رد: تفسير سورة يس
الآية 30 ـ 32
(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ *أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ *وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ )
* يا خسارة وويل للعباد الذين ضيعوا على أنفسهم من طاعة الله وندامة لهم يوم القيامة
كلما أرسل لهم رسول من عند الله كذبوه واستهزؤا وسخروا منه
* ألم يتعظوا بمن أهلكنا من الأمم من قبلهم ولم يرجعوا إلى الدنيا مرة أخرى
* وكل الأمم الماضية آتيه وسترجع إلى الحساب والعقاب يوم القيامة ليقفوا بين يدى الله ويجازيهم على أعمالهم
الآيات 33 ـ 36
( وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ *وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ *لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ *سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ )
والدلائل على وجود الله الصانع كثيرة
منها : الأرض الهامدة لا زرع فيها ولا ماء وإذا أنزل عليها ماء المطر اهتزت وربت ونبت الزرع بمختلف ألوانه وجعلها الله رزقا للناس والأنعام ليأكلوا
وأنبت الحبوب والنخيل والأعناب وجعل فيها أنهارا وعيونا تجرى بها الماء ليأكلوا مما سعوا وانبته بقوته ومشيئته تعالى
ألا يستحق بذلك الله أن يعبد ويشكر على كرمه
فسبحانه وتنزه عن كل شريك الذى خلق من كل شئ الذكر والأنثى وخلق الناس وخلق ما نعلم وما لانعلم
الآيات 37 ـ 40
(وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ *وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ *لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )
ودلالة أخرى على قدرة الله تعالى خلق الليل يتبعه النهار ويتعاقبان هذا بظلامه وهذا بضياءه
والشمس تتحرك فى مسار لها حتى تستقر تحت العرش ، وتتحرك حتى يبطل سيرها يوم القيامة
وهذا القمر الذى يتحرك حول الأرض والشمس معا فتتكون له أوجه مختلفة على مدار الشهر والسنة يبدأ كالعرجون ( جريدة النخل ) ويعود مثله
وكلا من الشمس والقمر لا ينقص ولا يزيد فى حركته وكلاهما يتبع الآخر ولا يتعدى عليه
وكذلك الليل والنهار يتعاقبان بلا تراخ ولا فترة بينهما
وكلا من الليل والنهار والشمس والقمر يسبحون ويدورون فى فلك السماء
الآيات 41 ـ 44
( وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ *وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ *وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ *إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )
ومن الدلائل أيضا تسخير البحر ليحمل السفن
وقال ( وحملنا ذريتهم فى الفلك المشحون ) لأن أول سفينة كانت سفينة نوح التى حمل فيها ذرية آدم المملوءة بالأمتعة والحيوانات التى أمر الله نوحا بحملها معه وهى من كل صنف زوجين الذكر والأنثى .
ومن مثل السفن خلق الله الإبل ليحملوا عليها أمتعتهم ويركبونها
ولو شاء الله لأغرق ركاب السفن فلا يستطيعون الإغاثة ولكن الله يسلمهم فى البحرإلى أجل معلوم
الآيات 45 ـ 47
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ *وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )
وينكر الله على المكذبين والضالين أنهم إذا قال لهم الرسل والدعاة اتقوا الله فىما تفعلون من ذنوب لعل الله يرحمكم فى الآخرة ويغفر لكم يوم القيامة فإنهم لا يستجيبون
وكلما أتتهم آية لا يؤمنوا بها ويعرضوا عنها
وإذا قيل لأغنيائهم اطعموا الفقراء فهم يسخرون ويقولون لو أن الله أراد أن يطعمهم لرزقهم
وينظرون للرسل والدعاة أنهم على ضلالة
الآيات 48 ـ 50
( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ *فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ )
يستبعد الكفار يوم القيامة ويقولون متى هو ؟
ويرد على قوله سبحانه وتعالى فيقول هو يأتيكم بغتة حيث ينفخ فى الصور فيفزع الناس أثناء انشغالهم فى معيشتهم وتخاصمهم وتشاجرهم كعادتهم
( وهم يخصّمون )
فلا من أمرهم شئ ولا يصبح هناك تعامل ( توصية ) ولا عودة لإنسهم وإنما هو الرجوع إلى الله للحساب