رد: تفسير سورة طه
الآيات 11 ـ 16
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى *إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى *وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى *إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي *إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى *فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى )
وهنا يكلمه ربه
انطلق موسى فى الوادى نحوما يرى من نور يظنه ناراوهو يتوكأ على عصاه
اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول : ( أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله ربالعالمين)
ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول( يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى)
طوى : هو اسم الوادى
ثم قال( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) : اخترتك واصطفيتك على كل الناس الموجودة فى زمنك
(إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى) : أول ما يجب عليك معرفته أنه الله لا إله إلا هووعليك عبادة الله وحده
ثم الشئ الثانى الذى يجب عليك هو إقامة الصلاة وذكر الله فيهاوبعدها
وإذا فاتتك ثم تذكرتها فعليك إقامتها وتأديتها بعد الذكرى .
(إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى) : وعليك معرفة أن القيامة آتية بلا شك وأخفى موعدها لتختبر كل نفس وتجازى بما عملت
(فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) : فلا تتبع سبيل من كذب بها فتهلك
الآيات 17 ـ 21
(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى)
ثم قال له الله : ( وما تلك بيمينك يا موسى) أى انظر هذه العصاة التى تمسك بها دائما
(قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى) : إنها عصاأهش بها على الأغنام لجمعها وأهز بها الشجر ليسقط الورق لترعى الغنم وكذلك أتوكأعليها ولى فيها منافع أخرى
(قال ألقها ياموسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى) :ألقى بالعصا يا موسى فلما ألقى بها فإذا بها تصبح حية عظيمة
وهذا بالطبع شئ رهيب خارق للطبيعة والعادة وهذا من قدرة الله الذى يقول للشئ كن فيكون
وخاف موسى (ولى مدبرا) ورجع هاربا ولم يلتفت
ولكن الله ناداه (يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين)
ولما رجع قال له (قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى) :عندما تمسك بها سنعيدها عصا مرة أخرى
ولما مسك بها تحولت ثانيا إلى عصاه
وسبحان القديرالعظيم
الآيات 22 ـ 35
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى *لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى *اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي *وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي *وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي *هَارُونَ أَخِي *اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا *وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا *إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا )
ثم أمره أن يدخل يده فى جيبه ثم يخرجها فيجدها بيضاء بغير بهق ولا برص
وهذه علامات من الله على أنك مرسل من عند الله إلى الناس لتدعوهم لعبادة الله الواحد
وقد طلب موسى من ربه أن يجعل معه أخاه هارون نبيا يعاونه فى رسالته فهو أفصح كلاما ولسانا وأبلغ فى البيان ،
ويطلب موسى من الله أن يكون فى عونه ويساعده وينصره فى هذا الأمر
( احلل عقدة من لسانى * يفقهوا قولى) : اختبر فرعون درجة ادراك موسى عندما لقيه طفلا رضيعا فقدم له تمرة وجمرة فجعله الله يقبل على الجمرة ويضعها بفمه فاطمأن فرعون وأبقى عليه فلم يقتله وأصبح من بعدها موسى لا يجيد النطق بلسانه
وهنا يطلب موسى من الله أن يعينه بأخيه هارون الذى يفصح بالكلام حتى يفهم القوم ما يريد قوله لهم وأن يشركه معه فى المشاورة وذكرالله والتسبيح الكثير
ثم يشكر الله أنه يبصر من أمرهم واصطفاه فى الرسالة فيقول ( إنك كنت بنابصيرا)
الآيات 36 ـ 39
( قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى *وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى *إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي *إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا )
ويقول الله عز وجل لموسى لقد استجبت لمطالبك يا موسى
ويذكره بفضله سبحانه عليه منذ ولادته :
كان أخوة يوسف قد استقروا فى مصر وتكاثروا وكثروا وتعرضوا للإضطهاد فهم بنوا اسرائيل ( يعقوب )
وكان الملك ( رمسيس ) قد أكد له كهنة المعبد عبدة الأصنام بأنه سيولد ولد يقتل الملك ويستولى على الحكم
فقرر الملك قتل كل مولود ولد وترك النساء وبالطبع هذا بلاء عظيم يتسبب عنه الفواحش وضعف الدولة
وكان عناء الناس شديد إذ بعد أن كثر بنوا اسرائيل ( أخوة يوسف ) وأصبحوا شعبا كبيرا خاف فرعون مصر على ملكه ودولته فكان يستعبدهم فى أعنف الحرف وأردئها
كان بنوا اسرائيل يتدارسون فيما بينهم ما يعلمونه عن ابراهيم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته غلام يكون على يديه نهاية ملك الفراعنة فى مصر
ولم يكن فرعون يستطيع طرد اليهود من مصر لكثرة عددهم فسخرهم فى الأعمال الشاقة ليكون هلاكهم بالإضافة لقتل الولدان وترك البنات
وكان يتابع الحوامل من النساء ليعرف موعد ولادتهم وليعرف ما وضعت منهم
وبذلك كان حذرا كل الحذر ولكن ( الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
فإذا كان يخشى فرعون إنتهاء ملكه على يد غلام من بنى اسرائيل فقد جعل الله نهاية فرعون على يد هذا الغلام الذى رباه فرعون نفسه فى بيته ليحميه الله من خطر عدوه فى بيت عدوه
شكا القبط ( وهم أهل مصر) إلى فرعون أن قتل ألذكور من بنو إسرائيل سيسبب أن تفنى الكبار وتقتل الصغار فمن سيقوم بأعمالهم بعد ذلك إلا القبط ... فأمر فرعون بأن تقتل الذكور عاما وتترك عاما
وولد هارون فى سنة المسامحة
ثم حملت أمه وستلد فى سنة القتل
ووضعت ولدا أسمته موسى وخافت عليه
فأوحى لها الله فكرة النجاة وهى بأن تضعه فى صندوق وتربطه بخيط وتضعه فى النيل وكانت دارها مجاورة للنيل تراقبه طوال النهار هى وابنتها مريم وترضعه ثم تضعه ثانيا فى البحر وتمسك طرف الحبل عندها فإذا بعد الجند أخذته
هذه أمه حائرة ويتمزق قلبها مخافة أن يطلع الجند على ولادة موسى