كلنا نعرف عزيزاتي أن الأمثال هي حكمة
وخبرة الشعوب ومرآة مجتمعاتهم المختلفة ..
ووراء كل مثل متداول، قصة علّمت الحكمة وأصبحت مثل يتناقله الكثير ويختصر التجربة ...
لذلك أحببت أن أقدم لك قصص بعض الأمثال
ومن هذه الأمثال التي أذكرها :
1-" رجع بخُفَي حُنين"
أصلُه أن (حُنَيناً) كان إسكافيا من أهل الحِيرة، فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، وساومه فاختلفا حتى غضب حنين.. فأراد أن يغيظ الأعرابي.. فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال : "ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"، ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه. فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!
وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين"!
فذهبت مثلاً ، يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة ..
2- "على أهلها جنت براقش "..
وفي صيغة أخرى: "على نفسها جنت براقش "..
وبراقش هي كلبة لقوم هاجمهم الأعداء فاختبؤا ، وبعد يأس العدو من إيجادهم ، هموا بالرحيل
لكن براقش بدأت بالنباح ، حتى سمعها الأعداء فوجدوهم ثم قتلوها وقتلوهم ..
وهو مثل يضرب : لمن يجلب السوء على نفسه ولو بدون قصد ..
3-" في بيته يُؤْتَى الحَكم "..
وقصة هذا المثل تقول: (قالوا إن الأرنب التقطت ثمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: «يا أبا الحسل»، فقال: «سميعاً دعوت»، قالت: «أتيناك لنختصم إليك»، قال: «عادلاً حكمتما» قالت: «فأخرج إلينا»، قال: «في بيته يؤتى الحكم»، قالت: «إني وجدت ثمرة»، قال: «حلوةٌ، فكليها»، قالت: «فاختلسها الثعلب»، قال: «لنفسه بغى الخير»، قالت: «فلطمته»، قال: «بحقك أخذت»، قالت: «فلطمني»، قال: «حر انتصر»، قالت: «فاقض بينا»، قال: «قد قضيت» ، فذهبت أقواله كلها أمثالاً.