رد: تفسير سورة الفتح
الآيات 11 ـ 14
( سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا *بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا *وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا *وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
فى عمرة الحديبية ذهب النبى وأصحابه إلى خيبر يفتحونها
وتخلف بعض الأعراب
يقول الله تعالى :
يعتذر لك بعض الأعراب عن الخروج معك وجلسوا مع أهليهم وأعمالهم وتركوا المسير معك ومع المؤمنين وقالوا تشغلنا أعمالنا وأشغالنا فاستغفر لنا الله
ولكن يعلم الله أن هذا قول منهم ولا يشغلهم شئ وإنما هم يتراجعون عن الجهاد
فقل لهم لو أراد الله بكم شيئا الذى يعلم ضمائركم فلن يقدر أحد على دفعه عنكم
فتخلفكم ناتج عن النفاق وليس الإنشغال وظننتم أن المؤمنون لن يعودوا ديارهم وسيقتلون
ولكنكم قوم هالكين لأنكم ظننتم بالله السوء
ومن لم يخلص لله عمله فسوف يعذبه فى جهنم
فالله يملك السموات والأرض وهو المتصرف فيهما يعذب من شاء ويغفر لمن أراد
الآية 15
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلا)
هؤلاء الذين تخلفوا عن الجهاد معكم يريدون أن يخرجوا ليأخذوا من الغنائم التى كسبها المجاهدون من جهادهم وصبرهم
فيأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يمنعهم عقابا لهم
ولا يحق للمتخلفين عن الجهاد المشاركة فى المغانم وهذا حكم الله لأهل الحديبية
ويقولون أنتم تحسدوننا على أن لم نخرج معكم وتريدون أن تمنعونا من الغنائم ولكن الأمر ليس كذلك فهم لا يفقهون
الآيات 16 ـ 17
(قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * ليس عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا)
قل يا محمد للذين تخلفوا عن الحديبية إن الله شرع لكم جهاد قوم ذو بأس شديد وقوة لتقاتلوهم إختبارا لإيمانكم وعليكم الجهاد
فإن أخلصتم الجهاد فى سبيل الله وينصركم الله عليهم بالقتال أو التسليم والدخول فى الإسلام
فإن أطعتم الله ورسوله فى ذلك يغفر لكم ويؤجركم بأجر عظيم
وإن تخلفتم كما فعلتم فى الحديبية يعذبكم عذابا شديدا
ثم يذكر الله لمن الأعذار المقبولة وهم الأعمى والأعرج والمريض
ومن أطاع الله والرسول له جنات تجرى فيها الأنهار من كل الخيرات
ومن تراجع فهو فى العذاب فى الدنيا والآخرة
الآيات 18 ، 19
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
كان عدد الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى أرض الحديبية تحت شجرة فيها تسمى سمرة 1400 مؤمن والبيعة تسمى بيعة الرضوان
ويخبر الله تعالى فى هذه الآية عن رضاه عن هؤلاء المؤمنين لما علم من صدق فى قلوبهم فأنزل عليهم السكينة والطمأنينة وأثابهم صلحا وفتح خيبر وفتح مكة ثم البلاد الأخرى وجعل لهم العزة والرفعة فى الدنيا والآخرة والغنائم الكثيرة