أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الكبــــــائر



الكبــــــائر
^^^^^^^^
بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحمد لله رب العالمين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد المرسلين و إمام المتقين و على آله و صحبه أجمعين .
الكبائر : ما نهى الله و رسوله عنه في الكتاب و السنة و الأثر عن السلف الصالحين ، و قد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن اجتنب الكبائر و المحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى
" إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلاً كريماً " .
فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن يدخله الجنة .
و قال تعالى : " الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون " . و قال تعالى : " الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة " .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الصلوات الخمسة و الجمعة إلى الجمعة ، و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " ، فتعين علينا الفحص عن الكبائر ، ما هي لكي يجتنبها المسلمون ، فوجدنا العلماء رحمهم الله تعالى قد اختلفوا فيها ، فقيل هي سبع . و احتجوا بقول النبي صلى الله تعالى عليه و على آله و سلم " اجتنبوا السبع الموبقات " فذكر منها الشرك بالله و السحر ، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، و أكل مال اليتيم ، و أكل الربا ، و التولي يوم الزحف ، و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات . متفق عليه . و قال ابن عباس رضي الله عنهما : هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ، و صدق و الله ابن عباس . و أما الحديث فما فيه حصر الكبائر ، و الذي يتجه و يقوم عليه الدليل أن من ارتكب شيئاً من هذه العظائم مما فيه حد في الدنيا كالقتل و الزنا و السرقة ، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد ، أو لعن فاعله على لسان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فإنه كبيرة . و لا بد من تسليم أن بعض الكبائر أكبر من بعض . ألا ترى أنه صلى الله عليه و سلم عد الشرك بالله من الكبائر ، مع أن مرتكبه مخلد في النار و لا يغفر له أبداً . قال الله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .
الظلم
بأكل أموال الناس و أخذها ظلماً و ظلم الناس و الشتم و التعدي و الإستطالة على الضعفاء .
قال الله تعالى : " و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء * و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال " و قال الله تعالى : " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس " و قال الله تعالى : " و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " .
و قال صلى الله عليه و سلم : " إن الله ليمليللظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذه أليم شديد " .
و قال صلى الله عليه و سلم : " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار و لا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " .
و قال صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى : أنه قال : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرماً فلاتظالموا " . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع ، فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام و حج فيأتي و قد شتم هذا ، و أخذ مال هذا ، و نبش عن عرض هذا ، و ضرب هذا ، و سفك دم هذا . فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار "
منع فضل الماء
قال الله تعالى
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين .
قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكلأ .
و قال عليه الصلاة و السلام : " من منع فضل مائه و فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل ، و رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها و فى له و إن لم يعطه منها لم يف له ، و رجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذتها بكذا و كذافصدقه و هو على غير ذلك " أخرجاه في الصحيحين و زاد البخاري : " و رجل منع فضل مائه فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك " .
نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك
قال الله تعالى : " ويل للمطففين " يعني الذين ينقصون الناس و يبخسون حقوقهم بالكيل و الوزن . قوله : " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " يعني يستوفون حقوقهم منها قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم و كذلك إذا اتزنوا و لم يذكر إذا اتزنوا لأن الكيل و الوزن بهما الشراء و البيع فيما يكال و يوزن فأحدهما يدل على الآخر . " و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" أي ينقصون في الكيل و الوزن . و قال السدي : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و بها رجل يقال له أبو جهينة له مكيالان يكيل بأحدهما و يكتال بالآخر . فأنزل الله هذه الآية .
و " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس قالوا يا رسول الله و ما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، و ما ظهرت فيهم الفاحشة إلا أنزل الله بهم الطاعون ـ يعني كثرة الموت ـ و لا طففوا الكيل إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين ، و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر " " ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون " قال الزجاج : المعنى لو ظنوا أنهم مبعوثون ما ما نقصوا في الكيل







إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الاسلام 1
#2

افتراضي رد: الكبــــــائر

و الوزن " ليوم عظيم " أي يوم القيامة . " يوم يقوم الناس " من قبورهم " لرب العالمين " أي لأمره و لجزائه و حسابه ، و هم يقومون بين يديه لفصل القضاء . و عن مالك بن دينار قال دخل علي جار لي و قد نزل به الموت و هو يقول : جبلين من نار ، جبلين من نار . قال قلت : ما تقول ؟ قال يا أبا يحيى كان لي مكيالان كنت أكيل بأحدهما و أكتال بالآخر و قال مالك بن دينار : فقمت فجعلت أضرب أحدهما بالآخر ، فقال يا أبا يحيى كلما ضربت أحدهما بالآخر ازداد الأمر عظماً و شدة فمات في مرضه .
و المطفف : هو الذي ينقص الكيل و الوزن مطففاً لأنه لا يكاد يسرق إلا الشيء الطفيف ، و ذلك ضرب من السرقة و الخيانة و أكل الحرام . ثم وعد الله من فعل ذلك بويل و هو شدة العذاب و قيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره . و قال بعض السلف : أشهد على كل كيال أو وزان بالنار لأنه لا يكاد يسلم إلا من عصم الله ، و قال بعضهم : دخلت على مريض و قد نزل به الموت فجعلت ألقنه الشهادة و لسانه لا ينطق بها ؟ فلما أفاق قلت له : يا أخي ما لي ألقنك الشهادة و لسانك لا ينطق بها ؟ قال يا أخي لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها . فقلت له : بالله أكنت تزن ناقصاً ؟ قال : لا و الله و لكن ما كنت أقف مدة لأختبر صحة ميزاني . فهذا حال من لا يعتبر صحة ميزانه فكيف حال من يزن ناقصاً ؟ !
قطع الطريق
قال الله تعالى : " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم"
قال الواحدي رحمه الله : معنى يحاربون الله و رسوله يعصونهما و لا يطيعونهما . كل من عصاك فهو محارب لك ، و يسعون في الأرض فساداً أي بالقتل و السرقة و أخذ الأموال ، و كل من أخذ السلاح على المؤمنين فهو محارب لله و رسوله و هذا قول مالك و الأوزاعي و الشافعي . قوله تعالى : " أن يقتلوا " إلى قوله " أو ينفوا من الأرض " قال الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أو أدخلت للتخير و معناها الإباحة ، إن شاء الإمام قتل ، و إن شاء صلب ، و إن شاء نفى ، و هذا قول الحسن و سعيد بن المسيب و مجاهد و قال في رواية عطية أو ليست للإباحة ، إنما هي مرتبة للحكم باختلاف الجنايات . فمن قتل و أخذ المال قتل و صلب . و من أخذ المال و لم يقتل قطع ، و من سفك الدماء و كف عن الأموال قتل ، و من أخاف السبيل و لم يقتل نفي من الأرض ، و هذا مذهب الشافعي رضي الله عنه . و قال الشافعي أيضاً : يحد كل واحد بقدر فعله . فمن وجب عليه القتل و الصلب قتل قبل صلبه كراهية تعذيبه و يصلب ثلاثاً ثم ينزل ، و من وجب عليه القتل دون الصلب قتل و دفع إلى أهله يدفنونه ، و من وجب عليه القطع دون القتل قطعت يده اليمنى ثم حسمت ، فإن عاد و سرق ثانية قطعت رجله اليسرى ، فإن عاد و سرق قطعت يده اليسرى ، لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في السارق : " إن سرق فاقطعوا يده ، ثم إن سرق فاقطعوا رجله ، ثم إن سرق فاقطعوا يده ، ثم إن سرق فاقطعوا رجله " . و لأنه فعل أبو بكر و عمر رضي الله عنهما و لا مخالف لهما من الصحابة ، و وجه كونها اليسرى اتفاق من صار إلى قطع الرجل بعد اليد على أنها اليسرى و ذلك معنى قوله تعالى " من خلاف " .
و قوله تعالى : " أو ينفوا من الأرض " . قال ابن عباس : هو أن يهدر الإمام دمه فيقول من لقيه فليقتله ، هذا فيمن يقدر عليه ، فأما من قبض عليه فنفيه من الأرض الحبس و السجن ، لأنه إذا حبس و منع من التقلب في البلاد فقد نفي منها أنشد ابن قتيبة لبعض المسجونين سعراً:
خرجنا من الدنيا و نحن من أهلها
فلسنا من الأحياء فيها و لا الموتى
إذا جاءنا السجان يوماً لحاجة
عجبنا و قلنا جاء هذا من الدنيا
قال : فبمجرد قطع الطريق و إخافة السبيل قد ارتكب الكبيرة فكيف إذا أخذ المال أو جرح أو قتل ؟ فقد فعل عدة كبائر مع ما غالبهم عليه من ترك الصلاة و إنفاق ما يأخذونه في الخمر و الزنا و اللواطة و غير ذلك . نسأل الله العافية من كل بلاء و محنة ، إنه جواد كريم غفور رحيم .
اباق العبد
روى مسلم في صحيحه " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة " . و قال صلى الله عليه و سلم : " أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة " . و روى ابن خزيمة في صحيحه " من حديث جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة و لا يصعد لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ، و السكران حتى يصحو " و " عن فضالة بن عبيد مرفوعاً : ثلاثة لا يسأل عنهم : رجل فارق الجماعة و عصى إمامه و عبد آبق و مات عاصياً ، و امرأة غاب عنها زوجها و قد كفاها المؤونة فتبرجت بعده ـ أي أظهرت محاسنها كما يفعل أهل الجاهلية " و هم ما بين عيسى و محمد صلى الله عليه و سلم كذا ذكره الواحدي رحمه الله .
)(ع)(د)(ا)(ل)(ت)(و)( ب)( س) (
أزهــــ (ح_)(ب_)(_ا)(ي_)(ب_)ــــــار

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الاسلام 1
#3

افتراضي رد: الكبــــــائر

جزاكِ الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : الـمـتـألـقـة
#4

افتراضي رد: الكبــــــائر

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#5

افتراضي رد: الكبــــــائر

جزاك الله خيرآ
#6

افتراضي رد: الكبــــــائر

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : صمت الورود
#7

افتراضي رد: الكبــــــائر

شكراااااااااااااا للمرور

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الاسلام 1
#8

افتراضي رد: الكبــــــائر

بارك الله فيكى



الساعة الآن 01:36 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل