رد: تفسير سورة القلم
الآيات 34 ـ 41
)إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ *أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ *مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ *أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ *إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ *أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ *سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ *أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ )
يقول تعالى :
إن المتقين لهم الأجر العظيم عند الله
ولا مساواة بين المسلمين والكافرين
فكيف تظنون ذلك ؟
فهل عندكم كتاب من السماء يشهد بذلك وينطق بحكم مثل هذا
أم عندكم مواثيق بهذا ؟
أم عندكم عهود من الله بأنكم على حق ؟
قل لهم من المتكفل بذلك منهم ؟
أم لهم شركاء من الأصنام فلو صدقوا فليأتوا بهم .
الآيات 42 ـ 47
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ *خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ *فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ *وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ *أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ *أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ )
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد فى الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا "
وقال الصحابة رضوان الله عليهم أن المقصود بالساق هى الشدة والكرب يوم القيامة
وهؤلاء الذين تكبروا فى الدنيا أذلاء يوم القيامة كلما أراد أحدهم السجود من شدة الخشوع تعود ظهورهم إلى أقفيتهم ، فقد دعاهم الله للسجود فى الدنيا ولكنهم تكبروا وأبوا
فدعك يا محمد من المكذبين واترك أمرهم لله العزيز المقتدر ، فسوف يستدرجهم الله وهم لا يشعرونويظنون أنهم فى كرامة من الله
وسوف نؤخرهم ولمن كذب فتدبير الله عظيم
( إنالله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )
فأنت يا محمد تدعوهم إلى الله بدون أن تطلب منهم أجر يثقل عليهم وكذلك لا يعلمون الغيب كى ينكروا .
الآيات 48 ـ 52
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ *لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ *فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)
يا محمد اصبر على أذى قومك فالله سيجعل لك العاقبة ، ولا تتفعل مثلما فعل يونس الذى نفر من تكذيب قومه فأكله الحوت
فلولا أنه تراجع عن ذنبه فى عدم الصبر وأنعم الله عليه بالمغفرة فأخرجه من بطن الحوت لهلك
وانظر يامحمد أصابك الكفار بالحسد وأذى العين وقالوا عنك مجنون ولكنه قرآن كريم من رب العالمين وتذكرة لمن يعتبر
أسباب نزول الآيات :
1 ـ أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أى يصيبوه بأذى العين ) فنظر إليه قوم من قريش فقالوا : ما رأينا مثله ولا مثل حججججججججججججه
وكانت العين فى بنى أسد حتى إذا كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها ثم يقول يا جارية خذى المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه البقرة فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر وتباع
2 ـ كان الرجل من العرب يظل لا يأكل يومين وثلاثة ثم تمر به الغنم فيصيبها بالعين فتسقط ثم يأخذ منها ويأكل
وأراد الكفار إصابة الرسول ليتخلصوا منه بأذى العين ، فأنزل الله الآيات يخبره
وأنزل له المعوذتين للشفاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .