إستيقظت الدنيا مع نور الفجر الفضى...
وملأ الجو نسيم رائع...
وتمايلت أوراق الشجر فرحة بميلاد يوم جديد
والربيع ربيع فى النفوس لا فيما تراه من زخرف فى الأرض والسماء...
يحيينا بأزهار خفية تتفتح فى ضمائرنا ...
أجمل وأبهج وأحب إلينا من هذه الأزهار التى تتفتح فى الرياض.
ويحبونا بخصب فى القلب....
أغنى وأوفر من ذلك الخصب الذى ينبت منه الشجر ويزكو فيه الثمر.
[IMG]https://**- /alfrasha/up/11108376972072291489.gif[/IMG]
و لولا الربيع الذى يشرق فى النفوس....
لما أشرق الربيع فى أرض ولا سماء.
ولولا الطير التى تهتف لنا فى الخواطر .. وترفرف فى فسحة الأمل...
لما أطربتنا الطيور التى تهتف على الأغصان وترفرف فى الأجواء.
فما يعجبنا ربيع الأرض ولا يسحر عيوننا ويحرك أشجاننا إلا أنه...
صدى الربيع الذى فى النفس ونغمة من نغماته ونفحة من نفحاته.
أو لأن الربيعين معاً ـ ربيع النفوس ، وربيع الرياض ـ صدى قدرة عظيمة...
مكنونة فى كل شئ متغلغلة فى كل مكان...
ونفحة من نفحات ربيع سرمدى حافل بالنور والخير والجمال.
قم وأنظر إلى الدنيا بقلب مؤمن... تجد الوجود لدى الجميل جميلا
فالشمس والقمر المنير وحوله.... الأفلاك تجرى لاتطيق أفولا
والطير فوق الغصن يبعث صوته... لحناً ندياً بكرة وأصيلا
والروح تزخر بالمنى ... ترتاد كوناً رائعاً مجهولا
لا أحب الإنسان يرضخ للوهم.... ويرضى بتافهات الأمانى
إن حيا يهاب أن يلمس النور .... كميت فى ظلمة الأجفان
وحياة أمد فيها التوقى .... لا توازى فى المجد بضع ثوان
الشجاع الشجاع عندى من أمسى .... يغنى والدمع فى الأجفان
قالت لى الأرض ـ لما تساءلت ـ يا أم هل تكرهين البشر ؟
: أبارك من الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
ولا أبارك من لا يماشى الزمان ويقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون يحب الحياة ويحتقر الميت المندثر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر...!!!!!