تعتبر القهوة من المشروبات جزءً لا يتجزأ من ثقافتنا، وغيرها من ثقافات العالم، إلا أن ذلك لايعني بالضرورة بأن أي من عاداتنا وتقاليدنا لايجب أن تُبحث ونتبين فوائدها من مضارها، فإن الإكثار من شرب القهوة يسبب الرجفان ومشاكل في النوم أو الشعور بالضغط وعدم الراحة، وهذا كله يعني بأنك تفرطين في شرب القهوة. فما هي كمية القهوة التي يسمح لك بإحتسائها؟
في البداية عند الحديث عن التأثير على الحياة، أو معدل الوفيات، فقد لا يكون هناك آثارٌ سلبيةٌ لاستهلاك حوالي ستة أكواب من القهوة يومياً، مع الأخذ بالإعتبار بأنه في معظم الدراسات حول القهوة، يبلغ حجم الكوب 100 ملغ من الكافيين وليس ضعف الكمية التي تتناولينها في كوب من القهوة التي تشترينها من ستاربكس على سبيل المثال، إضافة الى أن الأبحاث ترتكز على القهوة السوداء أو مع القليل من الحليب أو السكر وليس على أنواع المشروبات العالية السعرات الحرارية التي تقدمها محال القهوة.
يعتقد الكثيرون بأن القهوة مكونة من الكافيين فقط، غير أنها مشروبٌ أكثر تعقيداً لاحتوائها على مئات من المكونات، وبما أن القهوة تحتوي على مختلف المكونات، فقد يؤدي احتساؤها إلى نتائج صحية مختلفة، وقد يعود بالمنفعة على البعض، وبالضرر على البعض الآخر.
أعتقد الناس طويلاً بأن القهوة قد تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان أو أمراض القلب، إلا أنه وفي الدراسات الأحدث، لم يجد العلماء أي دليل على ذلك، بل على العكس أظهرت بعض الدراسات أن لاحتساء القهوة مفعولٌ مضادٌ للأكسدة.
مع ملاحظة بأنه إن لم يكن الشخص معتاداً على الكافيين وبدأ بتناوله، فسيرتفع معدل ضغط الدم بشكل كبير، لكن بعد أسبوع من إستهلاك الكافيين، ستكون الآثار أقل، مع تراجع معدل ارتفاع ضغط الدم. أما بعد أسابيع من الاستهلاك المتواصل، فلن يكون هناك سوى ارتفاع قليل في ضغط الدم. لذا وإن كان الفرد يعاني ارتفاعاً في معدل ضغط الدم ويسعى جاهداً للسيطرة عليه، يمكنه محاولة استبدال القهوة العادية بقهوة خالية من الكافيين ليرى إن كان سيلتمس أي منفعة.
والقهوة تحتوي على مادة اسمها كافيستول وهي محفز قوي لمستويات الكوليسترول الضار LDL، وتتمركز في القسم الدهني من القهوة، فعند شرب القهوة المفلترة بالورق، تعلق مادة الكافيستول وراء الفلتر، وبالتالي ينخفض التأثر السلبي لهذه المادة على عكس الحال في القهوة التركية مثلاً.
وعليه، فإن لم تكوني من المعتادين على إحتساء القهوة، فمن الأفضل أن تبقي على ذلك الحال، أما إن كنت من محبي القهوة، فاكتفي بتناولها باعتدال (كوب في اليوم) واختاري القهوة المفلترة.