أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

مميز وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر







غريبة هي الدنيا ...
سميت دنيا لتدني منزلتها عند الله وحقارتها ... أوضاعها غريبة ...
ليل يتبعه نهار ... حياة وموت ... لقاء وفراق ... ضيق وفرح ...


آمال و آلام ... بزوغ وأفول ...
ومعادلة بسيطة ومتساوية الأطراف :
( طفل الأمس هو شاب اليوم - هو شيخ الغد )


قال الله تعالى :

"
و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض
فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا "
وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا في سرعة ذهابها واضمحلالها وقرب فنائها وزوالها ...
هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان ...
ولا ثبات فيها ولا استقرار حوادثها كثيرة وعبرها غفيرة ...
دول تبنى و أخرى تزول ... مدن تعمر وأخرى تدمر ...
وممالك تشاد و أخرى تباد ...



فرح يقتله ترح ... وضحكة تخرسها دمعة ...
صحيح يسقم ومريض يعافى ...


وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن ...
تسير حتى يأذن الله لها بالفناء ...
وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
ولا يملك الناس من هذه الدنيا شيئا إلا بمقدار ...
نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما ...
بذلك ينتهي شريط الحياة ...
ما بين ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر ...



يطوى سجل الإنسان بعجالة وكأنها غمضة عين أو لمحة بصر أو ومضة برق ...
" اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد "



سراب خادع ... وبريق لامع ... ولكنها سيف قاطع ... وصارم ساطع ...
كم أذاقته أسى ... وكم جرعت غصصا ... و أذاقت مرضا ...
كم أحزنت من فرح ... وأبكت من مرح ...
وكبرت من صبو ... وشابت من صغير ؟!
سرورها مشوب بـالحزن ... وصفوها مشوب بـالكدر ...
خداعة مكارة ... ساحرة غرارة ...


كم هم فيها من صغير ... وذل فيها من عزيز ...
وترف فيها من وثير ... وفقير فيها من غني ؟!
أحوالها متبدلة وشمولها متغيرة ...


يقول عليه الصلاة والسلام
" مالي وللدنيا , ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "

ومن وصايا عيسى عليه السلام لأصحابه قال :
( الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها )


وقوله أيضا :
" من ذا الذي يبني فوق موج البحر دارا ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا "


وقيل لنوح عليه السلام:
( يا أطول الأنبياء عمرا كيف رأيت الدنيا ؟ قال :
" كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر "

وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل !!
فإن الموت الذي تخطانا الى غيرنا ... سيتخطى غيرنا إلينا فلنأخذ حذرنا ...
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ... متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب !!
وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
دعونا نحاسب أنفسنا ونستلهم الدروس والعبر مما فات ...
دعونا نتساءل عن يومنا كيف أمضيناه ؟!
وعن وقتنا كيف قضيناه ؟!
فإن كان مافية خيرا حمدناه وشكرنا ...
وإن كان ما فيه شرا تبنا إليه واستغفرناه ...
ليسأل كل واحد منا نفسه ...



كم صلاة فجر ضيعتها أو أخرتها ولم أصليها إلا عند الذهاب
إلى المدرسة أو العمل ؟


كم حفظت من كتاب الله وعملت به ؟
كم يوم صمته في سبيل الله ؟
كم صلة رحم قمت بزيارتها ؟
كم من غيبة كتبت علي ؟
وكم نظرة حرام سجلت علي ؟
وكم فرصة سنحت لي لأتوب ولكني لم أتب حتى هذه اللحظة ؟
كم مرة عققت والدي ونهرتهما ؟


وكم ... وكم ...
فهلا حاسبنا أنفسنا الآن مادامت الفرصة سانحة ...
والسوق مفتوحة والبضاعة قائمة ؟!!
وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
وقفة مع حياة الإنسان

لو ألقينا نظرة خاطفة على حياة الإنسان في الدنيا لرأينا العجب العجاب ...

والله إني لأعجب كثيرا ممن وهب نفسه للدنيا ونسي الآخرة وكأنه لا يؤمن بها ...
مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمر واحد ... و أجل محدود ...


ولن يعطى فوق أجله دقيقة واحدة ليعيشها ...
ومع هذا يكابر ويتكبر ويسوف التوبة و يلهو بالمعصية
ويعيش حياة من لا يموت أبدا !!

وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

أخي / أختي في الله
ألست توقن بـالموت ؟!

ألست تقرأ ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!

أما تساءلت أين سيد الخلق الذي لو ترك الموت أحدا لتركه ؟!


(وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )

أين آباءك و أجدادك !! أين الملوك والأبطال ؟


أو ليس غيبهم الثرى وتساوى الملوك والصعاليك في أطباق التراب ؟!

أما لك فيهم عبرة ؟!
أما لك فيهم موعظة ؟! وكفى بالموت واعظا ...
ألم تشاهد منظرا للواعظ الصامت ( القبر ) ؟!
ألم تشاهد منظرا للموطن الساكن ( القبر ) ؟


الإنسان مثله كمثل الشجرة تحمل عددا من الأوراق التي هي عمره


فكلما سقطت ورقة من هذه الشجرة انقضت سنة من حياة ذلك الإنسان

وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
وفي الختــــام ...

لنقتدي برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونختم يومنا هذا بالتفاؤل ...

وبأن المستقبل لصالح المسلمين ونصرهم على عدوهم وتمكينهم في الأرض ...
و أن النصر سيكون للإسلام وأهله طال الزمان أو قصر ...

فينبغي ألا يزيدنا مرور الأيام إلا صلاحا و إقبالا ...
وتمسكا بعقيدتنا الصحيحة وثوابتنا ومبادئنا السليمة ...

فهل نعتبر ونجعل أيامنا القادمة صحائف خير ...
جدير بنا أن نملأها بالحسنات تلو الحسنات ؟؟!!

ولو قدر الله أن تقترف أيدينا وجوارحنا السيئات فعلينا أن نتذكر قوله تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات "

وقوله عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لمعاذ :
"

يا معاذ : اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها
"وخالق الناس بخلق حسن

أقبل على صلواتك الخمس ... كم مصبح وعساه لا يمسي ..
واستقبل يومك الجديد بتوبة ... تمحو ذنوب صحيفة الأمس ..











#2

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

بارك الله فيكي


إظهار التوقيع
توقيع : sho_sho
#3

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

جزاك الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : بوحة
#4

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

بارك الله فيكِ
#5

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

شآآكره مروركم الجمميل
ودي

#6

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

إظهار التوقيع
توقيع : قوت القلوب 2
#7

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

نورتوني
شكرا لكم

#8

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

سراب خادع ... وبريق لامع ... ولكنها سيف قاطع ... وصارم ساطع ...
كم أذاقته أسى ... وكم جرعت غصصا ... و أذاقت مرضا ...
كم أحزنت من فرح ... وأبكت من مرح ...
وكبرت من صبو ... وشابت من صغير ؟!
سرورها مشوب بـالحزن ... وصفوها مشوب بـالكدر ...
خداعة مكارة ... ساحرة غرارة ...
كم هم فيها من صغير ... وذل فيها من عزيز ...
وترف فيها من وثير ... وفقير فيها من غني ؟!
أحوالها متبدلة وشمولها متغيرة ...


يقول عليه الصلاة والسلام
" مالي وللدنيا , ما أنا في الدنيا إلا ***- *ب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "

ألست توقن بـالموت ؟!

ألست تقرأ ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!

يسلمووووو



إظهار التوقيع
توقيع : عبير مصطفى
#9

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر


إظهار التوقيع
توقيع : و عجلت إليك ربى
#10

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر
إظهار التوقيع
توقيع : fatma7072
#11

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر

نورتوني
شكراً لكم

#12

افتراضي رد: وسَقطَت وَرقه مِن إوراقِ العُمر




قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة العدولة هدير الحملات الدعوية
سوره يوسف ميمى دودو القرآن الكريم
سورة النحل امانى المصرية القرآن الكريم
كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ ليلةَ كادتْه sho_sho السنة النبوية الشريفة
وَصيّةٌ مِن مُشفِقٍ ! ( إنَّ السَّعيدَ لَمَن جُنِّب الفِتَنَ ) الـمـتـألـقـة المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 01:59 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل