من لم يعرفه فقد فاته الكثير(بطل فوق الصليب)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
افسحو الطريق لهذا البطل
واقبلوا لتقرأو عن الفداء والتضحية درس ليس له نظير
نحن الان امام استاذ جديد في فن التضحية
لو فاتكم مشهده فاتكم الكثيييييييير
الصحابي الجليل
خبيب بن عدي
من اوس المدينة وانصارها
تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ هاجر اليهم وامن بالله رب العالمين
كان عذب الروح شفاف النفس
لما رفعت غزوة بدر اعلامها كان هناك جنديا باسلا ومقاتل مقداما
من بين المشركين الذين صرعهم خبيب بسيفه
الحارث بن عمرو بن نوفل
وبعد انتهاء المعركة وعودة المشركين الي مكة عرف بنو الحارث مصرع ابيهم وحفظو جيدا اسم المسلم الذي قتله (خبيب بن عدي)
كان خبيب عابدا وناسكا يقوم الليل ويصوم النهار ويقدس لرب العالمين
ذات يوم اراد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يبلو سرائر قريس ويتبينو تحركاتها
فاختار عشرة رجال من بينهم خبيب
وكان اميرا عليهم عاصم بن ثابت
وقد وصلو الى مكان قريب من مكة
ونما الخبر الى بنو حيان فتعقبو اثرهم
فصعد العشرة الي اعلى جبل
واحكم المشكرين حولهم الحصار
ودعوهم لتسليم انفسهم
ورفض عاصم بن ثابت ان ينزل في ذمة مشرك
ورماهم المشكرين بالنبال فاصيب عاصم بن ثابت واستشهد واصيب سبعة واستشهدو
تبقى خبيب وصاحبه زيد بن الدثنة
حاول خبيب وزيد ان يفكو وثاقهما لكنه كان شديد الاحكام
وقادوهم الرماة الى مكة
وباعوهم لمشركيها
فتذكر بنو الحارث مصرع ابيهم قتيل بدر
فتذكرو الاسم(خبيب بن عدي) وحرك في صدورهم الاحقاد
وسارعو الى شرائه
واخدو يعدون للثأر منه
ومن جميع المسلمين
كان الله مع خبيب وكان هو مع الله ودخلت عليه احدى بنات الحارث الذي كان اسيرا في دارهم
وغادرت مسرعة تقول
(لقد رايته يحمب قطفا كبيرا من عنب وانه لموثق من حديد ومابمكة كلها ثمرة عنب واحدة
ما اظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا)
وحمل المشكرين الى خبيب نبا مقتل زميله زيد ظنا منهم انهم يسحقون اعصابه
فخرجو به الى مكان يسمى التنعيم واستاذنهم خبيب ان يصلي ركعتين
والتفت اليهم وقال(والله لاتحسبو ان بي جزعا من الموت لازددت صلاة)
ثم شهر زراعه نحو السماء وقال(اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا)
اعد الكفار من جزوع النخل صليبا كبيرا
اثبتوا خبيب فوقه
ووقف الرماه يصيبونه برماحهم في بطء
والسيوف تنهش لحمه
فاقترب احد المشركين وقال له(اتحب ان محمدا مكانك وانت سليم معافى في اهلك؟)
انتفض غبيب كالاعصار وصاح(والله ما احب اني في اهلي وولدي معي عافية الدنيا ويصاب رسول الله بشوكة)
نفس الكلمات قالها زيد عندما قتلوه
فانتهش الكفار جسد البطل من الرماح والسيوف
وفي المشهد كانت الطيور تحلق حتى تنال وجبتها من الجثمان
لكن الطيور تمضي بعيدا ولا تقرب خبيب فقد شمت الطيور عبير رجل صالح
بقى الجثمان تحرسه جماعة من المشركين
وكان خبيب عندما رفعوه على الصليب قال(اللهم انا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداه ما يصنع بنا)
استجاب الله دعاؤه
وغمر الرسول عليه الصلاة والسلام احساس ان اصحابه في محنة
فدعا المقداد بن عمرو والزبير بن العوام
فركبا فرسيهما وجمعهما الله بالمكان المنشود وانزلا جثمان خبيب
حيث كانت بقعة طاهرة في الارض في انتظاره لتضمه
حيث ظل مكانه في زاكرة التاريخ وفي ضمير الحياة
بطلا فوق الصليب
رضى الله عنك وعن اصحابك يا خبيب