فيروز الديلمى معلومات عن فيروز الديلمى
فيروز الديلمى معلومات عن فيروز الديلمى
هو فيروز الديلميّ، يُكْنَى أبا عبد الله.
ويقال له الحِمْيَرِيّ لنزولِه في حِمْيَر، وهو من أبناء فارسَ، من فُرس صنعاء.
ويقال: إنه كِناني من أبناء الأساورة من فارسَ الذين بعثهم كسرى إلى قتال الحبشة.
اختُلف في صحبته ـ رضي الله عنه ـ فقيل: له صُحبة، وقد رَوَى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحاديث، ورَوَى عنه أولادُه الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد، وغيرُهم؛ وحديث فيروز في نسائه - إن ثبت - يدل على أن له صحبة: أخرج أبو داود والترمذي من طريق ابن فيروز الديلمي عن أبيه قال قلت: يا رسول الله، إني أسلمت وتحتي أختان قال: "طلِّقْ أيتَهما شئتَ" وفي سنده مقال.
وأخرج البغويُّ من وجهٍ آخر، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه فيروز قال: قدمتُ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول الله، إنا أصحاب أعناب.. الحديث. وفي آخرِه: فقلت: فمَنْ وليُّنا؟ قال: اللهُ ورسوله.
وقيل: لا تصح لفيروز صُحبة، وحديثُه مرسلٌ.
أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (في السنة السابعة للهجرة) كتبا يدعو فيها ملوك الدنيا إلى الإسلام، وكان كسرى مَلِكُ الفرس أحد هؤلاء، فرد ردا قبيحا ومزق الكتاب، لكن الإسلام كسب إلى صفه حكام اليمن من الفرس، الذين تركهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مناصبهم، فقاموا على حماية الإسلام في هذه الأنحاء، وتعرضوا للأذى والقتل بسبب ذلك، وقاوموا الردة هناك بكل ما أوتوا من قوة.
عاصر فيروز حِقبة الردّة، وكان له في جهادها أثر عظيم، وقدم المدينة بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم.
جاهد فيروز المرتدّين باليمن، وقتل الأسْوَد العنسي الذي ادّعى النبوّة هناك، وذلك قبيل وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيوم واحد، وقد أخبر الله نبيه بالخبر، فراح ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبشر أصحابَه في المدينة: " قُتل العنسيُّ البارحةَ، قَتله رجلٌ مُبارَكٌ من أهل بيت مبارَكِينَ " قيل: ومن هو؟ قال: "العبدُ الصالحُ فيروزُ، فاز فيروز"!
أخرج ابن عساكر قال: كتب عمر بن الخطاب إلى فيروز الديلميّ: "أما بعد، فقد بلغني أنه قد شغلك أكلُ اللُّباب بالعسل، فإذا أتاك كتابي هذا فاقْدُم على بركة الله فاغْزُ في سبيل الله"، فقدم فيروز فاستأذن على عمر، فَأَذِنَ له، فزاحمَه فتى من قريش، فرفع فيروز يدَه فلطَمَ أنفَ القرشيِّ، فدخل القرشي على عمر مُستَدْمَى. فقال له عمر: مَنْ فعل بك؟ قال: فيروز، وهو على الباب، فأذِنَ لفيروز بالدخول، فدخل، فقال: ما هذا يا فيروز؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنّا كنا حديثي عهد بمُلك، وإنك كتبتَ إليَّ ولم تكتبْ إليه، وأذنتَ لي بالدخول ولم تأذنْ له، فأراد أن يدخل في إذني قبلي، فكان مني ما قد أخبَرَكَ، قال عمر ـ رضي الله عنه: القِصاص، قال فيروز: لا بد؟ قال: لا بد، فجثا فيروزُ على ركبتيه وقام الفتى ليقتصَّ منه، فقال له عمر: على رِسْلِكَ أيها الفتى حتى أخبرك بشيء سمعتُه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذاتَ غداةٍ وهو يقول: قُتِلَ الليلةَ الأسودُ العَنْسِيّ الكذابُ، قتله العبدُ الصالحُ فيروزُ الدَّيْلَمِيّ، أفتُرَاك مقتصّـًا منه بعد إذْ سمعتَ هذا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم؟! قال الفتى: قد عفوتُ عنه بعد إذْ أخبرتَني عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا، فقال فيروز لعمر: أفَتَرَى هذا مُخرِجِي مما صنعتُ؛ إقراري وعفوُه غيرَ مُسْتَكْرَهٍ؟ قال: نعم. قال فيروز: فأُشهِدك أن سيفي وفرسي وثلاثين ألفًا من مالي هبةٌ له، قال: عفوتَ مأجورًا يا أخا قريش.
كان فيروز الديلمي ـ رضي الله عنه ـ ممن سَكَنَ بيت المقدس. ويقال: إن قبره بها.
وفاته:
قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرُهما: مات فيروز في خلافة عثمان. وقيل: مات باليمن في خلافة معاوية سنة ثلاث وخمسين من الهجرة.