رد: تفسير سورة الفرقان
الآيات 7 ـ 14
( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ، لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا*أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا* انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا* تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا* بلْ كَذَّبُوابِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا* إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا* وَإِذَا أُلْقُوامِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا* لا تَدْعُواالْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا)
يتعنت الكفار معاندين فيقولون كيف يكون محمدا رسولا وهو يأكل كما نأكل الطعام ويسير فى الأسواق مثلنا ومعنا طلبا للرزق ، لو كان رسولا لكان نزل معه ملك من السماء يعينه على مهمته أو ينزل عليه كنز لينفق منه أو تكون له جنة يأكل منها ، فاحذروا إنكم تتبعون رجل مسحور .
انظر يا محمد كيف كذبوا عليك وجاؤوا بالحديث الكذب الزور عليك مع معرفتهم بصدقك وأمانتك التامة ، فضلوا عن الهدى والطريق المستقيم وأصبحوا فى ضلال لا يهتدون بل يقولون فيك كلاما متعارضا
فالله قادر على أن يجعل لك خيرا مما يقولون فى الدنيا وقادر على أن يمنحك الجنات والقصور كما يريدون .
ولكنهم يكذبون بالآخرة والقيامة عنادا وتعنتا ، ولكننا جهزنا لمن يكذب بالقيامة جهنم ونارا لا يطاق لهيبها .
وعند الحشر فى هذا المكان البعيد عنهم الآن سوف يسمعوا غيظ جهنم منهم وزفيرها حقدا عليهم من أفعالهم وأقوالهم هذه .
وعندما يقذفون فيها وهم مقيدون فى الأغلال مكتفين فسوف يدعون بالحسرة والندم والويل ـ ثبورا ـ فادعوا بالكثير من الويل وليس ويلا واحدا
فإنكم هالكون .
الآيات 15 ـ 16
( قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ، كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءوَمَصِيرًا* لهُمْ فِيهَا مَايَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولا)
قل لهم يا محمد هل هذا العذاب فى الجحيم خير لكم أم الجنة الخالدين فيها التى وعد الله المتقين أن يدخلوها ، وهى جزاء ومصيرا لهم على ما فعلوا من أعمال خير وصدقوا وآمنوا ، لهم فى الجنة ما يشتهون مخلدين
وهذا وعد من الله كتبه على نفسه ومسئول عنه .
الآيات 17 ـ 19
( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ* قَالُواسُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا* فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا)
ويوم القيامة يجمع الله الخلائق ومن عبدوا من غير الله مثل عيسى ابن مريم وعزيرا والملائكة .
يقول الله جل وعلا للمعبودات ، هل أنتم الذين دعوتم هؤلاء المشركين لعبادتكم من دونى أم هم الذين ضلوا وعبدوكم من تلقاء أنفسهم ؟
فيقولون لا ينبغى لأحد من الخلائق أن يدعوا الحق فى العبادة من غيرك ، تعاظمت وتعاليت علوا كبيرا
ولكن متعتهم فى الدنيا وطال عليهم العمر حتى نسوا ذكرك ونسوا ما أنزلت على ألسنة رسلك فأصبحوا قوما لا خير فيهم .
فيقول الله عز وجل للمشركين : لقد كذبكم هؤلاء الذين عبدتم من دونى ولن يقربونكم إلىّ كما ادعيتم ، ولن تستطيعوا إبعاد العذاب عن أنفسكم
ومن يظلم ويشرك بالله فسوف نذيقه العذاب الأليم .