أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله

صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله


وهو القلب الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، كما قال تعالى:﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[ الشعراء : 88 ].

وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليموالأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سَلِمَ من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، فسلم في محبة الله - مع تحكيمه لرسوله - في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال، والتباعد من سخطه بكل طريق، وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده


فالقلب السليم: هو الذي سَلِمَ من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء، وخلص عمله لله؛ فإن أحبَّ أحبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله -[IMG]https://www.**- /vb/images/smilies/mohmad1.gif[/IMG]- فيعقد قلبه معه عقداً محكماً على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال؛ منأقوال القلبوهي العقائد،وأقوال اللسانوهي الخبر عما في القلب، وأعمال القلبوهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها،وأعمال الجوارح، فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دِقَّه وجِلَّه هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلا يتقدم بين يديهبعقيدةولا قولولا عمل، كما قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ[الحجرات:1]أي: لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى يأمر.
قال بعض السلف : ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لِمَ؟، وكيف؟. أي: لِمَ فعلت؟، وكيف فعلت؟.
فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه: هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل، أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه.
ومحل هذا السؤال: أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك.
والثاني: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد. أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه؟.
فالأول: سؤال عن الإخلاص، والثاني: عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما.
فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص.
وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة.
وسلامة القلب: من إرادةٍ تُعارض الإخلاص، وهوى يُعارض الاتباع، فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة.
وقال - أيضاً- في الداء والدواء:
ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء:
1- من شرك يناقض التوحيد
2- وبدعة تخالف السنة
3- وشهوة تخالف الأمر
4- وغفلة تناقض الذكر
5- وهوى يناقض التجريد والإخلاص.
وهذه الخمسة حُجبٌ عن الله، وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة وتتضمن أفراداً لا تنحصر.





من كتاب إغاثة اللهفان وكتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم



إظهار التوقيع
توقيع : رووية ورهوف
#2

افتراضي رد: صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله

جزاكِ الله خيراً
#3

افتراضي رد: صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله

بوورك بك أختي الغااليهــ


#4

افتراضي رد: صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله

رد: صفة القلب السليم لابن القيم رحمه الله

إظهار التوقيع
توقيع : قوت القلوب 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بالصور قسطرة القلب تعريفها وانواعها اسيرة 67 العيادة الطبية
علاج ثقب القلب ,ملف كامل عن اسباب حدوث ثقب القلب عند الاطفال,ماهو القلب الازرق,العلاج جنا حبيبة ماما العيادة الطبية
التهاب التامور ، التهاب غلاف القلب Pericarditis حياه الروح 5 العيادة الطبية
النوبة القلبية Heart Attack همسات العيادة الطبية
موت عضلة القلب (احتشاء عضلة القلب),الأعراض,العلاج,الوقا ية Myocardial infarction مايا علي العيادة الطبية


الساعة الآن 03:35 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل