أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير سورة الشورى

تفسير سورة الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 6

( حم *عسق *كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ )

الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل وهى :
قال فيها العلماء عدة أقوال :

1 ـ أن هذا القرآن بنفس حروف الهجاء بلغة العرب ، حتى ينتبهوا لما ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يحدثهم فى امور دنياهم وأخراهم

2 ـ أن هذا القرآن ينزل بنفس حروف الهجاء للغتهم ولم يفهموا معناها بالرغم من براعتهم فى استخدام اللغة

3 ـ ويتحدى البلغاء منهم أن يأتوا بسورة مثلها ، أو آية

فهو أداة إعجاز كما كانت العصاة أداة إعجاز موسى

4 ـ عندما يحدث البلغاء بحروف لم يفهموها فهذا يجذب الأنتباه

فكأنه يقول ( انتبهوا فالأمر جد خطير )


ـ أنزل الله عليك القرآن كما أنزل الكتب والصحف على من قبلك من الأنبياء ، فالله هو العزيز القوى فى أفعاله حكيم فى شرعه
ـ ولله جميع ما فى السموات والأرض من خلق وهو المتصرف فيها وحده ومالكها وقاهرها
ـ ومن شدة العظمة والإجلال توشك السموات أن تنشق
والملائكة يذكرون الله ويحمدونه على أنعمه ويدعون لمن فى الأرض أن يغفر لهم الله ، فمن غير الله القادر على المغفرة والرحمة بعباده
ـ والمشركين الذين عبدوا مع الله إلاها آخر الله هو الذى يحاسبهم على ذلك ويجازيهم وأنت يا محمد ليس بمسئول عن كفرهم ، إنما عليك أن تنذرهم والله وكيل بهم

الآيات 7 ، 8

( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ *وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )

وكذلك : وكما أوحينا للأنبياء من قبلك
أوحينا إليك مثلهم هذا القرآن بلغة العرب الواضحة لتنذر وتبلغ أهل مكة والبلاد التى حولها شرقا وغربا بأن يوم القيامة لا شك فيه وسيكون فريق فى النار ممن كذبوا وفريق فى الجنة وهم من آمنوا بما تنذر به

ولو أراد الله لجعل الناس كلها على شكل واحد إما مؤمنون وإما كافرون ولكن له الحكمة لأن يدخل المؤمنون الجنة بعملهم ويدخل النار المكذبون وأيضا بعملهم وليس لهم من ينصرهم .

الآيات 9 ـ 12
)أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ *فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ *لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

ــ لقد اتخذ الكافرون لأنفسهم أولياء غير الله
فالله هو الولى الحق ولا ينبغى العبادة إلا له وحده
وهو وحده قادر على إحياء الموتى ومحاسبتهم وقادر على كل شئ





ــ وكل شئ تختلفون فيه فحكمه فى كتاب الله وسنة نبيه
فهو الحاكم فى كل شئ و الرجوع إليه فى كل الأمور

ــ فهو ( فاطر ) خالق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما
خلق منكم الذكر والأنثى
وخلق من الأنعام ثمانية أزواج من الذكور والإناث
( يذرؤكم فيه ) ويخلقكم فى الرحم على هذه الصفة ذكور وإناث
وليس مثل الله شئ فهو يسمع ويرى خلقه ويتصرف كيف يشاء وله الحكم والعدل التام



#2

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى

الآيات 13 ، 14

( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ *وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ)

يا أمة محمد قد شرع الله لكم دينكم مثلما شرع لنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ، فأقيموا الدين ولا تتفرقوا لأنه واحد من الله الواحد
ولكن شق على المشركين ما تدعوهم إليه يا محمد من توحيد
فالله هو القادر على الهداية لمن يلجأ إليه

ولكنهم تفرقوا بعد وصول الحق لديهم نتيجة بغيهم وعنادهم
ولولا أن الله قضى بتركهم حتى يوم القيامة لمحاسبتهم لكان أجرى عليهم العقوبة فى الدنيا
ولكن الجيل الذى ورث آباءه دائما يقلد آباءه ويصبح فى شك مخيف وحيرة

الآية 15

( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)

ولهذا فعليك يا محمد بأن تنذر وتدعوا لعبادة الله الواحد كما أمرك الله ولا تطيع الكافرين
وقل لهم آمنت بالله وما أنزل فى القرآن وأمرنى الله لأعدل بينكم
فالله هو خالقنا وخالقكم ولنا عملنا ولكم ما تعملون ولا حجة بيننا وبينكم إلا ما أمر الله به
والله سيجمعنا يوم القيامة ليحاسب كلٌ يوم القيامة وله مصير كلا منا إما الجنة لمن آمن ، وإما السعير لمن كذب وعصى

الآيات 16 ـ 18

(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ *اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ *يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)

والذين يجادلون فى ما أنزل الله المؤمنين ( من بعد ما استجيب له )
ليصدوهم عن الإيمان بالله ، فإن عليهم غضب من الله وحجتهم باطلة ويعذبهم الله العذاب الشديد يوم القيامة .

فالله قد أنزل كتبه بالعدل والحق على أنبياءه
ولا تعلم يا محمد ربما تكون القيامة قريبة فلا يعلمها إلا الله ..... وهذا ترغيب فى الأخذ بما فى القرآن والإطمئنان للنصر على الكفار

فإن الكافرين بيوم القيامة يقولون متى هو ويستعجلونه
أما المؤمنين فهم خائفون منها ويعلمون أنها آتية حقا كما وعد الله ويعملون من أجلها
فالذين يجادلون ( يمارون ) فى القيامة فى جهل شديد لأن من قدر على خلق السموات والأرض قادر على إعادة الموتى .

الآيات 19 ـ 22

( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ *مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ *أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)

الله لطيف بجميع خلقه ويرزق ويوسع على من يشاء ولا يعجزه شئ
فمن عمل بعمل الآخرة يعينه عليه ويجازيه به ويضاعف لمن يشاء الأجر
ومن عمل بعمل الدنيا يؤتيه منه وليس له فى الآخرة من جزاء
ومن شاء الله حرمه من عمل الدنيا والآخرة

وهؤلاء الكفار والمنافقين لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين يا محمد
ويتبعون ما تتلوا عليهم الشياطين ، فهل شرع لهم أصنامهم وشركاءهم هذا الذى حرمه الله عليهم

ولولا أن حدد لهم الله يوم القيامة للحساب لكان عجل لهم العقوبة ، ولكن يوم القيامة لهم العذاب الشديد

حيث ترى يوم القيامة الظالمين خائفين مما سيقع بهم من عذاب
وترى المؤمنين والصالحين فى نعيم الجنات ولهم كل ما يطلبون من الله
وما أعظم من ذلك جزاء .

#3

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى

الآيات 23 ، 24

(ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُور*أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

وهذا الجزاء يبشر الله به عباده الصالحين الذين يعملون الصالحات طلبا لرضى الله
وقل يا محمد للمشركين لا أسألكم على هذه الدعوة و النصح أجرا ، وإنما كل ما أطلبه هو مراعاة ما بينى وبينكم من قرابة فتتركونى أبلغ رسالات ربى ولا تؤذوننى
ومن يعمل حسنة نزيد له فيها حسنا ونضاعف له الثواب
والله يغفر كثير من السيئات

ويقول الجاهلون أنك تفترى على الله كذبا
لو أراد الله لطبع على قلبك ونزع ما فيه من قرآن
ويزيل الله الباطل ويثبت الحق ويوضحه بالحجججججججججججج
والله يعلم ما فى الضمائر والسرائر

الآيات 25 ـ 28

( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ *وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ *وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ *وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )

يقول سبحانه أنه جل وعلا يقبل توبة التائبين ويغفر لهم ويسترهم وهو يعلم جميع ما يفعل العباد جهرا وسرا

ويستجيب لدعاء المؤمنين الذين يعملون الصالحات
ويزيدهم فوق ذلك من فضله
أما الكافرين فلهم يوم القيامة العذاب الشديد

ولو أعطى الله للناس رزقا فوق حاجتهم لطغوا وبغى بعضهم على بعض
ولهذا ينزل الرزق بقدر يعلمه الله لصالحهم فيغنى من يشاء ويفقر من يشاء وهو أعلم بمن يستحق ذلك أو ذاك ، فهو خبير بنفوس عباده

وهو الله الذى ينزل المطر بعد أن يكون الناس قد يئسوا من نزوله فيعم الخير على البلد التى ينزل فيها المطر بعد أن كان أهلها يائسين
فيعم الرحمة والخير على البلد وهو سبحانه الولى المتصرف فى عباده المحمود العاقبة فى جميع أفعاله وأقداره

الآيات 29 ـ 31

( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ *وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ *وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )

ومن آيات الله الدالة على قدرته وعظمته خلق السموات والأرض وما فيهن من ملائكة وإنس وجان ودواب وما فى البحار من أحياء وما فى التربة من أحياء والزروع باختلاف الأشكال والأنواع والطباع والجمادات
والله قادر على جمع الأولين والآخرين يوم القيامة ليحكم بينهم .

وما يصيب الناس من مصائب فهى بما فعلوا من سيئات
والله يعفو عن سيئات كثيرة ولو أخذهم بذنوبهم لهلكوا .

ولن يقدرالناس أن يهربوا من عقاب الله ولا يستطيعون ذلك ، وليس لهم من ينصرهم من حسابه ولن يعجزوه هربا .


الآيات 32 ـ 35

( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ *إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ *وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ )

ومن علامات قدرة الله تعالى تسخيره البحر لتجرى فيه السفنبأمر الله وتجرى فى البحر كأنها جبال ( أعلام )
ولو شاء الله لأسكن الريح حتى لا تتحرك السفن وتظل راكدة لا تروح ولا تجئ على سطح الماء ( ظهره )
وذلك آيات وعلامات لكل شديد الصبر فى الشدائد وكثير الشكر فى الرخاء

( أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير ) : ولو شاء الله لأهلك السفن وأغرقها بذنوب الراكبون فيها ولكن رحمة الله واسعة فهو يعفو ويغفر ذنوب كثيرة .

وليعلم الذين يجادلون فى آيات الله وقدرته أنه ليس لهم من منجى من عذاب الله وقهره لهم .

الآيات 36 ـ 39

( فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ *وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ)

الدنيا حقير شأنها وما فيها وما جمعتم وما حصلتم عليه إنما هو متاع زائل قليل
وإنما ما عند الله وثوابه خير وأعظم قدرا وهو الباقى لمن آمن وعمل صالحا وتوكل على الله

ومن تجنب فعل الآثام والفواحش وإذا غضبوا كان غضبهم لله ويعفون عمن ظلمهم ويصفحون عن الناس
( الإثم هى الخطايا المتعلقة بالفاعل نفسه والبغى هى الخطايا المتعلقة بحقوق الغير والفواحش هى كل ما منه يؤدى إلى الزنا بالقلب أو العين أو اللسان أو الفرج )
والذين اتبعوا رسل الله وأطاعوه وأقاموا الصلاة وهى أعظم العبادات ولا يقرروا أمرا إلا بعد التشاور فيما بينهم ( كالحرب والأمور العامة التى ليس بها تشريع واضح ) وينفقون من أموالهم ولا يكنزونها

( والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون ) : إذا ظلمهم أحد أو اعتدى عليهم فإن فيهم قوة للإنتقام منه وقادرين على ذلك ولكنهم يعفون ويصفحون

الآيات 40 ـ 43

( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ *وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ *إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ *وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)

وشرع الله من أساء لكم فلكم الإعتداء عليه بمثل ما اعتدى عليكم
ومن عفا وأصلح فإن الله لا يضيع أجره لأن الله لا يحب الظلم والظالمين المبتدئين بالإعتداء

ولكن لا حرج بمن انتصر ممن ظلمه بغير زيادة فى الإعتداء ولا عقاب له فى أخذ حقه
ولكن الحرج على من يبدأ بظلم الناس ويسلبهم حقهم ويعتدى عليهم فلهم عذاب مؤلم
ولمن صبر على الأذى وغفر فذلك من عزم الأمور وله الثواب العظيم

الآيات 44 ـ 46

( وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ *وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ *وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ)

من يهدى الله فلا مضل له ومن يضله فلا هادى له
وهؤلاء المشركين عندما يروا العذاب يقولون ياليتنا نرد إلى الدنيا فنؤمن ونعمل صالحا

ويعرضون على النار فى ذلة بما فعلوا من عصيان ينظرون كأنهم يسرقون النظر خوفا من أن يقعوا فيها وهم متأكدون من حدوث ذلك
ويقول المؤمنون إن الخسارة الأكبر لمن خسر أهله وأحبابه وأقاربه ونفسه يوم القيامة وذهب إلى النار
إن الظالمين يوم القيامة فى عذاب لا يخرجون منه أبديا

وليس لهم من ينقذونهم من عذاب الله
ومن أضله الله فليس له من خلاص .

#4

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى

الآيات 47 ـ 48

( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ *فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ )

وبعد أن علم الناس من هول القيامة ادعوهم يا محمد للإيمان والعمل الصالح قبل أن يأت هذا اليوم كلمح البصر ولا ينفع عمل ولا يدفعه أحد
يوم لا منجى من عذاب الله ولا نصير ولا مكان تتنكرون وتستترون فيه

وقل لهم فإن لم يستجيبوا لك فما عليك إلا البلاغ ولست مسئول عنهم
فالإ نسان إذا أصابه نعمة ورخاء يفرح وإذا أصابه بلاء وشدة فإنه يجحد بما سبق من نعم وييأس من رحمة الله .

الآيات 49 ، 50

)لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ *أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)
فالله مالك السموات والأرض وما فيهن وهو المتصرف فيهما فيرزق من يشاء البنات ويرزق من يريد الذكور أو يعطيهم الإناث والذكور ولو أراد أن يمنع الإنجاب فيفعل
فالله يعلم من يستحق هذا ومن لا يستحق ذاك
الآيات 51 ـ 53

( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ *وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ *صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ)

وطريقة كلام الله مع أنبياءه هى أن يوحى إلى نفس النبى بما يريد ولا يشك فى أنه من الله ...... ويسمى وحيا
أو يكلمه دون أن يراه كما فعل مع موسى عليه السلام
أو يرسل رسولا من الملائكة كما نزل جبريل على الأنبياء جميعا
والله حكيم فى فعله وقوله وإرادته
وهكذا أوحينا إليك بالقرآن الذى يحتوى على نور الشرع والإيمان لمن يشاء جل جلاله ليهدى به من يريد إلى الطريق المستقيم

طريق الله وشريعته الذى له ملك السموات والأرض والمتصرف فيهما والأمور كلها ترجع إليه ويحكم فيها كيف يشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .


#5

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى

بارك الله فيك ونفع بك
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#6

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى

رد: تفسير سورة الشورى
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فوائد سورة البقرة مع قصص واقعية ام عبد الاله الرقية الشرعية والسحر
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2025 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
مسابقة عدلات الدينية السؤال الثالث شقاوة آنثى المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 12:06 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل