الآيات 57 ـ 62
(نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ)
ويرد سبحانه على المكذبين بالأدلة ويشير إلى أدلة قدرته وأنه الذى خلقهم لعلهم يتوبون فيقول
أنظروا إلى النطفة التى نخرجها من منى الرجل لنقرها فى الأرحام لنخلق منك رجال ونساء ، هل أنتم الذين خلقتموها أم الله الخالق
ولقد صرفنا الموت بينكم وما نحن بعاجزين على أن تغير خلقكم يوم القيامة ونوجدكم فى صفات أخرى وأشكال وأحوال جديدة
مسبوقين : عاجزين
أمثالكم : أشكالكم وصفاتكم
ويقول لقد رأيتم كيف خلقناكم بعد أن لم تكونوا شيئا ، وجعلنا لكم السمع والأبصار والقلوب والعقول ، فهل تتذكرون ذلك
إن الذى أنشأ النشأة الأولى قادر على أن ينشئ النشأة الأخرى وهى أهون عليه
الآيات 63 ـ 67
(أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)
يقول الله هل رأيتم شق الأرض وإثارتها والبذر فيها ( تحرثون ) هل أنتم الذين تنبتون الزرع إنما عليكم الحرث وعلى الله الإنبات ( الزارعون )
ويقول لو أراد الله ما أنبته ( زرعه ) وجعله حطام ويبس وما نبت
( فظلتم تفكهون ) لكنتم تتحسروتنوعون فى كلام الحسرة وتقولون إنا غرمنا فى حراثته ، إنا لمولع بنا ، إنا معذبون إنا لملقون فى الشر إنا حرمنا خيره .
ما يفعله الزارع هو الفلاحة يعنى الحرث أما يزرع تعنى ينبت الزرع والذى يقوم بالزرع هو الله
الآيات 68 ـ 70
( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)
هل نظرتم إلى الماء العذب الذى تشربونه ، هل أنزله الإنسان من السحب أم الله الذى أنزله
لو أراد الله أن يجعله مرا ( أجاجا ) لجعله ولا صلح لشرب ولا زرع ، فهل تشكرون الله على إنزاله وجعله عذبا حلو المذاق تشربونه وتزرعون به
الآيات 71 ـ 74
( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ * فسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)
هلا نظرتم إلى النار التى تقدحونها وتستخرجونها من أصلها
إن الله الذى جعلها واستخرجها من حرق الخشب أو من شجرها
فقد كان للعرب شجرتان إحداها تعرف باسمالمرخ والأخرى تعرف باسمالعفار فإذا حكت غصنان منهما تناثر بينهما الشرر
وهذه النار جعلها الله تذكرة بالنار الأخرى ( جهنم ) للمقوين ـ أى المسافرين أو المستمتعين فالغنى والفقير يحتاج النار للطبخ والإضاءة وغيرها من الإستعمالات
ويأمرنا الله بأن نسبح بعظمته الذى خلق كل هذه الأشياء وسخرها لنا
الآيات 75 ـ 82
(فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)
وهنا يقسم الله بمواقع النجوم ( فإذا علمنا العظمة التى خلق الله بها النجوم من كتل غازية تحدث بها تفاعلات وثورات نووية واندماجية وانشطارية وتخرج منها اشعاعات مدمرة وأن هذه الجبابرة من النجوم كلا منها يحتل موقع لو اختلف لفقد الكون اتزانه واشتعل وتدمر وهذا عظمة لله فى خلقه وتدبيره للكون لا مثيل لها ) ـــ يقسم جل وعلا بالللام الزائدة على القرآن الكريم الذى ينكرونه ليؤكد أنه من كلام الله نزل به الوحى الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا القسم العظيم يدل على عظمة ما يقسم عليه وهو القرآن الذى لا ينبغى أن يمسه إلا المطهرون من الملائكة ومن الناس المطهرون جسميا من الجنابة والحدث ونفسيا من الشرك والضلال والعصيان وهذا القرآن كتاب موقر معظم
وهو منزل من رب العالمين
ويؤنب الله المكذبون ويسخر منهم ويقول هذا الذى تدهنون أى تساومون على الميل فيه وتجعلون رزقكم أى شرككم بالتكذيب له بدلا من الشكر
الآيات 83 ـ 87
(فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * ترجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
يقول تعالى : إذا بلغت الروح الحلق عند الإحتضار للموت وأنتم تنظرون للمحتضر وهو يعانى سكرات الموت والملائكة أقرب إليه من وريد الدم فى جسده ولا ترونهم فهل تستطيعون إرجاع الروح للجسد
فإذا كنتم غير مصدقين ( مدينين ) بالبعث فارجعوا هذه النفس إلى مقرها بالجسد