رد: تفسير سورة الدخان
الآيات 17 ـ 33
(وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ *أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *وَأَنْ لّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ *وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ *وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ *فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ *فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ *وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ *كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ *وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ *كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ *فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ *وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ *مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ *وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ *وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاء مُّبِينٌ)
ومن قبل هؤلاء مشركى مكة اختبرنا مشركى قوم فرعون ( أقباط مصر )
فأرسلنا لهم موسى عليه السلام يطلب منهم أن يسلموا له بنوا إسرائيل ( أحفاد يعقوب عليه السلام ـ وإسرائيل هو اسمه الآخر )
وقال لهم موسى إنى رسول الله أمين على ما أبلغكم به
ولا تتكبروا عن اتباع آيات الله والإنقياد له والتسليم له
فإنى آتى لكم بآيات ومعجزات لأبرهن لكم على صدقى
و أعوذ بالله أن تشتمونى أو تقذفونى بالحجارةوإذا لم تؤمنوا بما أدعوكم إليه فاتركونى ولا تتعرضوا لى والأمر بيننا موكل لله حتى يأت بأمره
وما زادهم ذلك إلا علوا وعنادا فدعا موسى ربه أن هؤلاء القوم مجرمون فانقذنى وبنى إسرائيل منهم
فأمره الله أن يخرج ليلا هو ومن معه من بنى إسرائيل بدون إذن من فرعون لأن قوم فرعون قرروا إيذاءه وقتله
واتجه موسى ومن معه نحو البحر وتبعه قوم فرعون يريدونهم بالأذى والقتل
فلما وصلوا للبحر أمره الله أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر إلى جزئين كل جانب كالجبل العظيم واستوت بينهما الأرض ومهدت للسير عليها
فطلب الله من موسى أن يترك البحر ( رهوا ) أى مفتوحا على حاله ويسير ومن معه
فتردد فرعون وجنوده من المضى وراءهم
فجاء جبريل عليه السلام على فرس ومر أمامهم فتأكدوا من إمكانية المرور
فزال خوفهم وتقدموا ، وفى منتصف البحر عندما نزله جميع الجنود أطبق الله البحر عليهم وغرق فرعون وجنوده جميعا .
وتركوا وراءهم كثير من الزروع والأنهار والآبار والخير الوفير والمساكن الأنيقة ونعم الله التى كانوا يتمتعون وينعمون بها وأموال كثيرة
وكذلك ورثها عنهم قوم آخرين
فلم تكن لهم أعمال صالحة لتبكى علي فقدهم السماء
ولم يكن الله ليتركهم بلا عذاب ولا يؤخرهم بسبب عنادهم وكفرهم وظلمهم
وهكذا نجى الله موسى وبنى إسرائيل من تعذيب فرعون وجنوده لهم وتسخيرهم فى الأعمال الشاقة المهينة
فقد كان فرعون جبار عنيد مسرف فى إهانتهم
فلقد أختار الله بنو إسرائيل على من عاشوا فى زمانهم وأرسل لهم آيات وحجججججججججججج وبراهين ومعجزات اختبارا لمن اهتدى .