رد: تفسير سورة المجادلة
الآية 11
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
يؤدب الله عباده المؤمنين ويعلمهم السلوك الحسن فى التعامل مع بعضهم البعض فيقول :
إذا قيل لك اتسع فى المجلس عليك أن توسع
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا "
وإذا قيل انهضوا للقتال أو إلى عمل الخير فأطيعوا
وهذا ليس بنقص للحق ولكنه رفعة للدرجات عند الله ولا يضيع أعمالكم التى يعلمها الله ويجازى عليها
الآيات 12 ـ 13
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (
يأمر الله المؤمنين بأن إذا أراد أحدهم أن يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدثه بأدب وتوقير وأن يتقدموا بالصدقات لتطهرهم ويكونون أهلا لهذه المناجاة
ثم يرخص فيمن لا يجد صدقة يتقدم بها لله بسبب فقره أن يستثنى من ذلك
ويقول أنتم خفتم من استمرار الأمر بالصدقات عند مناجاة الرسول ( لأن لم يعمل بالآية سوى على بن ابى طالب ) فنسخها وتاب على المؤمنين
وقال : التزموا بآداء الصلاة على وجهها ودفع الزكاة وطاعة الله ورسوله
والله يعلم أفعالكم جميعها .
الآيات 14 ـ 19
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ *اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
وهؤلاء المنافقين الذين تولوا الكفار سرا وهم فى حقيقة الأمر ليسوا مع المؤمنين وليسوا مع الكفار
وهؤلاء المنافقون يقسمون كذبا وهم يعلمون أنهم كاذبون
وهذا هو اليمين الغموس فإذا لقوا المؤمنين والرسول حلفوا أنهم مؤمنون وإذا لقوا الكفار حلفوا أنهم يناصروهم ويكذبون وهم يعلمون أنهم كاذبون
وهؤلاء أعد الله لهم العذاب الشديد المهين
فهم يقسمون بالكذب ليحموا أنفسهم وأموالهم من الكفار ومن المؤمنين ولكن لن تنفعهم أولادهم ولا أموالهم وهم فى النار والعذاب خالدين ولن يحموا أنفسهم من الله
ويوم القيامة حين يجمعهم الله وسيحلفون له أيضا كذبا كما كانوا يحلفون للمؤمنين ويظنون أنهم كانوا على الطريق السوى
ملك الشيطان قلوبهم ونسوا أن يذكروا الله ، فهم حزب الشيطانوليس لهم إلا الخسارة
الآيات 20 ـ 22
)إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ *كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ *لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
هؤلاء الذين يعاندون الله ورسوله وينتهون عن الطاعة هم أشقياء مبعدون عن الصواب مطرودين من رحمة الله
لأن الله حكم بأن ترتفع كلمته فوق أعناق المنافقين والكافرين ويغلب أمره هو ورسله فهو عزيز قوى الجانب لا يقهر
والمؤمنون حقا لا يتوالون الذين شاقوا الله ورسله ولو كانوا أقربائهم أو أبنائهم
والذين لا يوادون الكفار هم الذين ثبت الله قلوبهم على الإيمان وزينهم بروح طيبة وعوضهم برضا الله عنهم وأرضاهم بنعيم فى الدنيا والآخرة
وهؤلاء هم حزب الله الفائز بالسعادة والنصر والجنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .