جهازنا الهضمى..كيف يعمل؟؟؟
جهازنا الهضمى..كيف يعمل..؟؟
يتكون الجهاز الهضمى من القناة الهضمية وهى سلسلة متوالية من الأعضاء المجوفة المتصلة ببعضها بشكل لولبى من الفم وحتى فتحة الشرج، بجانب مجموعة أخرى من الأعضاء التى تساعد على هضم وامتصاص الطعام وتتكون القناة الهضمية من " الفم – المرئ – المعدة – الأمعاء الدقيقة – الأمعاء الغليظة ويسمى أيضا (القولون) – المستقيم والشرج.
يبطن هذه الأعضاء من الداخل بطانة تسمى المخاط ويحتوى هذا المخاط على غدد دقيقة جدا تفرز عصارة تساعد على هضم الطعام.
تحتوى القناة الهضمية أيضا على عضلات ملساء تساعد على طحن الطعام ومروره عبر القناة الهضمية.
يحتوى أيضا الجهاز على عضويين غير مجوفين (مصمتين) وهما: الكبد والبنكرياس وينتجا العصارة الهضمية التى تصل إلى الأمعاء عبر أنابيب دقيقة تسمى قنوات، وتقوم الحويصلة الصفراواية بتخزين العصارة الكبدية حتى تحتاجها الأمعاء ويلعب أيضا كل من الجهازين العصبى والدورى دورا مهما فى المساعدة على الهضم.
ما أهمية الجهاز الهضمى..؟؟
عند تناول الطعام مثل الخبز – اللحوم – الخضروات فعادة تكون على صورة لا يمكن للجسم أن يستفيد منها كشئ مغذ، ولذا يجب أن يتحول الطعام والشراب إلى مكونات وجزئيات أصغر من المغذيات قبل أن يقوم الجسم بإمتصاصها فى الدم الذى يحملها إلى الخلايا عبر الجسم كله، وعلى هذا الأساس يمكن تعريف عملية الهضم على أنها عملية تكسير وتحويل الطعام والشراب إلى جزئيات صغيرة يمكن أن يستخدمها الجسم فى بناء وتغذية الخلايا وتجديدها واعطاء الطاقة.
كيف يتم هضم الطعام..؟؟
يتم الهضم من خلال إختلاط الطعام بالعصارة الهضمية ثم يتحرك عبر القناة الهضمية وفى خلال هذه الرحلة يتكسر من جزئيات كبيرة إلى جزئيات صغيرة ويبدأ الهضم من الفم خلال مضغ وبلع الطعام ويتم باقى الهضم فى الأمعاء.
كيف ينتقل الغذاء عبر الجهاز الهضمى..؟؟
تحتوى الأعضاء المجوفة بالقناة الهضمية على طبقة من العضلات تساعد جدران هذه الأعضاء فى دفع وتحريك الطعام عبر الجهاز الهضمى وأيضا تقوم بخلطه، وينتقل الطعام بهذا الشكل من عضو إلى آخر عبر حركة تسمى التمعج ويحدث تقلص لهذه الأعضاء بحيث تضييق ثم تعمل بهذا على دفع جزء من الطعام ببطئ عبر القناة الهضمية.
تتحرك العضلات عندما يتم بلع الطعام أو الشراب ويتم هذا بشكل لاإرادى ويكون تحت سيطرة الأعصاب، ثم يتم دفع الطعام إلى المرئ وهو متصل بالحلق من أعلى وبالمعدة من أسفل ويوجد صمام بين المعدة والمرئ يسمى الصمام البوابى، يقوم هذا الصمام بالغلق بين العضوين حتى يمر الطعام ثم ترتخى العضلات لتسمح للطعام بالمرور للوصول إلى المعدة.
للمعدة ثلاث وظائف ميكانيكية أولها أنها تقوم بخزن الطعام والشراب ولعمل ذلك تقوم العضلات أعلى المعدة بالإرتخاء حتى وصول أكبر كمية من الطعام والشراب إليها، وثانيا تقوم بخلط الطعام والشراب بالعصارة المعدية التى تفرزها ويقوم الجزء الأسفل من المعدة بخلطهم جيدا عن طريق حركة العضلات، أما ثالث مهمة للمعدة هى إفراغ هذه المحتويات ببطئ فى الأمعاء الدقيقة.
تساهم عوامل عديدة فى التأثير على إفراغ المعدة منها نوعية الغذاء المتناول، ومدى قوة عضلات المعدة وكذلك الأمعاء الدقيقة، فنجد مثلا على سبيل المثال أن النشويات تقضى أقل وقت ممكن فى المعدة بينما يبقى البروتين يبقى مدة أطول من النشويات أما الدهون فتأخذ مدة أطول من الأثنين، وبينما يتم تكسير الطعام إلى جزئيات بسيطة عن طريق العصارات التى يفرزها البنكرياس، الكبد والأمعاء ونجد أيضا أن محتويات الأمعاء المختلطة يتم دفعها لكى تسمح بزيد من الهضم وفى النهاية تمتص الجزئيات المهضومة عبر جدر الأمعاء ثم تنتقل عبر الجسم، أما المخلفات غير المهضومة من الغذاء والتى تعرف بالألياف يتم فصلها من المخاط ودفعها إلى القولون وتظل هكذا حتى تخرج مع البراز.
انتاج العصارة الهضمية
يبدأ عمل الغدد الهضمية من الفم أولا، فنجد الغدد اللعابية تفرز اللعاب الذى يحتوى على إنزيم يبدأ فى هضم النشا وتحويله إلى جزيئات أصغر (والإنزيم عبارة عن مادة تساعد على اتمام العمليات الكيميائية بالجسم)..
الخطوة التالية فى بطانة المعدة، حيث تقوم المعدة بإفراز الحامض والإنزيم الذى يساعد على هضم البروتين. ونجد المعدة مغطاة ببطانة كثيفة من المخاط يحميها من الحامض الذى يحلل الطعام ولكنه لا يستطيع أن يوذى المعدة بسبب هذه البطانة، حيث تساعد هذه البطانة المخاطية على مقاومة فعل العصارة المعدية.
بعد إفراغ المعدة من الطعام والعصارة فى الأمعاء الدقيقة، يتم انتاج نوعين آخرين من العصارة الهضمية لتخلط بالطعام، أحد هذه العصارات من البنكرياس الذى ينتج عصارة تحتوى على عدد من الأنزيمات تعمل على هضم الطعام مثل (الكربوهيدرات – البروتين – الدهون) مع إنزيمات أخرى تفرزها غدد بجدر الأمعاء الدقيقة.
أما العضو الثانى الذى يفرز إنزيمات تساعد أيضا فى عملية الهضم هو الكبد حيث يفرز العصارة الصفراوية (وهى يتم تخزينها فى الحويصلة الصفراوية بين الوجبات)، وعند تناول الطعام تنقبض الحويصلة الصفراوية وتخرج عصارتها عن طريق القنوات الصفراوية وتختلط بالدهون الموجودة بالطعام فى الأمعاء ، وهى تساعد فى تكسير الدهون إلى جزيئاتها الأصغر وبعد ذلك يتم هضمها عن طريق العصارة البنكرياسية والعصارة المعوية.
إمتصاص وانتقال المغذيات
تمتص معظم جزيئات الطعام كالماء والمعادن عبر الأمعاء الدقيقة ويحتوى مخاط الأمعاء الدقيقة على العديد من الطيات أو الثنيات المغطاة بأصابع دقيقة جدا قاذفة تسمى خملات (villi)،وتحتوى هذه الخملات على زوائد أكثر دقة تسمى خُميلات (microvilli)، وهذا التركيب يعطى مساحة هائلة تسمح بهضم المغذيات وتسمح الخلايا المتخصصة بامتصاص هذه المواد الغذائية وذلك بمرورها عبر المخاط إلى الدم ويحملها تيار الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة وإما يقوم بتخزينها أو إجراء مزيد من الهضم ويتوقف هذا على نوع الغذاء.
هضم النشويات
يبدأ هضم النشويات والسكر فى الفم حيث تتفكك إلى جزئيات أبسط بواسطة انزيمات اللعاب، ثم يلى ذلك عصارة البنكرياس وبطانة الأمعاء الدقيقة.
يتم هضم النشويات على خطوتين أولا تقوم إنزيمات اللعاب والعصارة البنكرياسية بتكسير النشا إلى جزئيات تسمى مالتوز وبعدها يأتى دور إنزيمات بطانة الأمعاء الدقيقة التى تعمل على المالتوز وتحوله إلى جزئيات جلوكوز والتى تمتص عبر الدم، ويتم حمل الجلوكوز عبر تيار الدم إلى الكبد حيث يتم تخزينه لحين الحاجة إليه أو يستخدم لإعطاء الجسم الطاقة أثناء العمل.
- أما السكر فيتم هضمه فى خطوة واحدة حيث يقوم بهضم السكروز إنزيمات بطانة الأمعاء الدقيقة (ويسمى أيضا سكر المائدة) يحوله إلى جلوكوز وفركتوز والتى تمتص عبر الأمعاء وتصل للدم، أما اللبن فيحتوى على نوع آخر من السكر يسمى اللاكتوز والذى يتغير بالهضم ويعمل عليه إنزيم آخر يوجد بالأمعاء.
- أما الألياف فلا يتم هضمها وتمر عبر القناة الهضمية دون أن تتأثر بالإنزيمات، وتحتوى العديد من الأغذية على ألياف ذائبة وألياف غير ذائبة وتنحل الألياف الذائبة بسهولة فى الماء مكونة ما يشبه الجل بالأمعاء وتمر الألياف غير الذائبة دون أن تتغير.
هضم البروتين
والبروتين متمثل فى اللحوم بأنواعها والبيض والبقوليات والأسماك والطيور..الخ وهى تتكون من جزئيات كبيرة من البروتين والتى يجب هضمها بواسطة الإنزيمات حتى يستطيع الجسم استخدامها فى بناء وإصلاح أسجة الجسم. ويبدأ هضم البروتين من المعدة ثم يتم الهضم بالأمعاء الدقيقة ويشارك فى الهضم العديد من الإنزيمات كعصارة البنكرياس وعصارة بطانة الأمعاء حيث يتم الهضم تماما ويتحول البروتين إلى جزئيات أقل تسمى الأحماض الأمينية وهى التى يمكن أن تمتص عبر الأمعاء الدقيقة وتدخل تيار الدم الذى يحملها إلى أجزاء الجسم المختلفة ليستخدمها فى بناء الجسم.
هضم الدهون
نجد أن الدهون أكثر جزئيات الطعام من حيث غناها بالطاقة، وأول خطوة لهضم الدهون (مثال الزبدة) تكون بتحولها إلى محتواها المائى فى الأمعاء ثم ينتج الكبد أحماض الصفراء لتقوم بتحويلها إلى قطيرات دقيقة جدا حتى تستطيع أن تعمل عليها عصارة البنكرياس وإنزيمات المعدة لتكسيرها وتحويلها إلى جزئيات أصغر، بعض هذه الجزئيات يسمى الأحماض الدهنية والكوليستيرول، وتتحد أحماض الصفراء بالأحماض الدهنية لتساعدها فى التحرك داخل الخلايا عبر المخاط وفى هذه الخلايا تتحد هذه الجزئيات الصغيرة وتمر عبر أوعية تسمى الليمف قريبا من الأمعاء، هذه الأوعية الدقيقة تقوم بحمل الدهون المعاد تشكيلها وتمر عبر الوريد الصدرى ثم يحملها الدم ويقوم الجسم بتخزينها فى أجزاء الجسم المختلفة.
هضم الفيتامينات
تعتبر الفيتامينات جزء حيوى وهام يوجد بالطعام ويمتص عبر الأمعاء الدقيقة، ويوجد نوعين من الفيتامينات المجموعة الأولى هى الفيتامينات الذائبة فى الماء وتشمل مجموعة فيتامين "ب" وفيتامين "ج" وهى لا يتم تخزين الزائد منها بالجسم ويخرج الزائد أولا بأول فى البول، أما المجموعة الثانية هى الفيتامينات الذائبة فى الدهن وتشمل "أ" و "د" و"ك" و "ﻫ" ويتم تخزينها فى الكبد وأنسجة الجسم الدهنية.
الماء والأملاح
معظم هذه العناصر تمتص عبر الأمعاء الدقيقة فى الماء حيث يتفكك الملح، ويأتى الماء والملح من الطعام والسوائل والعصائر التى يتناولها الإنسان.
الهرمونات المنظمة للهضم
نجد أن الهرمونات الرئيسية التى تتحكم فى وظيفة الجهاز الهضمى يتم إنتاجها وإطلاقها عبر الخلايا المخاطية المبطنة للمعدة والأمعاء، وهذه الهرمونات يتم إطلاقها فى الدم عبر القناة الهضمية ثم تعود للقلب عن طريق الشرايين ثم الجهاز الهضمى حيث تعمل على حث إفراز العصارة الهضمية.
الهرمونات الرئيسية التى تتحكم فى الهضم
- جاسترين: Gastrin
وهو يحث المعدة على إنتاج الحامض الذى يساعد على هضم وتحليل بعض الأغذية وهذا الهرمون أيضا ضرورى لنمو الخلايا المبطنة للمعدة والأمعاء الدقيقة والقولون.
- سيكريتين: Secretin
ويعمل هذا الهرمون على حث البنكرياس لارسال عصارته الغنية بالبيكربونات، وهذه البيكربونات تعمل على معادلة الحامض المعدى قبل دخولها الأمعاء الدقيقة وأيضا يحث هذا الهرمون المعدة على إفراز الببسين Pepsin وهو الإنزيم الذى يعمل على هضم البروتين ويحث الكبد على إفراز الصفراء.
- الكوليستوكينين: Cholecystokinin
يعمل على حث البنكرياس لإنتاج عصارته وأيضا يعمل على إفراغ المرارة، ويساعد أيضا على حث نمو خلايا البنكرياس.
* بالإضافة لهذه الهرمونات يوجد هرمونات أخرى منظمة للشهية منها:
الغريلين: Ghrelin
يتم إنتاجه فى المعدة والجزء العلوى من الأمعاء فى حالة عدم وجود طعام بالجهاز الهضمى ويعمل على فتح الشهية.
بيبتيد واى واى: Peptid YY
ينتج فى القناة الهضمية وهو يعمل على تثبيط الشهية.
وتعمل الهرمونات السابقة فى المخ للعمل على تنظيم المأخوذة من الغذاء ومازالت الأبحاث تحاول اكتشاف وظائف وأنواع أخرى من الهرمونات ومدى تأثيرها أو مساهمتها فى عملية الهضم.
الأعصاب المنظمة للهضم
يوجد نوعين من الأعصاب تتحكم فى عمل الجهاز الهضمى، أعصاب خارجية المنشأ وهى التى يأتى تأثيرها على الجهاز الهضمى من المخ أو من الحبل الشوكى، وتطلق نوعين من الهرمونات الأستيل كولين acetylcholin، والإدرينالين adrenaline.
يعمل الأول على حث الطبقة العضلية لأعضاء الجهاز الهضمى لعصر ودفع مزيد من الغذاء والعصارة عبر القناة الهضمية وأيضا تعمل على حث المعدة والبنكرياس لإفراز المزيد من عصارتها.
أما الثانى فله تأثير معاكس لعمل الأول حيث يعمل على ارتخاء عضلات المعدة والأمعاء وتقليل ضخ الدم لهذه الأعضاء أو بطئ وإيقاف الهضم.
أما الأعصاب داخلية المنشأ وهى تعمل بشكل مكثف على جدران أعضاء القناة الهضمية كالمرئ – المعدة – الأمعاء الدقيقة والقولون، حيث تعمل الأعصاب على تنبيه جدران هذه الأعضاء على التمدد عند امتلائها بالغذاء وتعمل أيضا على إبطاء أو إسراع تحريك الغذاء وأيضا إنتاج العصارة الهاضمة.
وأخيرا تعمل الأعصاب والهرمونات والأعضاء بشكل متكامل ومعقد فى الجهاز الهضمى للعمل على هضم وإمتصاص المواد التى يتناولها الإنسان كل يوم.