رد: تفسير سورة الحج
الآيات 11 ـ 13
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)
من الناس يؤمن بالله وهو فى شك منه
فإذا أصابه خير فرح واطمأنت نفسه
وإن أصابه شر فإنه يرتد كافرا
فيخسر دنياه وآخرته
وهذا هو الخسران الواضح الحقيقى .
ويستعين بغير الله ويدعو أصناما أو طواغيت من دون الله ويستغيث بها وهى لا تضره ولا تنفعه ويضل عن طريق الحق وليس بعد ذلك ضلالا.
ويدعو لما يضره فى الدنيا قبل الآخرة ويترك ما ينفعه
فبئس ما دعى من دون الله وبئس وليا وناصرا وبئس مخالط ومعاشر .
الآيات 14 ـ 16
( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ * مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ * وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ )
أما الذين آمنوا وأصلحوا عملهم مخافة من الله ورغبة فى عطاءه وحسن جزاءه فيدخلهم الله جنات ملؤها أنهار الخير وما تشتهى أنفسهم ، والله قادر على أن يفعل كل ما أراد وشاء .
من كان يظن أن لن ينصره الله : من كان يظن أن الله لن ينصر نبيه ورسوله محمد فى الدنيا والآخرة
وينصر كتابه والمؤمنين فليمد حبل إلى السماء أو فى سقف بيته ويعلق رقبته ثم يقطع الحبل ليختنق به ويقتل نفسه ، لعل ذلك يذهب غيظه
فالله ناصر محمد لا محالة وأنزل القرآن واضحا فى ألفاظه ويهدى بحكمته من يريد ولا يسئل عما يفعل .
الآية 17
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
يخبر الله عن أهل الأديان المختلفة من المؤمنين ومن اليهود ومن النصارى ومن الصابئين ( أى الخارجين على دينهم منهم من عبدة الكواكب ودخلوا الإسلام ) ، ومن المجوس وهم عبدة النيران والمشركين الذين عبدوا مع الله شيئا آخر ، فإن الله يحكم بينهم يوم القيامة بالعدل
فيدخل من كفر النار ويدخل من آمن الجنة فهو سبحانه يشهد عليهم جميعا ويعلم أفعالهم وقلوبهم وحفيظ على ما يسرون وما يعلنون .
الآية 18
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)
إن الله يسجد له جميع الخلق فى السموات والأرض
من الملائكة والإنس والجن والحيوانات
والشمس والقمر والنجوم التى يعبدها بعضا من الناس فهى أيضا تسجد لله
والجبال والشجر والدواب جميعا تسجد له طوعا أو كرها
وكثير من الناس يسجدون لله ، وكثير من الناس يشركون بالله فحق عليهم عذاب الله فى الدنيا والآخرة
ومن يذله الله فلا معز له ولا يكرمه أحد
والله يفعل ما يريد .
الآيات 19 ـ 22
( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
نزلت الآيات فى حمزة وصاحبيه ــ وعتبة وصاحبيه يوم بدر
وقيل الآيات فى مجموعات المؤمنين ، ومجموع الكافرين يوم بدر
فهم خصمان اختصموا فى الإيمان بالله
فمجموع الكافرين فصلت لهم ثياب من النار مقطعات ، ويصب فوق رؤسهم الماء شديد الحرارة يصهر به جلودهم وأمعاءهم ويضربون بمقامع من الحديد فتقع أعضاءهم
وكلما طمعوا فى أن يخرجهم الله مما بهم من هم وعذاب ، فيعيدهم فيه ثانيا ويقال لهم ذوقوا عذاب الجحيم
وهكذا يهانوا بالقول والفعل كما فعلوا بالمؤمنين فى الدنيا .