انا بنت مصرية اسمي ياسمين الصباغ.... رحت ميدان التحرير علشان فى حياة كل حد فينا حاجة مستعد يعمل كل حاجة علشانها... ويموت علشانها... يبقى أكيد مفيش حاجة أغلي من بلدي..... كان شباب ?25 يناير بيجهزوا لجمعة الغضب، جالي إيميلات كتير من أصحابي بتأكد ضرورة المشاركة في المظاهرة، فضلت 3 أيام أفكر في الطريقة اللي تخللي ماما توافق على خروجي، فكنت باشغل التليفزيون علي القنوات اللي بتعرض إنجازات الشباب من بداية الثورة وأحاول أشحن طاقة بابا؛ علشان يديني فرصة عمري للاشتراك في مظاهرة، حذرني من خطورة المشاركة، وأكد لي إن السحل والضرب والخطف هيكونوا أسلوب التعامل مع المتظاهرين، ده إذا ما كانش ضرب النار واحد من الحلول المطروحة لفض المظاهرات وإجهاضها. في النهاية وافق بابا وسكتت ماما ..... كلمت صاحبتي وقلت لها إني مستنياها قدام دار القضاء العالي... بوست بابا وماما وشلت شنطتي وخرجت....
خرجت من بيتى ورحت ميدان التحرير وأنا سعيدة وكل ما أقرب خطوة قلبي يحس بفرح أكبر وأكبر كنت رايحة علشان كرامتى وكرامة كل واحد فى بلدنا رايحة أهتف وأقول كلمة حق وأحس إنى حرة... رايحة لأمل طموح وحلم إنى أشوف بلدي أحسن بلد فى العالم وما يبقاش كلام أغانى وبس... أحلى بلاد الدنيا مصر وهتفضل أحلى بلاد الدنيا مصر... وعلشان إحنا أطيب ناس في العالم عاوزة نبقى أفضل ناس فى العالم.
رحت علشان مش عاوزة أشوف فى مصر الجوع والاحتياج والناس الضعيفة والناس اللي عايشة وسط الزبالة... رحت علشان أحس بآدميتى وأقول لكل مصري ومصرية ما يفرطش فى حقة كإنسان... وأننا لازم نكون أحرار... وعلشان أعلم إبنى اللي جاي إزاي يكون حر... لأن بلدنا مش أقل من أى بلد وربنا مديها بحرين ونيل عظيم وناس عظيمة هم خير أجناد الأرض... علشان كده رحت أنا وملايين وعندنا نفس الأمل.
وبالفعل قابلت صاحبتي ورحنا الميدان اللي كان مليان متظاهرين وسط القنابل المسيلة للدموع اللي نازلة عليهم زي المطر، ده غير الطلقات المطاطية، ما خوفتش، وفضلت أهتف، وفجأة ... لقيت المباني اللي حوالينا بتولع، وأشخاص بملابس مدنية بيضربونا بوحشية وبيسحلوا صاحبتي اللي حاولت أنقذها..... لكن.... حسيت بعصا غليظة بتخبطني علي راسي.... بعدها اتحولت كل الدوشة اللي حواليا لهدوء وصمت تام.... مفيش غير إحساس جميل إني انتصرت..... إن اللي ضربني علي راسي وقتلني أحيا الثورة وكتب لها الخلود.... حسيت إن شجرة الأمل اللي كان نفسي أزرعها في بلدي كبرت ورعرعت.... غمضت عنيا علشان أشوف أحسن.... أشوف الصورة أوضح.....
أنا النهاردة مش فى مصر بس شايفاها بروحى بقت حرة... والبلطجية اللى ضربونى على راسي وبقيت شهيدة ما قدروش يمنعوا روحي إنها تحوم حوالين ميدان التحرير......
ولكل أهلى وأخواتى فى كل حتة فى مصر إحنا بنحملكم رسالة ووصية وعاوزين منكم وعد... إحنا عملنا كده علشان مستقبل مصر اللي بين إيديكم دلوقتى...حافظوا عليها وحققوا حلمنا وكملوا اللي بدأناه... وأوعوا نشوف حلمنا بيضيع ولا نشوف مصر بترجع لورا تانى... ده فى إيديكم وكلكم مسؤولين صغار وكبار كل واحد فى مدرسته مهمته يذاكر ويكبر فى مجاله علشان يشتغل صح ويعمر بلدنا وكل واحد فى شغله مهمته يشتغل بضمير ويحقق حاجة تشرف مصر وتقدمها لغاية ما نوصل بيها لبر الأمان وأنتم معاها... مش عاوزين نشوف مصر محتاجة تانى ولا أسيرة وتابعة لأى حد أقوى منها ... مصر لازم تفضل أقوى بيكو وليكو ولأولادنا.
دي آخر رسالة مني... لو نسيتوني ما تنسوهاش... وخلوا مصر فى عينيكم.