أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي اهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر






الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أهم ركائز الدين الإسلامي، وهو سبب لخيرية هذه الأمة، وبتحقيقه والقيام به تنجو الأمة ويكثر فيها الخير ويندحر الشر ويقل المنكر. وبإضاعته تكون العواقب وخيمة، والكوارث عظيمة وتتفاقم الشرور وتظهر الرذائل وتنتشر، ويعلو صوت الباطل، و يخبو صوت الحق.
ولأهميته فقد عده بعض العلماء ركناً سادساً من أركان الإسلام، لما له من أثر في حفظ الضروريات الكلية التي جاءت الشرائع بحفظها.
اليوم ومع انتشار الفساد في كثير من نواحي الحياة وتفاصيلها الدينية والدنيوية، تظهر الحاجة ماسة لإذكاء شعلة الاحتساب في المجتمع، وإحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية لا بالحالة المزاجية، فانتشار أمر معين في المجتمع لا يعني بالضرورة صحته، كما أن فقد شيء لا يعني انتفاء الحاجة له، والمغالبة بين المعروف والمنكر في المجتمعات سنة سائدة ضمن سنة التدافع بين الإيمان والكفر وبين الإسلام والنفاق (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ....) و (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ...)(سورة التوبة).
قد يرى بعض أفراد المجتمع - مهما كانت وظيفته - أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل تنظيمات الدولة الحديثة مهمة موكلة لجهة محددة، والحقيقة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مقتصر على فئة دون فئة، بل هو مطلب شرعي فعن حُذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) متفق عليه. وفي الحديث الآخر عن عائشة رضي الله عنهامرفوعاً: (مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم) رواه ابن ماجه وصححه السيوطي و حسنه الألباني.
فهذه الأحاديث جاءت بصيغة الجمع والأمر فيها مطلق لعموم الأمة، أما تفاصيل كيفية إنكار المنكر ودرجاته فهي التي تناولها العلماء وبينوا ما هو مختص بفئة محددة أو يشمل العموم.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس فضولاً أو تدخلاً في شؤون الآخرين، بل هو من صميم المحافظة على المصالح الشخصية والعامة، والقيام به هو الأصل لإبراء الذمة والخروج من الوعيد فلما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون)قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم إذا كثُر الخبث) رواه البخاري. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنهيا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) رواه أبو داود والترمذي وصححه، وصححه الألباني.
اليوم ونحن نرى جموع المحتسبين تطرق أبواب المسؤولين؛ في سعي دؤوب للمحافظة على سلامة المجتمع، والحفاظ على هويته نشعر بفخر ونحس بطمأنينة؛ لأن هناك من يحمي سفينة المجتمع أن تخرقها يد العابثين فتغرق بنا جميعاً في لججججججججججججً من التيه ثم العذاب والهلاك، (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإذا أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري.
وقد يواجه هؤلاء المحتسبون رفضاً أو استهزاءً من بعض أرباب المنكرات وقصيري النظر ومدمني الشهوات، أو تخذيلاً و يأساً من بعض أفراد المجتمع لكثرة المنكرات وعدم تغييرها؛ والحق أن هؤلاء المحتسبين يؤدون أمر الله، ويقومون بفريضته وليس من مسؤوليتهم أن يتحقّق مُرادهم من قيام المعروف وظهوره واندحار المنكر وخنوسه؛ فإذا أدى المؤمن الغيور فريضة الله من أمرٍ بالمعروف ونهي عن المنكر فقد أعذر إلى ربه وأحسن إلى مجتمعه (وَإِذَا قَالَتْ أُمّةٌ مّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىَ رَبّكُمْ وَلَعَلّهُمْ يَتّقُونَ * فَلَماّ نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوَءِ وَأَخَذْنَا الّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) (سورة الأعراف).
نحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإيضاح حقائق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته في حفظ المجتمع من العذاب، وبحاجة للقيام بهذا الواجب العظيم إبراء للذمة؛ ومن الحقائق التي يجب أن تظهر للمجتمع أن تصل رسالة المحتسبين نقية محددة الأهداف، بعيداً عن اجتزاء الأحداث من سياقها أو تشويه الحقائق، فعلى سبيل المثال: يحاول بعض أرباب المنكرات ودعاة الاختلاط وأساطين التغريب عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وعبر مقاطع الفيديو أو الكاريكتيرات ونحوها أن يصوروا احتساب الغيورين على الاختلاط بأنهم يطالبون بعدم توظيف النساء، وأن تعيش المرأة فقيرة أو متسولة خير لها من العمل، والحقيقة أن المحتسبين يطالبون بأن تعمل المرأة بكرامة في بيئة تحفظ لها حقوقها، وتؤمن لها خصوصيتها؛ وتضمن أن لا تفقد المرأة كرامتها أو تضيع أسرتها وأطفالها. خصوصاً ونحن نعيش في بلد غني مادياً ويمتلك من الإمكانات ما يؤهله لأن يكون نموذجاً يحتذى في الموائمة بين الأخذ بمتطلبات الدنيا مع الحفاظ على الدين والكرامة.
وفي خضم التجاذب بين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وبين مَن يخالفهم أو يهوِّن من شأن عملهم لنضع بين أعيننا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر ولتأخذنّ على يد الظالم ولتأطرنّه على الحق أطراً ولتقصرنّه على الحق قصراً، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وضعفه الألباني.



#2

افتراضي رد: اهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

جزاك الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : كاندي أم أنس
#3

افتراضي رد: اهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

جزآآكـِ الله خيراً



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بحث هام فى ... الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اماني 2011 العقيدة الإسلامية
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جزائرية فلسطينية السنة النبوية الشريفة
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر كلام رائع عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر هبه شلبي المنتدي الاسلامي العام
أهمية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر محبه لله الحملات الدعوية
وجوب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر محبه لله الحملات الدعوية


الساعة الآن 02:43 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل