السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطنين ( طنين الأذن )
يؤدِّي طنينُ الأذن إلى سماع رنين أو ضجيج أو قَلقَلَة أو هَسيس
في الأذنين. وتحدث هذه الأصواتُ بشكل متكرِّر، فتكون مزعجةً للشخص الذي يعاني منها.
يُصاب ملايينُ البشر بطنين الأذن، وقد يعاني المصابون بهذه
الحالة من مشاكل في السَّمع والعمل، وحتَّى في النوم. وتتضمَّن
أسبابُ طنين الأذن نقصَ السمع والتعرُّض للأصوات العالية أو
تناول بعض الأدوية لعلاج مشاكل مختلفة، كما قد يكون طنينُ
الأذن أحدَ الأعراض التي تشير إلى وجود مشاكل صحِّية أخرى،
مثل التحسُّس وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم والأورام ومشاكل
القلب والأوعية الدموية ومشاكل الفك والرقبة.
يعتمدُ العلاجُ على سبب الطنين. وقد تتضمَّن العلاجاتُ مساعِدات
السمع وأجهزة حجب الأصوات والأدوية، وكذلك تعلُّم الطرق التي
تساعد في التغلُّب على هذه الأصوات.
مقدمة
يجعل طنينُ الأذن الشخصَ يسمع صوتاً مستمراً لا وجودَ له في الخارج.
وبحسب بعض جمعيَّات الطنين، يعاني ملايينُ الناس من الطنين
حول العالم، وحوالي سدسهم يعاني من طنين شديد يؤثِّر في حياتهم اليومية.
يترافق الطنينُ مع أشكال كثيرة من نقص السمع؛ ويمكن أن
يكونَ أيضاً عرضاً يشير إلى وجود مشاكل صحِّية أخرى.
يساعدك هذا البرنامجُ على فهم طنين الأذن، ويتناول الأعراضَ
والأسباب وخيارات المعالجة، كما يقدِّم نصائحَ للتغلُّب على مشكلة الطنين.
التشريح والسمع
إنَّ الصوتَ الذي يسمعه مريض الطنين لا وجودَ له في الوسط
الخارجي؛ فهو يأتي من داخل الأذن.
الأذنان عضوان متخصِّصان بمنحنا القدرةَ على السمع والتوازن.
تتألَّف الأذنُ من ثلاثة أقسام:
الأذن الخارجية، وتضمُّ الصيوان ومجرى السمع الذي يصل إلى غشاء الطبل.
الأذن الوسطى التي تتألَّف من ثلاثة عظام صغيرة تُدعى العُظيمات.
الأُذُن الداخلية.
يتألَّف الصيوانُ من غضروف يغطِّيه الجلد. وعلى خلاف العظم،
يمكن أن يستمرَّ نموُّ الغضروف مدى الحياة، وهذا ما يفسِّر أن
آذانَ الأشخاص المتقدِّمين في السنِّ تكون أكبر من آذان صغار السنِّ.
يعمل الصيوانُ عملَ الطبق اللاقط، حيث يقوم بتجميع الموجات
الصوتية التي هي اهتزازات في الهواء.
تدخل الموجاتُ الصوتية عبرَ مجرى السمع، وتصل إلى غشاء
الطبل فيهتزُّ الغشاءُ، وينقل الاهتزازَ إلى العُظيمات السمعية
الثلاث في الأذن الوسطى، والتي تنقل بدورها الاهتزازَ إلى الأذن الداخلية.
ثم تصل الاهتزازاتُ المرسَلة إلى عضو خاصٍّ في الأذن الداخلية
يُعرف باسم "الحلزون"، لأنَّ له شكل الحلزون، فتتحوَّل
الاهتزازاتُ داخله إلى إشارات كهربائيَّة.
تُغطِّي سطحَ الحلزون آلافُ الشعيرات المجهرية التي تنبثق من
الخلايا السمعية. عندما تدخل الاهتزازاتُ الصوتيَّة إلى الحلزون،
فإنَّ هذه الشعيرات تتحرَّك بفعل الاهتزازات. وتقوم حركةُ
الشعيرات بإطلاق إشارة كهربائية في كلِّ خلية سمعية.
ثم يحمل العصبُ، الذي يُدعى العصبَ الثامن، هذه الإشاراتِ
الكهربائيةَ إلى الدماغ الذي يفسِّرها كأصوات.
عندما تُصاب خلايا السمع في الحلزون بالأذى، فإنَّها تطلق
إشارات كهربائية على نحو خاطئ، ويفسِّرها الدماغ كأصوات.
أعراض طنين الأذن
يسمع مريضُ الطنين صوتاً مستمراً لا وجودَ له في الوسط
الخارجي. ويكون هذا الصوتُ مثل صوت الرنين أو القلقلة أو
الهدير أو الهسهسة. ويمكن أن يكونَ الطنينُ في أذن واحدة أو في الأذنين معاً.
لا يكون صوتُ الطنين على شكل كلمات أو ألحان أبداً.
أسباب طنين الأذن
هناك أسبابٌ عديدة للطنين. لهذا، يُنظَر إلى الطنين غالباً على
أنَّه عَرَض لمرض آخر أكثر من كونه مرضاً في حدِّ ذاته.
إنَّ السببَ الأكثر شيوعاً للطنين هو إصابةُ أو تَلف الخلايا
السمعية في الأذن الداخلية؛ وهذا ما ينجم عن التقدُّم في السنِّ أو عن التعرُّض لأصوات عالية.
ومن الأسباب الأخرى للطنين:
الدواء: هناك أكثر من 200 نوعٍ من الأدوية التي يُمكن أن تسبِّب الطنين.
إصابات الرأس والرقبة.
تَصَلُّب عُظيمات الأذن الوسطى.
أورام الدماغ أو الأذنين.
يمكن للأذن أن تسمعَ تدفُّق الدم من حولها أحياناً، ويكون هذا
بسبب ارتفاع ضغط الدم أو بسبب وجود مشاكل في الشرايين.
وهذا ما يعطي أعراضاً تُشبه الطنين.
يمكن أن يُؤدِّي نقصُ السمع إلى تفاقم مشكلة الطنين، لأنَّ ضعف
سماع الأصوات الخارجية يترافق مع وجود ضجيج (طنين)
داخلي أيضاً. وهذا صحيحٌ في الحالات التالية التي يمكن أن تُسبِّب الطنين:
تمزُّق غشاء الطبل.
التهاب الأذن.
تراكم الصِّملاخ في الأذن.
تشخيص طنين الأذن
يجب مراجعةُ الطبيب إذا كان الطنينُ دائماً أو إذا ترافق مع نقص السمع أو الدوخة.
إنَّ طبيبَ الأذنية هو طبيب متخصِّص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة.
لمعرفة سبب الطنين، يستمع الطبيبُ إلى كلِّ المعلومات التي
يقدِّمها المريضُ عن حالته (القصَّة المرضية)، ثمَّ يُجري الفحصَ
الإكلينيكي أو السريري للمريض، بما في ذلك فحصُ الأذن
والسمع. ويمكن أن يطلبَ طبيب الأذنية من المريض إجراءَ
اختبارات سمعية. ويكون اختصاصيُّ السمع هو الشخص المُدرَّب
على قياس السمع، وهو من يقوم أيضاً بإجراء اختبار السمع.
عندَ المعاناة من الطنين، يجب إخبار الطبيب عن الأدوية التي
يتناولها المريضُ إذا كان يتناول أيَّة أدوية؛ فهناك أكثر من 200 دواء يمكن أن يسبِّب الطنين.
قد يطلب الطبيبُ إجراءَ تصوير طبقي محوري أو التصوير
بالرنين المغنطيسي للأذنين والدماغ، للتأكُّد من أنَّ الطنين غير
ناجم عن وجود ورم دماغي.
علاج طنين الأذن
تعتمد معالجةُ الطنين على سببه؛ وإذا كان الطنينُ ناجماً عن
تناول الدواء، فإنَّ العلاجَ يكون بوقف تناول هذا الدواء.
أمَّا إذا كان الطنينُ ناجماً عن تراكم الصملاخ أو عن التهاب
الأذن، فإنَّ العلاج المفيد هو إزالة الصملاخ أو معالجة الالتهاب أو العدوى.
وأمَّا إذا كان الطنينُ ناجماً عن أورام أو مشاكل في الأوعية
الدموية، فإنَّ معالجة هذه الأمراض يمكن أن تُخفِّف الطنينَ أو تشفيه تماماً.
يعدُّ الطنينُ الناجم عن تلف في الخلايا السمعية حالةً غير قابلة
للشفاء. ولكن هناك عدَّة معالجات لهذه الحالة. وقد يحتاج
المريضُ إلى تجريب أكثر من طريقة علاجيَّة لتحديد الطريقة
الأكثر فائدة له. ومن بين هذه المعالجات استخدامُ المُساعِدات
السمعية والمُقَنِّعات الصوتية (وهي أدوات تُخفِّف من سماع الأصوات).
تفيد المُساعِداتُ السمعية في تسهيل السمع على المريض، لأنَّها
تقوم بتضخيم الصوت. وكلما تحسَّنت قدرةُ المريض على سماع
الأصوات الخارجية، اصبحت ملاحظتُه للطنين أقلَّ.
المُقَنِّعاتُ الصوتية هي أدواتٌ إلكترونية صغيرة تَستخدِم الصوت
للتغطية على الطنين. ولكنَّ هذه الأدوات غيرُ قادرة على إلغاء
الطنين، غير أنَّها تجعل صوته أخفَّ بالنسبة للمريض.
تكون المُقَنِّعاتُ الصوتية قادرةً على مساعدة بعض الناس على
النوم. كما أنَّ سماعَ الراديو بصوت منخفض أو استخدام
المُقَنِّعات الصوتية الجانبية يمكن أن يفيدَ مريضَ الطنين.
والمُقَنِّعاتُ الصوتية الجانبية هي أدواتٌ توضَع إلى جانب السرير
بدلاً من وضعها خلف الأذن، وهي تساعد المريض على تجاهل الطنين والنوم.
هناك أدويةٌ تستطيع أن تخفِّف الطنين. ولكن لكلِّ دواء تأثيراته
الجانبية، لذلك من المهمِّ أن يعرف المريض هذه التأثيرات.
يمكن أن يتعلَّم مرضى الطنين كيف ينسونه؛ وهذا هو هدفُ
المعالجة بإعادة التدريب. وتجمع هذه الطريقةُ بين تقديم
المشورة واستخدام المُقَنِّعات الصوتية، وهي تحتاج إلى وقت،
لكنَّها يمكن أن تكونَ مفيدة للغاية.
نصائح مفيدة
إذا كنت تعاني من الطنين، فهذه بعضُ النصائح التي تساعدك في التغلُّب عليه:
- الاسترخاء
يفيد الاسترخاءُ إذا كان الطنينُ يسبِّب لك الإحباط؛ فالتوتُّر يزيد من شدَّة الطنين؛ بينما يمنحك الاسترخاءُ الفرصةَ للراحة والتعامل مع الصوت.
- السيطرة على ضغط الدم والكولسترول
يمكن أن يزيدَ التدخينُ والكحول والكافيين الطنين سوءاً، ولاسيَّما
إذا كان الطنينُ ناجماً عن مشاكل في الأوعية الدموية.
- المحافظة على السمع
إذا كان الشخصُ يتعرَّض بشكل دائم لضجيج صاخب في البيت أو
العمل، فعليه أن يضعَ سدادات للأذن أو أغطية للأذن حتَّى تحمي
سمعه، ولكي لا يزداد الطنين سوءاً.
- لغة الجسد
إذا كان من الصعب على الشخص أن يسمعَ بسبب صوت الطنين،
يمكن أن يطلبَ من محدِّثيه أن ينظروا إليه في أثناء حديثهم،
بحيث يستطيع رؤيةَ وجوههم، لأنَّ رؤيةَ تعابير الوجوه ولغة
الجسد يمكن أن يساعدا على فهم الحديث على نحو أفضل.
- التواصل
يمكن الطلب من الناس أن يتكلَّموا بصوت أعلى دون أن
يصيحوا، مع القول لهم أيضاً بأنَّه لا داعي لأن يتكلَّموا ببطء، بل
عليهم فقط أن يتكلَّموا بوضوح.
- التحدُّث عن المشاعر
يمكن أن تفيدَ الاستشارةُ مريضَ الطنين الذي يشعر باليأس
والإحباط. ومن المفيد لمريض الطنين أيضاً أن يتحدَّث مع
استشاري متخصِّص أو مع مرضى طنين آخرين بحيث يتبادلون
التجارب، ويقدِّمون الدعم النفسي، ويتعلَّمون مختلف طرق التغلُّب على الطنين.