كلمه السام عليكم . شوفي الحديث
(حديث مرفوع)
حَدَّثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثنا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيْكُمْ " ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَائِشَةُ ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ " ، قَالَتْ : قُلْتُ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَالُوا ؟ قَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ : " قَدْ قُلْتُ عَلَيْكُمْ " . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : وَعَلَيْكُمْ ، فَإِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ تَرَكَ الْوَاوَ .
لحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد خاتم الأنبياء والرسل وعلى آله وصحبه وعلى كل من عزره ووقره وآزره ونصره متبعا هداه إلى اليوم الموعود الذي يجمع فيه الواحد القهار الأولين و الآخرين فيناديهم ، فيقول : ( مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) ؟ فالسعيد من أجابهم بالتصديق والطاعة والإتباع ، والشقي من كذب وعصى وابتدع ... ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى : 7 ) ...
أما بعد ،
فإن تحيةَ اللهِ وملائكتِه والمومنين على المبعوث رحمة للآنام صلاةٌ وسلامٌ ، فما كانت " تحية " اليهود الذين قال فيهم الله تعالى : ( وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ) (المجادلة : 8 ) ؟؟
٭ قال ابن كثير رحمه الله ، قوله تعالى: ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ) = قال ابن أبي حاتم ...عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا : السام عليك يا أبا القاسم ...فقالت عائشة: وعليكم السام .. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش» ، قلت: ألا تسمعهم يقولون السام عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أو ما سمعت أقول وعليكم »؟ فأنزل الله تعالى: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله} ... وفي رواية في الصحيح أنها قالت لهم: عليكم السام والذام واللعنة, وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا».
وقال ابن جرير: ... عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ أتى عليهم يهودي, فسلم عليهم فردوا عليه فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «هل تدرون ما قال ؟» .. قالوا : سلم يا رسول الله ...قال : «بل قال سام عليكم» أي تسامون دينكم .... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ردوه»... فردوه عليه ، فقال نبي الله، «أقلت سام عليكم ؟» قال: نعم ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك» أي عليك ما قلت...
٭ ٭ روى مالك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقُلْ عَلَيْكَ ...
٭ قال صاحب المنتقى شرح الموطأ
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( فَإِنَّمَا يَقُولُ السَّامُّ عَلَيْكُمْ ) يُرِيدُ أَنَّهُمْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ كَمَا وَصَفَهُمْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَيَقُولُونَ مَكَانَ " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " السَّامُّ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَالسَّامُّ الْمَوْتُ... فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنْ يَقُولَ لَهُمْ الرَّادُّ عَلَيْهِمْ: عَلَيْكُمْ ... فَيَرُدُّ مَا دَعَوْا بِهِ مِنْ الشَّرِّ عَلَيْهِمْ ، قَالَ عِيسَى بْنُ دِينَارٍ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ ، وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ : لَا يُرَدُّ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، فَإِنْ رَدَدْت فَقُلْ : عَلَيْك... وَهَذَا قَوْلُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ ؛ لِأَنَّهُ مَنَعَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي الرَّدُّ عَلَيْهِمْ فِي رِوَايَةِ ابْنِ وَهْبٍ وَأَشْهَبَ عَنْ مَالِكٍ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ وَذَلِكَ غَيْرُ مَشْرُوعٍ بَلْ هُوَ مَمْنُوعٌ ...وَالْمَشْرُوعُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ ذِمِّيٌّ فَلَا يَرُدَّ عَلَيْهِ وَلْيَقُلْ : عَلَيْك ... فَاقْتَضَى هَذَا أَنَّ الرَّدَّ هُوَ رَدُّ السَّلَامِ وَأَنَّ قَوْلَهُ وَعَلَيْك لَيْسَ بِرَدٍّ لِلسَّلَامِ يُرِيدُ وَإِنَّمَا هُوَ رَدٌّ لِقَوْلِهِ ، وَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) (النساء : 86 )... فَقَالَ عَطَاءٌ الْآيَةُ فِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ خَاصَّةً ، وَهَذَا مُقْتَضَى قَوْلِ مَالِكٍ فَإِنَّهُ مَنَعَ أَنْ يُرَدَّ عَلَى الْيَهُودِ بِأَحْسَنَ مِمَّا حَيُّوا بِهِ وَهُوَ مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم .
٭ ٭ ومما روى البخاري
1- عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ...قَالَتْ عَائِشَةُ : فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ...قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ... فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ ...
٭ قال ابن حجر رحمه الله
- قَوْله ( وَاللَّعْنَة ) يَحْتَمِل أَنْ تَكُون عَائِشَة فَهِمَتْ كَلَامهمْ بِفِطْنَتِهَا فَأَنْكَرَتْ عَلَيْهِمْ وَظَنَّتْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنَّهُمْ تَلَفَّظُوا بِلَفْظِ السَّلَام فَبَالَغَتْ فِي الْإِنْكَار عَلَيْهِمْ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون سَبَقَ لَهَا سَمَاع ذَلِكَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي حَدِيثَيْ اِبْن عُمَر وَأَنَس فِي الْبَاب ، وَإِنَّمَا أَطْلَقَتْ عَلَيْهِمْ اللَّعْنَة إِمَّا لِأَنَّهَا كَانَتْ تَرَى جَوَاز لَعْن الْكَافِر الْمُعَيَّن بِاعْتِبَارِ الْحَالَة الرَّاهِنَة لَا سِيَّمَا إِذَا صَدَرَ مِنْهُ مَا يَقْتَضِي التَّأْدِيب ، وَإِمَّا لِأَنَّهَا تَقَدَّمَ لَهَا عِلْم بِأَنَّ الْمَذْكُورِينَ يَمُوتُونَ عَلَى الْكُفْر فَأَطْلَقَتْ اللَّعْن وَلَمْ تُقَيِّدهُ بِالْمَوْتِ ، وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَعَوَّد لِسَانها بِالْفُحْشِ ، أَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهَا الْإِفْرَاط فِي السَّبّ...
-وقَوْله : " إِنَّ اللَّه يُحِبّ الرِّفْق فِي الْأَمْر كُلّه "
فِي حَدِيث عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَة عِنْدَ مُسْلِم " إِنَّ اللَّه رَفِيق يُحِبّ الرِّفْق ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْق مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْف " وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَتَأَتَّى مَعَهُ مِنْ الْأُمُور مَا لَا يَتَأَتَّى مَعَ ضِدّه ، وَقِيلَ : الْمُرَاد يُثِيب عَلَيْهِ مَا لَا يُثِيب عَلَى غَيْره ، وَالْأَوَّل أَوْجَه . وَلَهُ فِي حَدِيث شُرَيْحِ بْن هَانِئ عَنْهَا " إِنَّ الرِّفْق لَا يَكُون فِي شَيْء إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَع مِنْ شَيْء إِلَّا شَانَهُ " وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاء " مَنْ أُعْطِيَ حَظّه مِنْ الرِّفْق فَقَدْ أُعْطِيَ حَظّه مِنْ الْخَيْر " الْحَدِيث ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَابْن خُزَيْمَةَ وَفِي حَدِيث جَرِير عِنْدَ مُسْلِم " مَنْ يُحْرَم الرِّفْق يُحْرَم الْخَيْر كُلّه "
2 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ... فَقَالَتْ عَائِشَةُ : عَلَيْكُمْ ، وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ... قَالَ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ... قَالَتْ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ .