السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن الله خلق الكون فأتقنه..وجعل لكل شيء سببا
وكان أمر الله قدرا مقدوراً
وقال ربكم ادعوني استجب لكم
آية صريحة من الله الكريم (ومن أصدق من الله حديثا )
ربما ندعوا وندعوا ولا يستجيب الله لنا فكيف هذا؟
باختصار شديد لأننا ندعوه وفي نفس الوقت لا ندعوه
أي نناقض أنفسنا أحيانا بل كثيراً ؟
نعم ربما يستجيب الله منا ولكن بنفحة منه ومغفرة..وبرحمة منه وأكثر الاستجابات
تأتي هكذا ويندر جداً أن نقترب حتى من الحالات المثالية في الدعاء واليقين
لكن لأن الله مطلع على ضعفنا ويرحمنا فكثيراً ما يستجيب لنا
ولكن هل هناك طريقة لنقترب فعلاً من الصدق في الدعاء؟
بحيث أن الله يعاملنا بقانونين قانون الصدق والإتقان وقانون الرحمات والنفحات..
نعم يوجد
وأصلاً لم يؤخر دعائنا إلا تلك التناقضات السافرة والعجيبة منا
وكيف نتخلص من التناقض :
دعونا أولاً نعطي معادلة بسيط في استجابة الدعاء:
الدعاء + اليقين(العقلي) + السبب( المادي) + السبب (الروحي) (والنفسي والقلبي) = استجابة الدعاء
الموضوع كله يشرح هذه المعادلة :
1- الدعاء (الكلمات ):
كلكم تعلمونها ...
نختار الكلمات الطيبة ، ولا ندعي بإثم أو قطيعة رحم ، ....نختار أسماء الله الحسنى ..
نبدأ بالحمد لله من كل قلبنا مصاحبا له الرضا ...فيجب أن نحمد الله صادقين ..
أي نقول الحمد لله بقلوبنا أيضا : فلا نتسخط داخل قلوبنا ونقول أنت يارب ليتك ما خلقتني أنت ظلمتني والعياذ بالله ) ....أي يكون الحمد حمداً صادقا ...
وحتى يكون صادقاً يستحسن أن نعود أنفسنا على تذكيرها بنعم الله علينا ...وما أكثرها...
كذلك الأسماء الحسنى ومنها : الحي القيوم الرحمان الرحيم الودود الكريم ...
هذه الأسماء لندعو بها ....ولنعلم أنها تحجب أحيانا إذا دعينا بها على أحد ، وغالبا ما ندعي ظلماً ....
لذلك تعود ألا تدعي على أحد إلا في أحلك الظروف إذا ظلمك ....
ويجب استشعار معنى تلك الأسماء:
مثال: الحي : يحي الموتى : إذاً هو قادر على إحياء موضوع زواجي وجعله موجوداً في حياتي ...
القيوم: قيوم كل شيء ....إذاً هو قدير على تقويم والقوامة على أمر زواجي بحيث يوجه لي من يناسبني وحبه ويحبني ....الخ
وهكذا تستشعر عظمة الاسم الذي تدعو به ....وتستشعر أنه قوي جداً لدرجة أنه يؤثر على دعواتك فتستجاب بإذن الله تعالى......
بشرط أن لا تكون مستهتراً بذلك الاسم سائر اليوم ...ثم تدعوه في ساعة منه..
فمثلا: تقولي يا رب: وأنت لم تشكره ولم تستغفره على الأقل في ذلك الأسبوع أو اليوم بصدق وتتوب بصدق ....
وهكذا ....
وحاول أن تكون الكلمات مجملة وغير محددة :
مثال:
لا تقولي: اللهم زوجني فلان بن فلان فقط
بل قولي: زوجني زوجاً صالحاً يناسبني وأحبه ويحبني ونسعد ويكون لي وله خيراً...
ولا تقولي: زوجني شابا طوله كذا وعرضه كذا له قصر وله مرسيدس فهذا تضييق وربما لا يوجد على الكرة الأرضية أحد بهذا الوصف!!!!!!!!!!
-----------
كذلك يفضل أن يقترب الكلام من الكلام الرصين والعاقل وبالدعوة المباشرة وليست
الغير مباشرة:
مثال : قلي: اللهم زوجني ..........ولا تقل : اللهم أبعدني من العنوسة ....لأن الإبعاد منها قد يكون بالموت (رغم أن الله يعلم ) لكن قوة الكلمة لها دور في قرب الاستجابة ..
وحتى يستحضر العقل اليقين بالكلمة ....
وأيضاً يفضل أن يكون بالكلام الرصين فلا يكون عامياً مبتذلا
مثال: قلي: اللهم اغنني من فضلك وأعطني مالاً ....الخ
ولا تقل : ...أعطني فلوس ...فتجنب الكلمات العامية المبتذلة ما أمكن......
2- اليقين :
يعني تستشعر وتتقبل وكأن الله يستجيب دعاك ويتحقق مطلوبك...
مثال:
اللهم زوجني ...
أتقبل أن الله الله استجاب الدعوة يقيناً ....كما يعمل قلبي في حالة أن جرس الباب
يدق الآن ويحضر الخاطب ...بنفس الشعور والقشعريرة والانتشاء ....
والراحة ...وعود عقلك على ذلك التيقن ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ))
وأعرف أن كثيراً من الناس لا يستطيع أن يستشعر ويتقبل الإجابة كحقيقة مطلقة..كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ...
لذلك حتى تتيقن إليك هذا التمرين:
-اخذي كوبا من ماء زمزم (وإن تعذر فأي ماء مناسب) ثم ادع بدعوتك ...ثم قل:
أنا متيقن أن الله يستجيب لي الآن كما أتيقن بشربي هذا الماء ..
فيربط العقل بين الحقيقة (الماء ) والاستجابة فيحدث اليقين...
تمرين :
عندما تدعو فتخيل دعواتك وهي تطير إلى السماء وهي تفتح لها ...ثم هي تنزل الأوامر من الله بوعده(وقد استجاب وأمر الكون أن يساعدك والخطاب أن يتوجهوا إليك )فهذا يساعد على اليقين ..باستجابة دعوتك ..
وبشكل عام ...استخدم لك شيء شرعي يساعدك على التيقن ..في حدود اليقين ذاته ..
كذلك تكرار الدعاء بوجه إيجابي يساعد علي اليقين
مثال تقولي: الله يزوجني شابا ......الخ
عند التكرار بشكل يومي ولمرات عديدة يحدث يقين لديك ...
- التناقضات :
التناقضات ضد اليقين وضد الدعاء :
وأكثر الأسباب التي تؤخر الإجابة هي التناقضات ....
مثال : شخص يدعو الله أن يتقدم إلى كوب الماء ويشرب ..بينما هو يتأخر للخلف
عدة خطوات ...تناقض
مثال: فتاة تقول اللهم زوجني ..بينما تقول لزميلاتها أنا لن اتزوج إلا في القصر الفلاني .....(تناقض قولي)
مثال:
تقول: اللهم زوجني ....وعندما يأتي شاب فيه الصفات الطيبة والدين والدخل....تقول أكمل دراستي ...مترددة ...الخ
فالدعاء يحتاج صدق وإرادة وقوة نحو الهدف ..وطبعاً بعد توفر الشروط المنطقية..
مثال: تقول اللهم زوجني ....
وتقول : أكره الرجال ...أو تذكر لصديقتها ..أن الرجال فيهم كذا....فكيف تدعين بالقرب منهم وفي نفس الوقت تنفرين عقلك منهم!!!!!وتريدينه يتيقن!!!!!
مثال: تدعو ثم تجدها في نفس اليوم تغتاب أو تنم أو تحرض أو تفسد زواجا...حاشاك ....
فكيف تتيقن وهي تتجه عكس ما يريد الله الذي يقول: (فليستجيبوا لي) ويقبلوا على الله ....
مثال:
تدعو ثم تتوتر وتحبط بعد سبعة أيام أو شهرين من الدعاء ...أليس هذا التوتر يعني أنك شاكة في استجابة وغير متيقنه ...وإلا فإن المتيقن يرتاح بعد الدعاء ولا يشك ولا يتوتر ولا يحبط كما سيأتي شرح ذلك .....
مثال:
تدعي ثم ...
تقول دعيت دعيت لكن مادري يستجيب الله أم لا ...
أليس هذا من الشك ....
مثال:
تدعي ثم تقول لزميلاتها مازحة : فاتنا القطار..أو خلاص مافيه فايدة..
الخ
مثال:
تدعي ثم تشتري تلفزيون في غرفتها ب 5000 ريال وسرير ب 20000 ريال
وكأنها مخلدة في بيت أبوها ...فأين التيقن واستشعار الرحيل قريبا لبيت الزوج!!!؟؟
ماهذا التناقض ؟؟
مثال: قبل ساعات من الدعاء رفعت مظالم هائلة منها لوالديها أو على زميلاتها
واتهامات بدون دليل وأذى وأنانية مفرطة ....الخ...
وكأن الله الذي تدعوه غير الله الذي يراها أثناء اقترافها الكبائر تلك ...أليس هذا ضد اليقين ويقف اما الدعاء ...
مثال: تدعو وهي لا تستغفر الله وتتوب إليه من قلبها.....ثم تعاود المعاصية الكبرى بإصرار ثم تدعو ...وثم تعاودها بإصرار ثم تدعو..وكأنها تستهتر...
وليس عندها أي توجه وصدق نحو التوبة الصادقة التي تمنعها من المعاصي الكبرى
والتي لا داعي لها على الأقل .....مثل : أذى الناس والاعتداء عليهم بالغيبة ....الخ
أليس هذا تناقضات مستمرة .....
والله تعالى يحب الصدق والإرادة الصادقة والتوجه الصحيح ...ولا يحب التناقضات
وعدم الصدق...
أي: توجه بكلك وكليلك نحو الهدف ...ونحو الدعاء..عملياً وقوليا .....
تمرين:
ضع الجوال على بعد 4 متر منك ....على طاولة ....
قف ..تقدم خطوة نحو الجوال....قف .....تأخر ثلاث خطوات ....
ثم تقدم خطوتين وادع الله أن يبلغك الجوال......ثم قف.......تأخر 3 خطوات ...
!!!!!!!!!!!!
إن اسمريت على هذا الحال فلن تبلغ الجوال ولو دعوت باسماء الله الحسنى كلها...إلا في حالات نادرة جداً جداً ....
فذلك الذي يحصل بالضبط ...عندما نجمع التناقضات على الدعاء ثم نقول : غريب
لماذا لم يستجيب !!
ومما يعين علي اليقين ما يلي:
- طاعة الله والقرب منه وذكره والاستغفار وقيام الليل
- هدوء النفس ورضاها ...والاستقرار والتأمل...
- معرفة قدرة الله ...ومعرفته ....
-البعد عن الكبائر...
- صدق الإرادة :
فلا تقل أريد أن اتزوج بنسبة 90 %
بل قلي : إرادتي 100 %
وأنا صادقة جادة 100 % ...
-الخيال يعين على اليقين
- أمور مادية كنزول الغيث ...
وغيرها ....
تذكر أن الله يستجيب باليقين وبالتوجه الصادق الكامل وغير التناقض ...
منقول للافاده