رد: تفسير سورة سبأ
الآيات 28 ـ 30
(* وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ)
أنت يا محمد مرسل للناس كافة لتبشر المؤمنين بالجنة وتنذر الكافرين بالجحيم
ولكن مهما حرصت ليس كل الناس بمؤمنين ، و يستعجل المشركون القيامة ويقولون متى ما تعدوننا إن صدقتم
فقل لهم إن لكم يوم القيامة ميعاد لا يتقدم ولا يتأخر ولا يتغير
الآيات 31 ـ 33
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
يصر الكفار على كفرهم وتكذيبهم وعدم الإيمان بالقرآن ولكن سيكون موقفهم يوم القيامة فى حسرة وذل
عندما يرجع السادة والمستضعفون الذين اتبعوهم يوم القيامة ليتحاجون
فيقول الضعفاء لسادتهم : أنتم الذين صددتونا عن الإيمان به
ويقول السادة نحن لم نمنعكم من الإيمان إنكم كنتم مجرمين ودعوناكم فاستجبتم
فيقول الضعفاء بل إنكم كنتم تمكرون ليلا ونهارا وتمنونا وتأمرونا بأن نشرك بالله آلهة أخرى
ويلقى كلا منهما اللوم على الآخر
( وأسروا الندامة ) : وكل منهما يخفى الندم فى نفسه
ثم تجعل السلاسل فى أيديهم وأعناقهم ويسحبون ليجازى كلٌ على عمله
الآيات 34 ـ 39
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ * وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
يخفف الله عن نبيه فيقول له
ـ كذلك كلما أرسلنا رسلا من قبلك فى أقوام فكانت تكذب السادة ويتبعهم الضعفاء
ـ ويقولون نحن أكثر أموالا وأولادا وغرتهم الحياة الدنيا وأصروا على الكفر ونفوا عن أنفسهم أن يعذبوا لكثرة أموالهم وأولادهم
ـ قل لهم أن الله هو الذى يبسط الرزق لعباده أو يقتر عليهم
ـ فلن تغنى عنهم أموالهم من عذاب الله ولم تنفعهم أموالهم ولا أولادهم
ولن تقربهم إلى الله
ـ ولكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم ضعف الجزاء فى جنات آمنين من الخوف ومن العذاب
ـ وأما الذين يسعون فى الصد عن سبيل الله وتصديق الرسل فهم جميعا محضرون للعقاب والعذاب
ـ والله يبسط الرزق لهذا ويضيق على هذا فله حكمة لا يدركها أحد غير الله ومهما انفقتم من شئ فيما أمركم الله فهو يعوضه لكم إما بدلا منه فى الدنيا إما بالثواب والجزاء فى الآخرة .
الآيات 40 ـ 42
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ * فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ)
ويوم القيامة يجمع الله الخلائق
ويسأل الملائكة هؤلاء المشركون الذين كانوا يعبدونكم فى الدنيا من دونى فهل أمرتوهم بذلك ؟
فيقول الملائكة : تعاليت وتقدست عما فعل هؤلاء فنحن عبيدك ونتبرأ مما فعلوا
إنهم كانوا يعبدون الجن الذين زينوا لهم عبادة الأوثان وآمن كثير منهم بهم
فاليوم أيها الكافرون لا ينفعكم من عبدتم من دون الله ويقال للمشركين ذوقوا عذاب الجحيم التى كذبتم بها
الآيات 43 ـ 45
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ * وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)
وكلما تليت عليهم آيات القرآن يقول الكفار عن محمد صلى الله عليه وسلم إن هذا رجل يريد أن يتفضل عليكم ويبعدكم عن دين آبائكم ويريدون بذلك ن يقولون أن عبادة الأصنام هى الحق
وقالوا عن القرآن بأنه سحر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ساحر
وما أنزل على العرب كتب من قبل القرآن
وما أرسل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم رسل
وقد كانوا يتمنون ذلك من قبل وقالوا ( لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا ) فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كذبوا به
وقد كذبت أمم من قبلهم ولم يبلغوا من القوة مثل ما بلغ من قبلهم ولكن الله دمرهم بما كذبوا
( فكيف كان نكير) فكذلك كان عقابى وانتصارى