( أمنيات )
تستدر دموعنا
كلما رفعنا للسماء صبرآ
وتستنهض انكساراتنا
كلما مددنا بالدعاء يدا
ويمتد بها رجاؤنا
كلما قلنا :
يا الـلـَّه يا الـلـَّه
~
حسناً ..
كل أمنية لم تحقق
هي جرح
اعتاد في القلب السبات
وما أشده من سبات
كيف لا
وهي (جراح الأمنيات)
والأشد أنه لن يستيقظ من سباته
إلا بتحقق الأمنية
أو بموت صاحبها
نحن نكره ذلك نكره أن نموت
وأمنياتنا لم تتحقق
نكره ذلك ولا نعلم أنه لها الدواء
ولجرحها الشفاء ..
نعم ؛
قد يكون هذا الحل حلا غريبا للوهلة الأولى
لكن لتطبيقه لذة عجيبة ؛
لا يدركها إلا من جربهآآآ ..
سأروي لكم حديثا عذبا يحوي آية
ثم سأحدثكم بعد ذلك ..
عن تلك (الطريقة المدهشة)
التي عثرت عليها بين جنبات الآية
والتي نتعلم منها سويآآ ؛
كيف نداوي (جراح الأمنيات)
~
اقرأي بقلبك :
قول رسولنا صلى الله عليه وسلم :
هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل؟
قالوا الله ورسوله أعلم
قال : الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور ،
وتتقى بهم المكاره ،
ويموت أحدهم وحاجته في صدره
لا يستطيع لها قضاء ،
فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته:
أأتوهم فحيوهم ..
فتقول : الملائكة ربنا نحن سكان سمائك ، وخيرتك من خلقك
أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم ؟
قال : إنهم كانوا عبادا يعبدوني ولا يشركون بي شيئا ،
وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره
ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء،
قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك
فيدخلون عليهم من كل باب (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
~
آحبتي العدولات .. أعيدو و القرأة بقلوبكن :
( ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء )
هل تملكين قضاء حاجتك التي مكنونة في صدرك؟!
هل تملكين تحقيق تلك الأماني ؟!
هل تعلمين أن عجزك عن ذلك
هو سبب كرامتك في الآخرة؟!
هوني عليك
فإن لم يحققها الله هنا
فإنه لن ينساها لك هناك
( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً )
أشعر بشلال رضا يغمرني
كلما قرأت ذلك الحديث و تلك الآية
لكن" ثمة شرط "
وهو إقرأي بقلبك
( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
لم يقل سلام عليكم بما سخطتم
ولا بما سئمتم
بل
( بِمَا صَبَرْتُمْ )
قال ابن زيد : بما صبرتم عما تحبونه إذا فقدتموه.
يالله
كل هذا التكريم
والسبب : ( ويموت أحدهم وحاجته في صدره )
كل هذا التكريم
والشرط : ( بِمَا صَبَرْتُمْ )
أو تكون تلك الكرامة بالصبر على الفقد
ثم بعد ذلك نغتم ونسخط !!
~
أخيرا .. هل عرفتي الآن
كيف نداوي (جراح الأمنيات) بهذه الآية ؟!
لديك ثلاث قناعات
لتكون الآية لجرحك شفاء
وله إنتهاء
وله جلاء
(1)
ليس شرطا أن يتحقق كل ما نريد في دنيانا.
(2)
لندع لأمانينا فرصة أن تعيش في “أرواحنا ” ونؤجلها للآخرة
(3)
تذكري : أن عند الله لا تموت الأمنيات
~
اللهم إن في قلب من كتب ومن قرأ
أمنية تعصف به ,
اللهم إن كان في تحقيقها خيرا لنا
فعجل بهآآ ,
وإن كان في تأجيلها مزيد كرامة وثواب
اللهم فأعنا على تأجيلها