الآية 15
(أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ )
ويقول سبحانه هنا أفعجزنا عن خلق كل هؤلاء الأوائل حتى يكون عندهم شك فى الخلق بعد الموت
أى لم نعجز عن الخلق الأول ولن نعجز عن إعادتهم بعد الموت ليوم القيامة
الآيات 16 ـ 18
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ *إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ *مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
يقول سبحانه أنه خالق الإنسان وهو الذى علمه ويعلم جميع أموره حتى لدرجة أنه يعلم ما يدور فى نفسه دون النطق به
وملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده الذى يسرى فيه دمه
فهناك ملكين يجلسان مترصدان عن يمين ويسار كل إنسان يكتبون كل ما يفعل ويقول ولا يترك كلمة ولا حرف
الآيات 19 ـ 22
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ *وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ *وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ *لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
وجاءت سكرات الموت التى كشفت عن الحقيقة واليقين ، وهذا الذى كنت تهرب منه ولا محالة فقد أتى
وانتهى الزمن بالنسبة لك فلحظات وينفخ فى الصور ( البوق ) ويقال هذا يوم القيامة الذى وعدكم الله
وتحضر الأنفس ومع كل نفس ملك يسوقها ويشهد علي أعمالها وكتاب به كل أفعالها
هذا اليوم واللقاء الذى كنت غافلا عنه فهاأنت قوى البصر ( حديد ) وترى يوم القيامة الذى كنت تؤجل الإستقامه لحين يأت ويكذب به الكافرون
الآيات 23 ـ 29
(وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ *أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ *مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ *الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ *قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ *قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ *مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ)
ويقول الملك الذى يسوق الإنسان القرين من الملائكة هذا فلان الذى وكلت به قد أحضرته
ويقول عن الكافر هذا كان كافر عنيد فألقياه فى النار فهو كان معاندا للحق معارض بالباطل
وهو كان لا يؤدى ما عليه من واجبات ويمنع الخير ويتعدى الحد فى أمره
وقد أشرك بالله وجعل معه آلهة أخرى فعذبوه فى النار
ويقول كذلك قرينه من الجان الذى أغواه أنا برئ منه وما أضللته وإنما هو الذى كان ضالا قابلا للعمل بالباطل
فيقول الله لهذا الإنسان وقرينه من الجن لا تختصمان ولا يلقى بعضكما الذنب على الآخر فقد أرسلت لكم الرسل والمبشرين وضللتم وكذبتم
قد قضيت بينكم ولا يبدل عندى القول
فالله لا يظلم أحد وكل فرد يحاسب بعمله
الآيات 30 ـ 35
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ *وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ *هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ *مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ *ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ *لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
يلقى الكافرون والمشركين والطغاة والعاصون فى نار جهنم ويقال هل امتلأت واكتفيت ؟ فترد النار وتقول هل من زيادة فأنا أريد أكثر
وذلك من شدة حنقتها على الطغاة
ثم تقرب الجنة من المؤمنين و تدخل أهل الطاعات والمؤمنين الجنة ويقال لهم هنيئا فهذا جزاء التائبين المتقين الذين يحفظون العهد مع الله ويخشونه بالغيب ويستغفرونه وجاءوا اليوم بقلب سليم خاضع ،
ادخلوا الجنة سلمتم من عذاب الله ولكم كل ما تتمنون خالدين فى النعيم
الآيات 36 ـ 37
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ *إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)
يقول تعالى أنه من قبل هؤلاء الطغاة كانت هناك قرونا على الضلال أهلكها الله وقد كانوا أشد ظلما وقوة وساروا فى البلاد يطلبون الأرزاق وطافوا فى البلاد أكثر مما طفتم أنتم ولكن لم يعجزوا الله
وهذا فيه عبرة لكل من كان عنده عقل مفكر ، واستمع للقول وشهد بقلبه عليه .