بقيت الوراثة في نظر معظم الناس قديما عبارة عن قوة عجيبة وغامضة , وكان مربي الماشية وزارعو الأزهار يظنون أنهم تمكنو بخبراتهم من التحكم في الوراثة جاهلين أنها تخضع لقوانين وأسس علمية محددة
يرث الأبناء من أبائهم عدة صفات وراثية ،لكن ماتوصل اليه العلماء حديثا هو تأثير البيئة و الظروف المعيشية على الانسان ونقل الصفات الوراثية المكتسبة من هذا الوسط لقد تم التوصل الى أن صراع النوازع بين البشر يمكن أن ينتقل بالوراثة من الاباء الى الأبناء ،ان كل القلق والحقد والانتقام والمشاعر البغيضة ، وحتى العاطفية تتوارث بين الأجيال ،زيادة عن ذلك فان الغدد الداخلية للجسم لها تأثير على زيادة نشاط وسلوك الانسان في
تم عرض شريط وثاقي على قناة العربية يحمل عنوان
هذا الشريط يحكي عن عائلة من جنوب تركيا على الحدود السورية في منطقة ريفية ،يوجدفي هذه العائلة أربعة أشخاص (ولد وثلاث بنات)معوقين، لكن الاعاقة لها شكل غريب حيث أن كلهم يعانون تخلف ذهني ويمشون على أيديهم وأرجلهم مثل أطفال الذين يحبون ؟
لكن أعمارهم أكثر من عشرين سنة ،وقد تم تشخيص حالتهم من طرف الأطباء و العلماء في بلدهم خاصة من طرف طبيب الأعصاب "تان" والمتخصصين في علم الوراثة ، وتوصل هذا الطبيب الى تسمية هذه الحالة بـ تناذر تان ،وكانت النتيجة التي توصل اليها هي على شكل نظرية مفادها أن مورثة حدث لها ارتكاس أو ثورة تسببت في ظهور هذا المرض الجديد وهذا من خلال تزاوج الأقارب ،والأكثر من ذلك أن هذه الحالة جعلت بعض العلماء يعتقدون أن الانسان البدائي كان على هذا الحال ، وهذا ما يجعل الجدل قائم حول نظرية النشوءوالارتقاء الطبيعي الذي يتحدث عنه داروين في نظرية التطور ومن خلال الفحص بواسطة السكانير وجدوا غياب المخيخ في الدماغ ،وعند تحليل الصبغيات لهؤلاء المرضى اكتشف الخلل في الصبغي رقم 17 ،وأن المورثة التي يحملها هذا الصبغي ربما تمثل الحلقة المفقودة في التطور البشري ، والتي تجعل العقل بدائي ومتخلف والسير على أربعة .
لقد سبب هذا المشكل حساسية كبيرة للمواطنين في تركيا عندما حاول العلماء الألمان دراسة طبيعة المرضى من كل الجوانب منها النفسية والاجتماعية .
والنتيجة بعد مناقشة هذاالشريط وجدو أن المشكل وراثي يسبب خلل عقلي وفيزيولوجي للانسان ولا يعكس نظرية التطور أو النشوة والارتقاء .
الوسط ،ومدى استجابته للمثيرات الخارجية أي بمعنى خلل في الشخصية .