يحتاج مخ الطفل الذى ينمو لعدد كبير من العناصر الغذائية الضرورية لنمو خلايا المخ العصبية ومساعدة المخ على العمل بفاعلية. إن النظام الغذائى المتوازن الذى يحتوى على الفيتامينات والمعادن وكل عناصر الطاقة هو أمر شديد الأهمية للطفل وخاصة فى مرحلة النمو. يصدر المخ عناصر كيميائية تسمى neurotransmitters وتكون مسئولة عن التحكم فى مزاج وسلوكيات الطفل والشخص البالغ مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل بصفة خاصة يكون معرضا لتغير فى سلوكياته إذا كان هناك نوع من النقص فى نظامه الغذائى. ويجب على الطفل أن يحصل على كمية مناسبة من الفيتامينات والبروتينات والدهون والكربوهيدرات وذلك لكى يعمل مخه بطريقة متوازنة. قد يكون سوء سلوكيات الطفل فى البداية أمرا سببه غير معروف وغير محدد مع الوضع فى الاعتبار أن المخ إذا لم تتم تغذيته جيدا فإنه لن يتمكن من التحكم جيدا فى سلوكيات الطفل. إن التغذية تلعب دورا أساسيا فى نمو الطفل الجسدى والنفسى مع الوضع فى الاعتبار أن نظام الطفل الغذائى إذا احتوى على سعرات حرارية فارغة وإضافات صناعية قد تؤثر على صحة وسلوكيات الطفل.
عادة ما يتمتع الطفل بدرجة عالية من الطاقة وتكون قدرته على التركيز لفترة طويلة ليست جيدة بالإضافة إلى أنه قد يكون متسرعا وصعب التعامل معه، ولذلك يجب على الأم أن تنتبه جيدا لعادات الطفل الغذائية بالإضافة لرد فعله النفسى والجسدى تجاه أطعمة معينة وبالإضافة أيضا لمستوى السكر فى الدم وهى كلها عوامل قد تؤثر على سلوكيات وتصرفات الطفل.
إن تأثير العناصر الغذائية المختلفة على سلوك الطفل أمر يكون معه منذ ولادته. وقد أثبتت العديد من الأبحاث أن الطفل الذى يعتمد على الرضاعة الطبيعية يكون أكثر ثقة وأكثر ذكاء، فلبن الأم يحتوى على كل العناصر الغذائية اللازمة لنمو المخ والجهاز العصبى. ومن ضمن العناصر الغذائية التى تكون فى لبن الأم هناك المنجنيز والكالسيوم والفوسفور والكوليسترول بالإضافة لعدد من الفيتامينات المهمة.
تحتوى الخضروات والفواكه على عناصر مهمة وهى مضادات الأكسدة والتى تحمى نسيج المخ من التلف بالإضافة للفيتامينات والمعادن التى تحمى المنطقة فى المخ المسئولة عن استقرار مزاج الطفل وسلوكياته. وعادة فإن الطفل الذى يحصل على الفيتامينات والمعادن اللازمة التى تجعله أقل عدائية وعنفا من الطفل الذى لم يحصل على تلك العناصر السابق ذكرها.
إن الطفل الذى يحتوى نظامه الغذائى على كثير من الحلوى والمشروبات الغازية والأطعمة غير الصحية يكون مليئا بالسكريات وهى أمور قد تجعل الطفل متقلب المزاج بين الوجبات وغير قادر على إكمال يومه دون تناول نوع من الحلوى أو العصير. ويجب أن تعلم الأم أن الطاقة الزائدة التى يشعر بها الطفل بسبب السكريات والأطعمة غير الصحية لا يحرمه فقط من الفيتامينات والمعادن اللازمة له ولكنه أيضا يجعله أقل تركيزا ويجعل مستوى السكر فى الدم عنده متذبذبا بالإضافة إلى أنه يصبح غير قادر على امتصاص البروتين والكالسيوم.
تتعدد صعوبات التعلم عند الطفل بدءا من عدم القدرة على التركيز وحتى الديسليكسيا التى من شأنها التأثير على أداء الطفل الدراسى بالسلب بالطبع. وهناك العديد من العوامل التى قد تكون سببا فى إصابة الطفل بصعوبة من صعوبات التعلم مثل العوامل الوراثية والبيئية ومدى نمو المخ. وتلعب التغذية السيئة للطفل دورا فى إصابته بصعوبات التعلم ببلوغه سن المدرسة.
لقد أثبت العديد من الدراسات والأبحاث أن الطفل الذى يكون نظامه الغذائى متوازنا تكون صحته أفضل ويكون أيضا أداؤه الدراسى أو الأكاديمى أفضل. وقد أثبتت دراسة من الدراسات أن الطفل الذى يستهلك كمية عالية من السكريات والدهون خلال طفولته المبكرة فإنه مع تقدمه فى العمر فإنه ستكون نسبة ذكائه أقل. وبالإضافة لما سبق فقد أظهرت دراسة أخرى أن الطفل الذى لا يتناول طعام الإفطار تكون ذاكرته غير جيدة.