رد: تفسير سورة الجاثية
الآيات 24 ـ 26
( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )
يخبر الله عن قول المشركين الذين ينكرون البعث ( الدهرية ) إذ قالوا أنها الحياة الدنيا نموت ونعيش ولا قيامة ولا معاد
( ولا يهلكنا إلا الدهر ) : هؤلاء قوم قالوا أنه لا صانع للكون وأن كل 36 ألف سنة يعود كل شئ إلى ما كان عليه وهذا يتكرر ولا ينتهى وهؤلاء يسمون الدهرية الدورية
ولكن هؤلاء يتخيلون ويتوهمون ولا لهم من علم إلا الظن
وإذا قرئ عليهم القرآن والآيات الواضحة يقولون لو كان صادقا فأتوا بأجدادنا وآبائنا وأحيوهم ثانية
قل لهم يا محمد الله كما ترون يخلقكم من عدم ثم يميتكم ثم يحيكم مرة أخرى ويجمعكم يوم القيامة ولا يعيدكم إلى الدنيا كما تسألون عن آبائكم ولكن العودة تكون يوم القيامة للحساب وهو لا شك فيه
ولذا ينكر الناس لعدم علمهم بهذا اليوم
الآيات 27 ـ 29
( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ * وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
فالله الذى يملك السموات والأرض وما فيهن يحكم فيهم كيف يشاء وهو يملك يوم القيامة الذى يخسر فيه الكافرون المنكرون لله والبعث
ويوم القيامة تكون كل أمة باركة على ركبتيها من الهول والشدة والعظمة لهذا اليوم وما فيه من أهوال تنتظر ما سيكون مصيرها
كل أمة تنادى إلى ماكتب من أعمالها فى كتاب ليس به إلا الحقائق لأن كل ما عملوا مكتوب في كتاب ومسجل عليهم
الآيات 30 ـ 37
( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون * وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ * ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ * فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فالذين آمنوا وأصلحوا وأخلصوا العمل لله فلهم أعظم الجزاء ويدخلون الجنة
أما الذين غطوا الإيمان بالتكذيب ( كفروا ) يقال لهم كانت آيات الله تملى عليكم فاستكبرتم وأجرمتم وأعرضتم عن سماعها
وإذا قال لكم المؤمنون هذه آيات الله فاتقوا الله واتقوا يم القيامة والحساب قلتم لا نؤمن بها ولا نتيقن بحدوثها
وظهرت لهم عقوبة أعمالهم السيئة و أحاط بهم العذاب الذى استهزؤا به
ويقال لهم اليوم لكم العذاب فى النار وتتركون فيها مثلما تركتم الإيمان ولم تصدقوا بهذا اليوم ولم تعملوا له ولن تجدوا من ينقذكم من العذاب
فقد جزاكم الله بهذا العذاب لأنكم سخرتم من حجججججججججججج الله عليكم وخدعتكم الحياة الدنيا
فاليوم لا تخرجون من النار ولا يطلب منكم عتاب بل تجازون بلا حساب
فالملك كله لله المالك للسموات والأرض وكل شئ خاضع له
وهو الغالب الذى لا يغلب الحكيم فى أفعاله وأوامره وشرعه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .