رد: ادوني رآيكم في موضوعي
كيف أتعامل مع والدي الذي يسخر مني لمرض قد ألمَّ بي؟ وعندما أشعر بالقهر لا أستطيع أن أنظر إليه, ولا أتحدث إليه, وقد يصدر عني كلام جارح له وقت ذلك, لكن الله تعالى يردني, وأعود لأتحدث معه, فهل أعتبر عاقًّا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن بر الوالدين والإحسان إليهما من الأمور الواجبة المتحتمة, وإن أساء الوالدان فتقابل إساءتهما بالإحسان, قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. {لقمان:15}.
وروى مسلم عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش, فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله, قدمت علي أمي - وهي مشركة - راغبة, أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك.
فلا تردي سخرية والدك منك بكلام جارح له, ولا تتضجري منه, أو تؤذيه بترك الحديث معه, ونحو ذلك, فإنه عقوق, ولكن انصحيه بالرفق والحكمة أن لا يفعل ذلك, والزمي الصبر على تصرفاته، وصاحبيه بالمعروف - ولو أساء - لعظم حقه عليك,
والله أعلم.
فتوى اخرى
أنا شاب ضمن أسرة من خمسة أبناء وبنتين، زوج أبي إخوتي الآخرين على نفقته إلا أنا تزوجت من مالي الخاص (من عملي )، علمت أختي الصغيرة على نفقتي الخاصة، ولم يساهموا بذلك، تزوج أبي من أخرى وأخرجني من البيت القديم وقمت ببناء بيت جديد لي كلفني كل مدخراتي واضطررت للاستدانة من الناس لتعميره، اصطدمت أنا وأبي مرتين وقاطعته ولا أتكلم معه لما عمله معي دون إخوتي ( لم يعلمني مثلهم، لم يساعدني في تعليم أختي ، لم يساعدني في بناء بيتي ) رغم أنه يملك مبلغا من المال ليس بالقليل .
إخوتي الآخرون اثنان منهم استولوا على أموال أبي وهي عبارة عن أغنام حوالي (600 رأس ) من الغنم ويقولون ليس لكم ( أنا وإخوتي الآخرون لأننا لم نعمل معهم في تربية الأغنام ) أي أن هذه الأغنام هي لهم وحدهم طبعاً صحيح هم من يعملون في تربية هذه الأغنام ونحن لنا أعمال أخرى ولا نعطيهم من دخلنا لكن هذه الأغنام أصلها من أبي هو الذي نماها وهم فيما بعد تولوا تربيتها والعناية بها وهم يأخذون إنتاجها لوحدهم فقط .
سؤالي لفضيلة الشيخ :-
1- هل يجوز لي مقاطعة أبي لأنه لم ينصفني مثل باقي إخوتي من ماله وطردني من البيت وأنا مديون الآن ولا يسأل عني .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن حق الوالد على ولده عظيم، كما أن عقوقه ومقاطعته من أكبر الكبائر، ومن أسباب سخط الله. أما عن سؤالك، فلا يجوز لك مقاطعة والدك، فمهما كان من سوء خلق الوالد وظلمه، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى : وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { لقمان:14}.
موقع اسلام ويب