رد: تفسير سورة الزمر
الآيات 7 ، 8
(إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )
يقول سبحانه أنه الغنى عن عباده ، ولا يحب ولا يأمر عباده بالكفر إنما يحب أن يشكر عباده حتى يزدهم من فضله
وكل نفس محاسبة عن ذاتها ولا يحمل أحد وزر الآخر
وإلى الله المرجع فلا تخفى عليه خافيةويخبر كل نفس بما عملت
وهذا هو الإنسان إذا أصابته مصيبة لجأ إلى الله ودعا وتضرع إليه ليستغيث به
ثم إذا كان فى رفاهية ونعمة نسى ما كان من ضيق ونسى ربه وكفر وجعل له الشركاء إلا من عصم الله
فقل لهؤلاء يا محمد تمتعوا فى الدنيا قليلا وسوف تلقون نتيجة عملكم يوم الحساب عندما تلقون فى النار .
الآية 9
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
لا يتساوى عند الله الكافرون الذين وصفهم فى الآية السابقة والمؤمنون الذين يخشون الله ويترقبون الآخرة ويتمنون رحمة الله ومغفرته
مثلما تماما لا يتساوى الذى يعلم والذى لا يعلم
إن المؤمنون هم أصحاب العقول التى تميز بين الحق والباطل .
الآيات 10 ـ 12
(قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ * قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )
ينصح الله المؤمنين بأن يصبروا ويستمروا على طاعة الله وتقواه ولمن أحسن العمل الخير فى الدنيا والآخرة
وينصحهم بأن يهاجروا فى أرض الله الواسعة جهادا فى سبيل الله والبعد عن الأوثان
ويعدهم بالأجر الوفير جزاء لصبرهم
وقل لهم يا محمد بأنك أمرت بالإخلاص فى عبادة الله وأأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده
وأنك يا محمد أول من أسلم من أمته
الآيات 13 ـ 16
(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ )
قل يامحمد للكافرين : بالرغم من أنك رسول الله فأنت تخشى الله وتخاف معصيته وتخشى عذاب يوم القيامة
قل لهم أنك تعبد الله وحده وتتبرأ منهم ومما يعبدون من دون الله لأنهم هم الخاسرون يوم القيامة وخاسرون أبناءهم وأولادهم وأنفسهم يوم الحساب فلا اجتماع لهم معهم فى النار ولا سرور
ففى النار تحيط بهم دخان النار والعذاب
فاتقوا الله لتنجوا من العذاب
الآيات 17 ـ 18
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
ومن يبتعد عن عبادة الأوثان واتجه لعبادة وطاعة الله الواحد فلهم البشرى بالجنة وحسن الثواب فى الدنيا والآخرة فبشرهم يا محمد
بشر هؤلاء الذين إذا سمعوا قولا تدبروه واتبعوا أفضل الأعمال هؤلاء الذين هداهم الله وحباهم عقول راجحة
الآيات 19 ـ 20
(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ )
إنك لن تقدر أن تنقذ من كتب الله عليه أنه فى عذاب النار ولا تهديه من بعد الله
أما من كتب لهم أنهم سعداء فلهم نعيم مقيم فى الجنة ، يسكنون قصورا طبقات مبنية عالية ينعمون بأنهار من الخير لا نفاذ لها
وهذا هو ما وعدهم الله به والله لا يخلف وعده
.........
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل الجنة ليتراءون فى الجنة أهل الغرف ، كما تراءون الكوكب الدرى الغارب فى الأفق الطالع فى تفاضل أهل الدرجات " فقالوا : يا رسول الله ، أولئك النبيون ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " بلى والذى نفسى بيده وأقوام آمنوا بالله وصدّقوا الرسل " .