أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي طفلك والخوف

طفلك والخوف

كم منا اليوم يستطيع أن يقول بمنتهى الصدق إنه كان شجاعا في طفولته،
وأنه لم يكن يعاني من «الخوف من الأماكن المظلمة»

ولكن هل هذا أمر طبيعي يجب أن يكون في كل طفل؟
وهل له من إيجابيات أو سلبيات على المدى القريب أو البعيد؟
وما الذي بإمكان الأم أو الأب فعله لتخفيف تلك المخاوف لدى الطفل وإعانته على التغلب عليه؟

يتوقع بعض الناس أن الأطفال لا يجب أن يكون لديهم خوف حقيقي،
ولكن بالطبع لدى الأطفال تلك النوعية من الخوف"

والخوف، في الواقع، جزء طبيعي من حياة كل الناس،
وغالبا ما يبدأ حين محاولة عمل شيء جديد أو اكتشاف مكان جديد،
أو أي شيء لم تسبق تجربته واختباره وعبوره، أي الشيء «المجهول».

والأطفال، هم أكثر الناس مرورا بهذه النوعية الجديدة من التجارب،

أن الخوف من الظلمة يبدأ بالظهور والسيطرة على ذهن الطفل،
عندما يكبر في العمر وتبدأ لديه ملكة وحس التخيل imagination.

وعادة ما يصيب الأطفالَ الخوف من «الأماكن المظلمة في البيت»
وهم في عمر سنتين أو ثلاث سنوات.
أي حينما يبدأون في امتلاك حس التخيل دون أن يمتلكوا في نفس الوقت حس التمييز والإدراك
للتفريق بين الأشياء، وبخاصة بين أوهام خيال اليقظة fantasy والحقائق الواقعية.

وإذا ما أضفنا إلى هذا أن دماغ الطفل عبارة عن صفحات فارغة لم يكتب فيها الكثير بعد،
وأن الطفل ليس لديه الكثير من الأعباء والهموم
التي تشغل الذهن وتشتته عن التفكير بالأشياء من حوله،
وأن الطفل يبقى ينظر إلى أركان الغرفة المظلمة وهو وحيد بالليل إلى حين نومه،
تجتمع لدينا عدة أسباب منطقية لسيطرة هذا الشعور بالخوف لديه.

مصدر الخوف

والملاحظ أن هناك نوعين من الخوف الظلمة والأماكن المظلمة.

النوع الأول، نوع طبيعي، موجود لدى الكبار والصغار، وهو الخوف من المجهول.
وفي المجهول المظلم قد يكون ثمة شيء يمكن أن يتعثر المرء به في أثناء المشي،
أو أن يصطدم بشيء يؤدي إلى وقوع أشياء أخرى عليه، وغير ذلك من الاحتمالات.

وهذا خوف جيد ومفيد ويعين المرء على السلامة، كقول المثل: «مَن خاف سلم».

والمشكلة هي في النوع الثاني، الذي يعاني منه ملايين الأطفال،
وهو الاعتقاد بأن في تلك الظلمة شيئا ما مخيفا وخطرا ومؤذيا،
وأنه سيهجم عليهم متى دخلوا إلى تلك الأماكن.

وهنا تسأل الأمهات والآباء:

كيف دخلت إلى دماغ الطفل فكرة أن هناك حقيقة وحش أو بعبع في أي مكان تلفه الظلمة؟

ويرى كثير من مصادر طب نفسية الأطفال، أن لبعض من نوعيات البرامج التلفزيونية،
والأفلام السينمائية، والقصص، وألعاب الفيديو،
دورا محوريا مهم في نشر وترسيخ فكرة الخوف من الأماكن المظلمة لدى الطفل.

التلفزيون والقصص

عند الحديث عن الخوف من الأماكن المظلمة، فإن التلفزيون من أسوأ المتسببين بهذه المشكلة
لدى الأطفال. والوالدان لا يدركان كم يتأثر الأطفال بما يُعرض على شاشات التلفزيون.
وصورة ومناظر الأشياء المخيفة،
والأصوات المصاحبة لها خلال العرض التلفزيوني للقصص الخرافية أو الواقعية المخيفة،
كلاهما يعملان كعوامل إثارة وتنشيط الخوف والشعور به كحقيقة واقعية يعيشها دماغ الطفل وتفكيره.

وما قد لا يثير البالغين أو لا يبعث فيهم الخوف، بل قد يبعث بعضهم على الضحك،
هو في الحقيقة عكس ذلك، لأنه قد يثير الرعب والهلع لدى الطفل،
الذي لا يبدي ذلك لمن حوله خلال مشاهدة التلفزيون.

أن غالبية الآباء والأمهات لا يشرفون على نوعية ما يُسمح للطفل بمشاهدته من البرامج التلفزيونية.
ولذا قد يشارك الطفل الصغير أحد إخوته الكبار في مشاهدة برامج لا تناسب عمره مطلقا.
وسواء كان البرنامج التلفزيوني يعرض قصة خرافية جديدة، أو حتى يعرض أحد أفلام الكارتون،
فإن الخبراء لا يزالون يرون التلفزيون مصدرا زاخرا بأسباب بعث الخوف لدى الطفل.

وكتيبات القصص المصورة أو المقروءة، مصدر آخر لبعث الخوف بالليل لدى الطفل.
ولأن خيال الطفل نشط وخصب ولا يملك التمييز أو إدراك الفروق،
فإن تلك الصور والأفكار قد تعود إلى ذهنه حينما يكون وحيدا في ظلمة الليل.
وتختلط لديه صور الوحوش الغريبة الشكل أو الساحرات ذات الشعور الطويلة،
بأشياء غير واضحة له في الغرفة، وتنشأ خيالات مرعبة لا يمكن حتى للطفل نفسه وصفها لاحقا.

ويضاف إلى هذين الأمرين أمر مهم آخر يقع فيه البعض،
وهو ذلك السلوك الغريب والعجيب الذي ينتهجه بعض الأمهات والآباء في «ترويض» أبنائهم
أو بناتهم، عبر تهديدهم بأنهم إذا لم «يسمعوا الكلام» فسيأتي «الغول» بالليل ليأكلهم،
أو أنهم سيُحبَسون في «غرفة الفئران»،
وغير هذا من حماقات أساليب تربية الأبناء والبنات.

حلول لمشكلة خوف الطفل

أول وأفضل ما يمكن للوالدين فعله هو التواصل مع الطفل، واحترامه، وإظهار الصدق له
في تفهم خوفه ومعاناته منه.
وأسوأ ما يمكن للوالدين فعله هو الاستهزاء بخوفه، وإخبار إخوته بذلك، وتعنيفه على قلة عقله، وإظهار الاستخفاف به ووصفه بالضعف.

«لو أنك تتواصل مع الطفل دائما، فإن الطفل سيدرك ما تتحدث عنه حول الخوف من الظلمة.
وكن محترِما له، ولا تقل له بأن هذا الخوف شيء سخيف.

وهذا الأسلوب إضافة إلى أنه لا يساعد الطفل على التغلب على المشكلة،
فإنه يبعث على مزيد من الخوف والشعور بالذنب والخجل من النفس.

ويمكن، ببذل شيء من الجهد، تخفيف هذه المشكلة لدى الطفل، أو إزالتها عنه كلية.
علي رغم أن غالبية الأطفال لديهم درجات متفاوتة من «خوف الأماكن المظلمة»،
وبخاصة في مراحل النمو، فإن المشكلة يمكن حلها مهما كان السبب.

وهناك عدة عناصر لهذا:

1- الهدوء في الحديث مع الطفل حول الخوف، وإعطاؤه شيئا من الآمان في قدرة التغلب عليه.
وهذا ما يحصل بالاستماع إليه وتواصل الحديث معه،
وإخباره أن الخوف شيء طبيعي ومتوقع من أشياء حقيقية.

وعلى الرغم من معرفتنا كبالغين أن الغول والوحوش العجيبة لا وجود لها،
لكن الطفل لا يستطيع بسهولة أن يتصور غباء وسخافة اعتقاد وجود مثل تلك الأشياء المخيفة، خصوصا عند فهم ما تقدم ذكره حول المصادر الكثيرة لدخول مثل هذه الأفكار المخيفة إلى ذهنه وتفكيره.

طبيعي أن يزداد خوف الطفل في الليل، وعند النوم.
وطبيعي حينها أن يبدأ الطفل بإبداء حاجته إلى أمه ورغبته أن يكون معها،
وتحديدا أن ينام لديها في سريرها.

والمطلوب من الأم أن تظهر للطفل القرب منه وإحاطتها له بالرعاية وصدق إحساسها بما يعاني منه، ومن الجيد إفهامه أن من الطبيعي أن يبحث عن أمه والآمان لديها، وأن أمه ستكون معه وبجواره.





ولكن على الأم أن لا تتمادى في الاستجابة لطلباته، وتحديدا النوم لديها.
وعليها أن تقاوم هذا الطلب برفق ولطف، لأن النوم لديها لن يحل المشكلة.

قدّمي ما يُشعِر الطفل بالأمان الحقيقي والقوة لإزالة الخوف. كأن يخبر بأن أمه ستكون بجواره،
ويسأل الطفل هل يريد من الأم أو الأب أن يتفقدوه من آن إلى آخر.
وأن يعطى أي شيء يطلبه ليضعه بين يديه كي يشعر بالأمان،
كالبطانية أو إحدى الدمى أو إضاءة خافته بالغرفة أو غير ذلك. المهم أن يبقى في سريره لينام.

ومن الخطأ مخاطبته بالقول:
«سأبحث تحت السرير لأثبت لك أنه لا توجد وحوش،
أو لو كنت ولدا عاقلا ومستقيما لما خفت من الغول»،
لأن هذا يمنح الطفل بشكل غير مباشر شعورا بأن لخوفه أساسا
أو أن الشيء الذي يخاف منه ممكن أن يكون موجودا حوله.

ويمكن لو اضطُرّت الأم مثلا أن تتفقد خزانة الملابس،
لا لتثبت له أن ليس فيه غول، بل لتريه ملابسه وأحذيته وغير ذلك مما فيه.

اطلبي مساعدة الطبيب، إذا لم تفلح لبضعة أسابيع تلك الحلول والرعاية



إظهار التوقيع
توقيع : مايا علي
#2

افتراضي رد: طفلك والخوف

تسلمى يا قمر على مجهودك الرائع
إظهار التوقيع
توقيع : رتوجى
#3

افتراضي رد: طفلك والخوف

يسلمو يااختي
#4

افتراضي رد: طفلك والخوف

الف شكر

إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#5

افتراضي رد: طفلك والخوف

شكرا لكى


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بدء الطعام لطفلك الرضيع اوزاريس العناية بالطفل
تغذية طفلك ملف هام لكل ام شوشو السكرة العناية بالطفل
مراحل تطور الطفل: المشي ، كيف تساعدين طفلك على تعلم المشي ، مراحل مشي الطفل نَقاء الرُّوح العناية بالطفل
طفلتي تعاني من المغص الحاد ماذا افعل لولو حبيب روحي العناية بالطفل
لماذا يبكي الأطفال؟7 أسباب لبكاء الطفل وكيفية تهدئته(1) الملكة نفرتيتي العناية بالطفل


الساعة الآن 05:43 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل