أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء

أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء


روى ابنُ حبَّان في "صحيحه"، والحاكمُ في "المستدرك"، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والبيهقيُّ في "الشُّعَب"، وغيرُهم عن سعد بن أبي وقاص - رضِي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أربعٌ من السعادة: المرأةُ الصالحة، والمسكنُ الواسِع، والجارُ الصالح، والمَرْكَب الهنيء، وأربعٌ من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيِّق))، وأخرَجَه كذلك أحمد مُختَصَرًا، وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" مُعَلِّقًا على رواية ابن حبَّان: هذا سند صحيح على شرط الشيخين.

وهذا الخبر النبوي الكريم قد تضمَّن جُمَلاً من الفوائد والمعارف، كما حثَّ على بعض الأمور الجالِبَة للفرح والسعادة، وحذَّر من أضدادها المقتضِيَة للمَتاعِب والشَّقاوَة.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أربعٌ من السعادة))؛ أي: كلُّ أمرٍ من هذه الأمور الأربعة فيه سعادةٌ لصاحبه، وسرُّ هذه السعادة أنَّ كلَّ أمرٍ من هذه الأمور الأربعة مُلازِم للإنسان؛ فلا يُفارِقه الإنسان تقريبًا إلا ويَعُود إليه مرَّة أخرى، فصُحبة الزوجة أو المسكن، أو الجار أو المركب، صُحبة حياة وملازمة دائمة.

وهذه السعادة وإن كانت سعادة دنيويَّة وثمرتها عاجلة، إلاَّ أنَّ أسبابها ووجودها من أعظم ما يُعِين العبدَ على أمرِ دينه وآخرته.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة الصالحة)): فالمرأة الصالحة خيرُ مَتاع الدنيا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الدنيا كلُّها مَتاع، وخير مَتاع الدنيا المرأة الصالحة))؛ أخرجه مسلم وغيره من حديث عبدالله بن عمرو، وفي رواية النسائي وابن ماجه: ((إنما الدنيا مَتاع، وليس من مَتاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة))؛ صحَّحه الألباني في "صحيح الجامع".

فمع كون المرأة الصالحة مَتاعًا دنيويًّا بما تُدخِله على زوجها من سُرُور وبهجة، وبما تحمل معه من هُمُوم ومَشاكِل، فهي كذلك تُعِين زوجَها على أمر الآخرة.





وفي رواية الحاكم - رحمه الله تعالى - لهذا الحديث وصَفَها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتُعجِبك، وتَغِيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك))؛ أخرجه الحاكم، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع".

ووصَفَها - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخر بقوله: ((خير النساء التي تسرُّه إذا نظر، وتُطِيعه إذا أمر، ولا تُخالِفه في نفسها ولا مالها بما يكره))؛ أخرجه أحمد والنسائي والحاكم من حديث أبي هريرة، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع".

ووَصَفَها - صلى الله عليه وسلم - كذلك بقوله: ((تزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم))؛ أخرجه أبو داود والنسائي من حديث مَعقِل بن يَسار، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع".

فخيرُ النِّساء التي تسرُّ زوجَها بهيئتها الجميلة إذا نظر إليها، وتُطِيعه إذا أمَرَها بشيء غير محرَّم، ولا تُخالِفه في نفسها - بل ولا في مالها - بما يكره، وهي الوَدُود التي تُكثِر التودُّد والتحبُّب لزوجها، هي تلك المرأة التي قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: ((ألاَ أُخبِركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الوَدُود الوَلُود العؤود، التي إذا ظُلِمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غَمْضًا حتى ترضى))؛ أخرجه الدارقطني في "الأفراد"، والطبراني، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع".

وكذلك من سعادة المرأة المسلمة الزوج الصالح، وهو الذي يَكفِي امرأتَه مُؤَنَ الحياة، ويُعِينها على أمر دينها.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والمسكن الواسِع)): زادَ في رواية الحاكم: ((والدار تكون واسعة كثيرة المَرافِق))، فالمسكن الواسِع أبهج للنفوس وأحبُّ إليها؛ لأنَّ في السعة عامَّة راحةً نفسيَّة، كما أن الدار الواسِعَة أجمع لحاجات أصحابها.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والجار الصالح)): فهو الذي يكفُّ أذاه عن جِيرانه، ويُحسِن إليهم في مَعاشِهم وآخرتهم، وقد وصَّانا ربُّنا - تبارك وتعالى - بالجار فقال: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ [النساء: 36].

وفي الصحيحين من حديث عائشة وعبدالله بن عمر - رضي الله عنهم جميعًا - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما زال جبريل يُوصِيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيُورِّثه))، وبالَغ - صلى الله عليه وسلم - في حقوق الجار فقال: ((ما آمَن بي مَن بات شبعان وجارُه جائِع إلى جنبه وهو يعلم به))؛ أخرجه البزَّار والطبراني، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع".

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والمركب الهَنِيء)): في رواية الحاكم تفسير له: ((والدابَّة تكون وَطِيئة فتُلحِقك بأصحابك))، وفي زماننا هذا اختلفت المراكب، لكن منها كذلك ما هو هَنِيء مُرِيح لصاحبه، ومنها ما هو سيِّئ مُتعب.

والمركب الهَنِيء عادة لا يُؤَخِّر صاحبه عن مقصده وحاجته، كما لا يلحق به مَتاعِب الطريق المعوج غير المُذَلَّل، واليوم المركب الهَنِيء لا يشعر صاحبه بِمَتاعِب الجوِّ، سواء أكان الجوُّ حارًّا أم باردًا، كما يكون سهلاً في قيادته، وكلُّ هذا لا شكَّ من السعادة الدنيويَّة ومن راحة الإنسان في هذه الحياة الدنيا.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأربعٌ من الشَّقَاء)): وهي بضدِّ الأولى، والشَّقاء هنا هو المشقَّة والتَّعَب، وهذا الشقاء يَكُون للمؤمن الديِّن بلاء واختبارًا من الله - عزَّ وجلَّ - يرفع به درجته، ويحطُّ به خطيئته، ولغير المؤمن جزاء وعقابًا.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة السوء)): وفي رواية الحاكم وصفٌ لها بأنها: ((تراها فتَسُوءُك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبتَ عنها لم تأمنها على نفسها ومالك))، فمنظرها عند زوجها قبيح، ولسانها عليه حادٌّ، ولنفسها وماله غير حافظة.

وصِفة واحدة من هذه الصفات في المرأة مُؤذِنة بكراهية زوجها لها وشقائه بها، فكيف إذا جمعت هذه الصفات كلها أو زادت عليها؟!

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والجار السوء)): فهو السيِّئ الأخلاق، الذي لا يكفُّ أذاه عن جارِه، ولا يَعرِف حقوقَه عليه، وفي حديث فَضالَة بن عبيد عند الطبراني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة من الفواقر))، وذكر منها: ((وجار إن رأى خيرًا دفَنَه، وإن رأى شرًّا أشاعَه))؛ ضعَّفه الألباني في "ضعيف الجامع".

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تعوَّذوا بالله من جار السوء في دار المقام، فإن الجار البادِي يَتحوَّل عنك))؛ أخرجه النسائي من حديث أبي هريرة، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع".

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والمركب السوء)): في رواية الحاكم: ((والدابَّة تكون قَطوفًا؛ فإن ضربتها أتعبَتْك، وإن تركتها لم تُلحقك بأصحابك))؛ أي: تكون بطيئة السير، والسيارة السيِّئة في أيامنا نحن، إن تركتها على ما هي عليه أتعبَتْك، وإن حاوَلتَ إصلاحها كلَّفَتْك المال والجهد، ولم تستَقِم لك كما تريد.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والمسكن الضيِّق)): في رواية الحاكم: ((قليلة المَرافِق))، وشقاؤه في أنَّه لا يسع أهله ولا يَفِي بأغراضهم.



والحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.



إظهار التوقيع
توقيع : اماني 2011
#2

افتراضي رد: أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء

بارك الله فيك
إظهار التوقيع
توقيع : رائعة
#3

افتراضي رد: أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#4

افتراضي رد: أربع من السعادة .. وأربع من الشقاء

جزاكى الله خيرا


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
طرق أكيدة للعثور على السعادة اماني 2011 العيادة النفسية والتنمية البشرية
السعادة والصحة .. ليست للبيع اماني 2011 منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
هذه أسباب السعادة انا دلوعة اوووى العيادة النفسية والتنمية البشرية
ما هي السعادة عرين منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
مفهوم السعادة وحقيقتها بنوتة زى العسل فتيات تحت العشرين


الساعة الآن 10:36 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل