قال العلماء: أربع كلمات مهلكات، أنا، ونحن، ولي، وعندي،
قال إبليس:﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾( سورة الأعراف: الآية "12" )
وقال قوم سبأ:﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾( سورة النمل: الآية " 33 " )فأهلكهم الله، و
قال فرعون:﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ﴾( سورة الزخرف: الآية " 51 " )فأهلكه الله،
وقال قارون:﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾( سورة القصص: الآية " 78 " )
فأهلكه الله عزَّ وجل ؛ فكلمة أنا، ونحن، ولي، وعندي، كلماتٌ مُهْلِكَات
إذا قلت: الله، تولاَّك، وإذا قلت: أنا، تخلَّى الله عنك،
لذلك أكبر معصية الكبر، أن تستكبر، أن تنسى أنك من حوينٍ منويٍ، تستحي به لو أنه على ثوبك، نسيت أنك خرجت من عورة، ودخلت في عورة، وخرجت من عورة، نسيت أنك خُلِقْت من ماءٍ مهين.(( بئس العبدُ عبد عَتَا وطَغَى، ونسَيَ المبتدأ والمنتهى ))[الترمذي عن أسماء بنت عميس ]
حجمك عند الله بحجم عملك:نسي الإنسان أنه سوف يوضَع في حفرةٍ كائناً من كان، يدخل إلى هذه الحفرة أغنى أغنياء الأرض، وأقوى ملوك الأرض، وأحكم حكماء الأرض، وأذكى أذكياء الأرض في النهاية، وسيُشَّيع إلى مثواه الأخير، يوضَع في القبر لا يقال له: يا صاحب الجلالة، يقال له: يا عبد الله، سمعتم هذا بآذانكم، هكذا مصير الإنسان: عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحيُّ الذي لا يموت.
أعقل إنسان فينا من يعمل لهذه الساعة التي لا بد منها، آتيةٌ لا ريب فيها، آتيةٌ وكأنَّك وصلت إليها، يقول الله عزَّ وجل ـ دقِّقوا في هذه الآية ـ:﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾(سورة النحل: الآية " 1 " )
معنى هذا أنه لم يأتِ بعد، ما معنى هذه الآية:﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾
أي نحن محكومون جميعاً بالموت مع وقف التنفيذ، كنت قبل يومين أمشي في أحد أسواق دمشق المزدحمة، قلت لصاحبي: أرأيت إلى كل هؤلاء الناس، بعد مئة عام لن تجد واحداً منهم فوق سطح الأرض، بل في مقبرة باب الصغير، أو في الجبل، تقرأ على الشاهدة المرحوم توفَّاه الله يوم كذا، الفاتحة، كلُّنا هكذا، هذا الجَمع في هذا المسجد بعد مئة عام، والله أعلم لن نجد واحداً منهم على سطح الأرض، سنصير كلُّنا أخباراً.
راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية