رِسَالَة إلى كل من داهمت حياتهام الهموم والغموم وتكالبت عليهم الأحزان.
إلى كل من اسودت الدنيا بوجهها وأظلمت الآفاق فلم تعد ترى للسعادة نور ولا للفرحة بصيص أمل فانطوت على نفسها تندب الحظ وتلعن الظلام.
إلى كل من تعسر أمره في هذه الدنيا سواء أكنت ذكراً أم أنثى صغيراً أم كبيراً شاباً أم فتاة صغر همك أم كبر تعلق بالدنيا أم بالآخرة.
إليكم أخواتي أبعث تجربتي عبر رسالتي وأسكب كلماتي وأنثر عباراتي وأدلكمِ على الطريق المنقذ من وحشة الهموم وظلمة الغموم وسواد الأحزان عل الله أن ينقذني بها من جحيم الآخرة وعذابها كما كنت سبباً في إنقاذكم من جحيم الدنيا وعذاباتها.!
أخواتي كونوا مع الله في الرخاء يكن معكم في الشدة.!!
تذكروا كل ما يحبه ويرضاه وافعلوه وتجنبوا كل ما يكرهه و يغضبه ويسخطه عليكِم.!!
اجعلوا قلبكم موقناً بأن الله معكم في كل أحوالكم .
وثقوا به ولا تثقي بغيره واستشعروا وقوفه إلى جانبكم في السراء والضراء.
إن أصابتكم حسنة فاحمدوه واشكروا له واسجدوا بين يديه ولا تترددوا في إظهار شكركم له أمام البشر .
وإن أصابتكم مصيبة فاسترجعوا واستغفروه وتوبوا إليه وقولم : اللهم لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك.!!
قد يتخلى عنكِم كل شيء في هذه الدنيا ويبقى الله معكِم فكونوا مع الله يبقى معكِم كل شيء.!!
أكثري من الإستغفار على أي حال كنتِم وفي أي مقام واجعلوا قلبكم معلقاً بالله ولسانكمِ رطباً بذكره.!!
داومي عليه بعد كل صلاة مكتوبة أو نافلة وقبل النوم واجعلوه آخر ما تقولوا من الكلام وأكثروا أكثروا منه ما استطعتِم .
فوالله لن تشعروا بتعب ولا نصب بل بسعادة غامرة وأنس بالله.!!
وستفتح لكمِ أبواب السماء إذا ما أخلصتم النية وصدقتم القول وابتغيتم وجه الله وسيصلح حالكِم وسيفتح الله لكِم أبواب رزقه وستأتيكِ الدنيا وهي راغمة.!!
يقول الله تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }. سورة نوح.!!
كونوا على طهارة طوال يومكِم وتوضؤا بعد كل حدث ولا تتهاونوا بهذا الأمر اغسلوا خطاياكِم بالوضوء وطهروا أعضائكِم بالمداومة عليه .
فهو المعين على تحسين حالة المزاج وهو منشط للبدن ومقوي للقلب حتى يستعد البدن للطاعة ويداوم على العبادة وهو مذهب للخمول والكسل وطارد للوساوس والأفكار الرديئة وكما أنه طهارة للبدن فهو طهارة للقلب والعين والأذن والأنف وسائر الأعضاء من الخطايا والآثام التي نرتكبها دون علم .
بعد أن أحدقت بنا الفتن والمغريات وأحاطت بنا المنكرات واستحوذت علينا الشبهات فآل حالنا إلى ما آل إليه .!!
أكثروا من قراءة القرآن والإستماع إليه خصوصاً سورة البقرة .
وابتعدوا عن سماع الأغاني وفعل المنكرات ومشاهدة القنوات الهابطة والمسلسلات والأفلام .
واستعيضوا عنها بما ينفعكِم في دنياكِم وآخرتكمِ .
وإن بحثتوا عنه فستجدوه بين أكوام هذه القنوات التي امتلأت بها البيوت فقضت على كل ما هو جميل فينا
فالقرآن شفاء وراحة وطمأنية قلب .
يقول الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُج)
لا تفرطوا في النوافل من الطاعات كصيام يومي الأثنين والخميس والأيام البيض والست من شوال ويوم عاشوراء ويوم عرفة.
ومن الصلوات كالسنن الرواتب وصلاة الوتر وصلاة الضحى.
فالله عز وجل يحب أن نتقرب إليه بالنوافل كما نتقرب بالطاعات وهو الكريم الذي لن يمنع عنا عطاؤه ولن يبخل بجوده وسخائه.
يقول عبد الله بن عمر: [ حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح ].
ويقول صلى الله عليه وسلم عن صلاة الضحى : [ يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة.
وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ] ووقتها يبدأ من إرتفاع الشمس إلى وقت الزوال أي من بعد طلوع الشمس الى قبل آذان الظهر تقريباً بربع ساعة بتوقيتنا الحالي وأفضله وقت اشتداد الشمس ومضي ربع النهار .
إذا اختلى الناس بأحبابهم في ظلمات الليالي واستأنسوا بلقياهم ومناجاتهم فاجعلوا خلوتكِم لله و بالله واستأنسي بلقياه وأطيلي الوقوف بين يديه وتلذذوا بمناجاته اسكبوا له كل ما في قلبكِم من آلام واشكوا له كل ما يكدر صفو حياتكِم من هموم وابكوا وتذللوا واخضعوا وانكسروا بين يديه اسجدوا وعفروا جبهتكم بالأرض وادعوا الله وأسالوه من فضله فإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد.!!
ووالله إنها لذة لا تعادلها لذة في هذه الدنيا ووالله إنه الأنس الحقيقي والطمأنينة الحقة .
فاغتنموا هذه الفرصة أخواتي الكرام ولا تفوتها بالتسويف.
أكثروا من الصدقة أخواتي واجعلوها سراً بحيث لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك ولا تستصغروا ما تقدموا حتى لو كان اقل القليل ويا حبذا لو جعلتِم إخراجها يوم الجمعة ودفعتوها لمسكين أو صاحب حاجة.
حتى وإن كان طفلاً من أهل بيتكِم حين تشتري له قطعة حلوى تدخلوا عليه بها السرور إنها صدقة وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى!!
أكثروا من الدعاء وعلقوا قلبكِم بالله ولا تجعلوا أملكِم في أحد سواه ألحوا عليه في طلبكِم وسؤالكِم واستجدوه وتذللوا له واخضعوا وانكسروا بين يديه وأظهروا حاجتكِم له وانقطاع رجاؤكِم من كل شيء إلا منه عز وجل وثقوا أنه سبحانه كريم لن يخذلكمِ ولن يرد لك يديكم بعد أن مددتتوها إليه ولن يبخل بإجابة سؤالكِم وتحقيق مطالبكِم وسترون النتيجة بإذن الله .
لا تستعجلي الإجابة ولا تتمننوا على الله بالطاعة.!!
يا رب إن كانت ذنوبي قد كبرت في جنب نهيك فإنها قد صغرت في جنب عفوك.!
يا رب لا أقول لا أعود لذنوبي لما أعرف من خلقي وضعفي.!
يا رب إنك إن أحببتني غفرت سيئاتي وإن غضبت علي ومقتّني لم تقبل حسناتي .!
اللهم إن ذنوبي التي أفتقر بها إليك أحب إلي من طاعة أفتخر بها عليك وإنك يا رب قد سترت علي في الدنيا ذنوباً وإني إلى سترها يوم القيامة أحوج .
وقد أحسنت بي إذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين فلا تفضحني في ذلك اليوم على رؤوس الخلائق يا رب العالمين يا أرحم الراحمين.!!
أسأل الله أن ينفع بما كتبت وأن يكتب لي الخير والكم الفائدة بما سطرت كما اسأله أن يوفقكن لما فيه خيري الدنيا والآخرة.
قد يطول البلاء ويعظم الهم ويتفاقم الغم ويزداد الألم وتتراكم الأحزان فيأتي الشيطان ويحاول التأثير عليكِ أخيتي فتؤخري الصلاة عن وقتها وينسيكِ الوتر وتتكاسلوا عن القيام الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً لتصلوا صلاة الضحى والأهم من هذا كله كونه الأخطر على العقيدة حين يبعث في نفسكمِ اليأس من مجيء الفرج فهل يرضيكِم أن تعصوا الله وتبتعدوا عنه وهو يناديكِم بطاعة الشيطان والخضوع لوسوسته.
وهل يرضيكِم أن تبقوا حبيسة الهموم والغموم والأحزان وباب السعادة مفتوح وطريقه ممهد . ؟
وليس عليكم سوى أن تسيروا على قدميكم عبر الطريق المؤدي إليها لتصلي إلى بر الأمان.؟