رد: تفسير سورة لقمـــــــــــــان
الآيات 10 ، 11
( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)
إن من عظمة قدرة الله أن خلق السموات بدون أعمدة تستند عليها وخلق فى الأرض جبال لتجعلها راسية ثابته فلا تضطرب بالناس وخلق فيها من كل أنواع الحيوانات وسخرها لخدمة الإنسان ، كما أنزل المطر من السماء وفقا لحاجات الناس من الزراعة والشرب وغير ذلك وانبت من الزروع المختلفة الجميلة فى الشكل والطعم
فهذا ما خلقه الله فأرونى ماذا خلق ما تعبدون من غير الله
ولا شئ بالطبع إنما المكذبون المشركون فى ضلال واضح .
الآية 12
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )
كان لقمان عبدا أسود ضخم الشفتين مشقق القدمين
وأنعم الله عليه بالفهم والعلم والتعبير ، وأمره بأن يشكر الله على نعمه عليه التى خصه بها دون غيره
وقال له من يشكر الله يرجع نفعه على نفسه ، أما من كفر بنعمة الله فإن الله غنى عن العباد لا ينفعه من شكر ولا يضره من كفر
الآيات 13 ـ 15
( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ *وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ *وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
يوصى لقمان ابنه الذى هو أحب الناس إليه فيقول له :
لا تشرك بعبادة الله شيئا آخر لأن الشرك أعظم الظلم
ثم يقول الله تعالى مقرنا بوصية لقمان :
ضرورة البر بالوالدين لأن أمه حملت وعانت متاعب الحمل فيه وتحملت ضعف على ضعف وجهد التربية صغيرا لمدة عامين فى الرضاعة
فيجب على الإنسان شكر الله وشكر والديه
إلىّ المصير : والله يجازى على ذلك أحسن الجزاء
ولكن تكون الطاعة للوالدين فى حدود ما أمر الله به من إفراده بالعبادة والطاعة فإن تعارضت طاعتهما مع طاعة الله وأمرا بما يغضب الله فلا طاعة لهما
وعلى الإنسان مصاحبتهما بالحسنى وإنما لا يتبع إلا المؤمنين
والجميع مرجعه إلى الله الذى يخبر كل واحد بما عمل فى الدنيا .
الآيات 16 ـ 19
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )
يقول لقمان لإبنه :
الخطيئة مهما صغرت ولو كانت مثقال حبة من خردل مختفية فى الأرض أو فى السماء أو فى صخرة صماء فإن الله يعلمها ويأت بها يوم القيامة ويجازى عليها
فالله لطيف العلم لا تخفى عليه خافية
خبير بكل شئ حتى دبيب النمل فإنه يعلمه
ثم يستترد لقمان فى نصائحه فيقول :
أقم الصلوات فى مواقيتها وحافظ عليها
وأمر بالمعروف وانه عن المنكرات حسب طاقتك
واصبر على ما يصيبك من أذى بسبب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فإن الصبر على الأذى من عزم الأمور
ولا تصعر خدك للناس : ولا تشيح بوجهك عن الناس إذا حدثتهم احتقارا لهم .
ولا تمش فى الأرض مرحا : ولا تتملكك الخيلاء والتكبر فالله لا يحب المتكبرين
واقصد فى مشيك : وامش ليس بطيئا ولا سريعا إنما توسط بين ذلك وذاك
واغضض من صوتك : ولا ترفع صوتك عند الكلام ولا تبالغ فيه
إن أقبح الأصوات هو صوت الحمير ( وقد شبه الصوت المرتفع المنفر بصوت الحمار )
قال صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا " .