ للاختلاج الحروري بنسبة 2 - 5.4 % فقط عند الأطفال الذين كانوا سابقا طبيعيين (والمقصود بالصرع عند هؤلاء الأطفال هو حدوث نوبتين أو اكثر من الاختلاجات دون ترفع حروري والتي كانت تحدث سابقا مع ترفع حروري)
وتوجد دراسات عديدة آخرها دراسة أجريت في بريطانيا في عام 1970 على 1500 طفل تقترح بأنه من غير المرجح ان يكون هذا الصرع ناجما عن اختلاج حروري وتكون خطورة تطور الاختلاج الحروري نحو الصرع اكبر عند الأطفال التالين:
- وجود قصة اختلاج حروري معقد سابق
- وجود قصة عائلية للصرع
- وجود شذوذ عصبي سابق
وعلى أية حال فان معظم الأطفال الذين تتوفر لديهم العوامل السابقة لن يتطور لديهم صرع تال للاختلاج الحروري.
المعالجة:
تقسم معالجة الاختلاج الحروري إلى معالجة النوبة الحادة والى المعالجة الوقائية فيجب ان يعطى الطفل أثناء إصابته باختلاج حروري الديازيبام 0.3 ملغ / كغ (الجرعة القصوى 10 ملغ) أو لورازيبام 0.1 ملغ / كغ (الجرعة القصوى 4 ملغ) عن طريق الوريد.
وإذا كان من الصعب الحصول على طريق وريدي فيمكن إعطاء كل من الدواءين شرجيا بجرعة 0.5 ملغ / كغ (القصوى 15 ملغ) و0.1 ملغ / كغ (القصوى 4 ملغ) بالترتيب. ويتم إدخال المحقن الخاص المستخدم للحقن عن طريق الشرج لمسافة 5 سم تقريبا داخل الشرج ثم يتم الحقن
ويجب ان يتم ضغط الآليتين بعد سحب المحقن منعا لتسرب الدواء ويمكن توقع توقف الاختلاج خلال 4 - 5 دقائق بعد إعطاء الدواء عند 80 - 90 % من المرضى. يمكن الاختلاج ان ينكس في حالات قليلة جدا وذلك بعد 15 - 20 دقيقة عادة ويمكن في هذه الحالة وكذلك في حال استمرار الاختلاج لمدة 10 دقائق ان تكرر الجرعة السابقة.
الوقاية من الاختلاج الحروري:
نادرا ما يكون هذا الأمر ضروريا ولا يوجد دليل فيما إذا كان لهذه المعالجة الوقائية الدوائية أي اثر على المدى البعيد في منع حدوث التأذي الدماغي أو الصرع. كذلك يكون دور الاهل في الوقاية هو الإجراءات البسيطة كالسيطرة على ارتفاع الحرارة للوقاية من حدوث الاختلاج الحروري وإعطاء الطفل الباراسيتامول وتطبيق كمادات الماء العادي (و ليس البارد) عليه اذا كانت حرارته أكثر من 38 درجة ونصف. والأدوية المستخدمة للوقاية هي أدوية محدودة حيث ان كلاً من الكاربامازيبين والفينيتوئين هما غير فعالين في الوقاية.
الفينوباربيتون: يعتبر إعطاء الفينوباربيتون فعالا في الوقاية من حدوث الاختلاج الحروري في %80 من الحالات عندما يعطى بشكل يومي. وعلى أية حال فان هذا الدواء يكون غير مفيد فيما لو أعطي أثناء المرض فقط. وبالتالي يمكن أحيانا ان تؤخذ المعالجة بالفينوباربيتون بعين الاعتبار كمعالجة وقائية للأطفال المصابين باختلاجات حرورية متكررة بكثرة.
ويجب ان تقارن مخاطر استخدام هذا الدواء بشكل يومي مع الفوائد التي يمكن الحصول عليها من هذه المعالجة ومع مخاطر تكرر الاختلاج الحروري. يمكن ان يؤدي الفينوباربيتون إلى حدوث الهياج عند الطفل واضطراب النوم (تصل هذه النسبة حتى % من الأطفال ويمكن ان تؤدي أيضا إلى تدني في المستوى الإدراكي للطفل بينما تكون الاختلاجات الحرورية دائما سليمة الإنذار في اغلب الحالات. ويقرر معظم الأهالي التوقف عن إعطاء الدواء ويجب في حال الاستمرار بإعطاء الدواء ان يعطى بجرعة 4 - 5 ملغ / كغ كجرعة وحيدة مسائية.
الفالبروات: يعتبر هذا الدواء فعالا أيضا كالفينوباربيتون في السيطرة على الاختلاجات الحرورية ولكن من النادر ان يستخدم هذا الدواء في الوقاية من الاختلاجات الحرورية لان معظم الأطفال الذين يحتاجونه هم من الفئة العمرية ذات الخطورة العالية بالنسبة لتعرضهم للسمية الكبدية القاتلة المحدثة بالفالبروات.
الديازيبام: يفيد هذا الدواء في الوقاية من حدوث الاختلاج الحروري وذلك عندما يعطى خلال المرض المسبب للاختلاج الحروري ويعطى اما على شكل تحاميل شرجية أو يعطى نفس السائل المعد للحقن عن طريق الوريد وذلك عن طريق الشرج وذلك كل 8 - 21 ساعة.
وتكون هذه الطريقة غير فعالة عند % 25 من الأطفال المصابين باختلاج حروري والذين تنذر الحرارة لديهم بحدوث الاختلاج. يمكن إعطاء الديازيبام عن طريق الشرج في المنزل للأطفال الذين يصابون باختلاج حروري يستمر لفترة طويلة ويجب هنا ان يعطى في هذه الحالة فور بدء الاختلاج ويجب تعليم الأهل طريقة استخدام الدواء في المنزل بشكل جيد.
متابعة الطفل المصاب باختلاج حروري:
يمكن ان يكون تأثير الاختلاج الحروري على الأهل كبيرا فيعتقد الأهل ان طفلهم يموت خلال النوبة الأولى للاختلاج لذلك يجب ان يزود الأهل بتوضيح دقيق حول الاختلاج وكذلك حول الإنذار وخيارات المعالجة ومن المفيد تزويد الأهل بنشرات مكتوبة حول ذلك.
ويعتبر تثقيف الأهل أمرا هاما وذلك بسبب خطورة نكس الاختلاج وبسبب ان % 20 من الإخوة يمكن أن يصابوا باختلاجات حرورية ويجب مقابلة الأهل بعد عدة أسابيع من بدء الاختلاج من اجل سؤالهم أسئلة إضافية ومن اجل تزويدهم بمعلومات إضافية وطمأنتهم من اجل الحفاظ على نمط طبيعي لحياة الطفل